Okaz

اختراق يكشف.. واختراق يشرف

-

يبدو أن 2017 هو عـام االختراقات بامتياز، حيث بدأ الحديث عن اختراقات إلكترونية قد تكون أثرت على مسار االنتخابات األمريكية، وتـكـرر الحديث بدرجات أقل حول انتخابات أوروبية أبرزها االنتخابات الرئاسية الفرنسية. لكن األيام القليلة املاضية حملت اختراقات خصت منطقة الخليج العربي، أولها كان االختراق الذي ادعت قطر أنه حدث لوكالة األنباء القطرية، إنكارا لحديث أمير قطر الذي نشر على موقع وكالة األنباء، ومــن املـعـروف أن هــذا الـقـول بـاالخـتـر­اق، لـم يمتد إلنـكـار مضامني الخطاب، أو على أقل تقدير خروج بيان من الديوان األميري ينكر ما جاء من إســاءات عبر كلمة األمير، وما عد خرقا لوحدة الصف الخليجي. وكما نذكر فخطاب أمير قطر أتى عقب زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض، وعقد الرياض لقمم ثالث حددت معالم الشرق األوسط إلى حد بعيد، سـواء القمة السعودية األمريكية التي أكـدت على مكانة اململكة كحليف موثوق فيه، أو القمة الخليجية األمريكية التي تعبر عن دعم أمريكا لدول الخليج ضد التدخالت الخارجية املباشرة، أو التي تتم في محيط دول الخليج في اليمن والعراق وسورية، والتي تقف خلفها إيران بشكل واضح ومعلن. وصوال إلى القمة اإلسالمية األمريكية، التي جددت من شكل العالقة اإلسالمية األمريكية، والتي شهدت توترا كبيرا منذ الحادي عشر من سبتمبر، واستثمرتها عدة أطراف عربية وغير عربية، كما أتت القمة لتؤكد على دور الدول اإلسالمية في التصدي لإلرهاب، وعلى دور اململكة كــرأس حـربـة فـي الـحـرب على اإلرهــــا­ب، على مختلف املحاور عسكريا وفكريا واقتصاديا. وهذا التوضيح ملسار الحرب على اإلرهـاب استلزم حديثا مباشرا حول مسببات اإلرهاب واألطراف التي تقف خلف اإلرهاب، مما يعني بالنتيجة الحديث بوضوح عن إيــران كدولة راعية لإلرهاب، مما دعا أطرافا أخرى لها تاريخ في دعم اإلرهـاب إعالميا واقتصاديا بل ولوجستيا لتلمس رأسها. وهــنــاك حــديــث صــريــح خـــالل األيـــــا­م املــاضــي­ــة ســــواء عــبــر اإلعالم السعودي أو اإلمــارات­ــي والبحريني، عـن دور قطر خــالل العقدين املاضيني والذي لم يتغير على مستوى اإلستراتيج­يات، ولكن تغير فـي لحظات الضغط الخليجي على مستوى التكتيك، ودعــا قطر لحرق أوراق في لحظات معينة كما في العام ،2014 عبر نقل قيادات إخوانية إلى تركيا، أو إغالق قناة الجزيرة مباشر مصر. ثم أتى االختراق الثاني لحساب وزير الخارجية البحريني الشيخ خـالـد بـن أحـمـد آل خليفة، ويكفي مـا وضـعـه املـخـتـرق داللــة على أهدافه في زعزعة أمن البحرين واململكة، حيث خرجت من الحساب مقاطع تؤجج الفتنة الطائفية فـي البحرين وفــي السعودية، من أطــراف محسوبة على إيــران، والالفت أن وسائل إعـالم قطرية قبل نشر بيان أمير قطر، كانت تهاجم مملكة البحرين وإجراءاتها في حفظ األمن والتصدي لإلرهاب. ثم أتى االختراق األخير إليميل سفير دولة اإلمــارات في واشنطن، معالي السفير يوسف العتيبة، وعلى عكس هوى البعض لم يكن في بريد السفير ما يزعج، بل كان تأكيدا على موقف اإلمارات املعلن إعالميا، ومتناسقا مع مواقف اإلمارات عربيا وخليجيا. حيث بينت الـبـيـانـ­ات املـسـربـة مــن بـريـد السفير، مـوقـف اإلمارات الـداعـم لــقــرارا­ت ومـواقـف السعودية، ودعمها للدولة املصرية في وجه التحديات التي تحدق بها، باإلضافة إلى املوقف الواضح من السياسة اإليرانية العبثية في املنطقة العربية. هــذه االخـتـراق­ـات تكشف للمواطن الخليجي والعربي كـل األوجه بال أقنعة، تعرفه بمن يبحث عن الخير واالستقرار والتنمية، ومن يبحث عن الفوضى وإثــارة القالقل وزعـزعـة األمــن اإلقليمي، هذه االخــتــر­اقــات كلها خـيـر ألنـهـا بينت الـصـديـق مــن الــعــدو بشكل ال يحتمل أي تأويل.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia