ملستقبل أفضل

إن املجتمعات التي تكون فيها أعداد الشباب مرتفعة تعد من املجتمعات القوية الـقـادرة على التطور والتغيير لألفضل، وذلـــــك بــاســتــثــمــار طــاقــاتــهــم واســتــغــال نــســبــة استيعابهم للتوجيه واإلرشاد. وينطبق هذا القول على منتخب الشباب واملواهب في األندية في فئة األوملبي والشباب، الذي أحمل الجميع مسؤولياتهم (اتحاد-أندية-إعام-جماهير-مجتمع). منذ أن لفت املنتخب الوطني الشاب االنتباه في بطولة أمم آسيا 2016 املؤهلة لنهائيات كأس العالم للشباب 2017 لم نشاهد إال عددا محدودا يمثلون أنديتهم، وكان ذلك بقرار من مدرب شجاع فقط. الفرص ضئيلة واإلهـمـال ال يولد نجوما، لـذا، على االتحاد السعودي املوافقة والسعي إليجاد فرص احترافية خارجية لهم بضع سنوات لصقل مواهبهم وتنمية عقولهم، مع ضبط القوانني منعا لـ«الكباري» وحفظ حقوق األندية عند عودة الاعب للماعب السعودية. على األندية العمل باحتراف والتفكير في املستقبل والنظر لــألمــام، فـالـنـظـر لــلــوراء يكلف كـثـيـرا ويـجـعـلـك تسير ببطء وتصل متأخرا، هذا إذا قدر لك الوصول. إن دور الجماهير في مساندة الشباب في أنديتهم يعد أقوى األدوار، فالجماهير هي الوقود الذي يحرك األندية. واملدرب يضع في حساباته أن النتائج هي التي تحكم بقاءه، فالهزيمة تجلب سخط الجماهير التي تطالب األندية بتغيير املــدرب الــذي مـن خـال مـا ذكــرت سابقا يعتمد على النجوم أصحاب الخبرة وإهمال إعطاء الفرص للمواهب الجديدة. املجتمع وهو أشمل من الجماهير، يكمن دوره خارج امللعب، وهنا أطالبه بتغيير نظرته املطلقة عن الاعبني حتى وإن ظهرت حاالت ومواقف سلبية، فتعميمها وجعل الصفات السلبية هي السائدة في الاعبني يــهــيــئ الــــنــــشء عــلــى امــــتــــاك نــفــس الـــصـــفـــات وأنــــهــــا عرف مجتمعي. يستطيع اإلعام صنع املعجزات، ورسالته سريعة الوصول، ومن واجبهم إبراز وتسليط الضوء على الجانب املضيء في الاعبني واالستشهاد بأصحاب السير الحسنة من السابقني، ومحاسبة أي مهمل أو من يسيء للرياضة أيا كان بواقعية، وال تحكم األمر عاقات شخصية، وال تقبل له شفاعة. أخـيـرا.. ال تقدم األســرة وال الـدراسـات والتدريبات والبرامج الـتـوعـيـة مـفـعـوال مــا لــم تـكـن بــداخــل الــاعــب قــوة اإلرادة والرغبة في األفضلية نحو النجومية.