Okaz

قطر.. هذا فراق بيننا.. نهايـــ

قطع أذرع «خميني» قطر احلل.. تأديب الدوحة

- فهيم الحامد «عكاظ» (عمان) محمود عيتاني

جـــاء الــبــيــ­ان الــســعــ­ودي فــجــر أمـــس (اإلثــــنـ­ـــني)، حول املـوقـف مـن قطر، شافيا لـلـصـدور، شفافا وصريحا، واضـــعـــ­ا الـــخـــط­ـــوط الـــحـــم­ـــراء وأيـــضـــ­ا الـــنـــق­ـــاط على الـــحـــر­وف، حــمــايــ­ة ألمــنــهـ­ـا واســتــقـ­ـرارهــا وسيادتها، وانطالقا من ممارسة اململكة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الـدولـي، وحماية ألمنها الوطني من مخاطر اإلرهاب والتطرف. الــــــــ­ـقــــــــ­ـرار الـــــــس­ـــــــعــ­ـــــودي بقطع الـعـالقـا­ت الـدبـلـوم­ـاسـيـة مع قـــــطـــ­ــر، وإغـــــــ­ـــــالق كافة املـــــــ­نـــــــاف­ـــــــذ الـــــبــ­ـــريـــــ­ة والبحرية والجوية، ومنع العبور في األراضي واألجواء واملياه اإلقليمية الــــــــ­ســــــــع­ــــــــود­يــــــــة، والـــــــ­ـبــــــــ­دء بــــــاإل­جــــــراء­ات القانونية الــــفـــ­ـوريــــة لــلــتــف­ــاهــم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات اإلجراء بأسرع وقت لكافة وسائل النقل من وإلى قطر، حفاظا على األمن الوطني السعودي الذي يعتبر خطا أحمر بكل املعايير. السعودية اتخذت قـرارا تاريخيا حاسما في الوقت املناسب، بعد تفكير ودراسة معمقة، وهي تعي تماما مــــاذا يـعـنـي هـــذا الـــقـــر­ار، ألن االنــتــه­ــاكــات الجسيمة الــتــي مــارســتـ­ـهــا الــســلــ­طــات فــي الـــدوحــ­ـة ســـرا وعلنا، طــوال السنوات املاضية بهدف شـق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، واملساس بسيادتها، لم يعد محتمال، وقطر لم تعد الدولة التي يـمـكـن أن نـثـق بـهـا ونـعـتـمـد عـلـيـهـا، خـصـوصـا بعد احـتـضـانـ­هـا جــمــاعــ­ات إرهــابــي­ــة وطـائـفـيـ­ة تستهدف ضرب االستقرار في املنطقة، ومنها جماعة (اإلخوان املسلمني) و(داعش) و(القاعدة)، وهذا أصبح شاهد عـــيـــان ولــــم يــعــد خــافــيــ­ا عــلــى أحــــد فـــي الــــدول الخليجية أو العربية. ألن الترويج ألدبيات ومـــخـــط­ـــطـــات هــــــذه الـــجـــم­ـــاعـــات عبر وسـائـل إعالمها بشكل دائــم، ودعم هل هو رجـل املخابرات اإليرانية أم املـوسـاد اإلسرائيلي؟، وهـل من املمكن أن يكون عميال ثالثيا أم مزدوجا؟، ومن ساعده على اإلطاحة بــوالــده مــن ســدة الـحـكـم كـمـا فـعـل والـــده بــجــده؟ وهــل هــو النموذج الكالسيكي الذي يؤدي الدور املرسوم له بعناية ودقة دون أن يعرف له والء ألي فكرة ووظيفة؟، وملاذا يحمل كل هذا الشغف بالتمدد في النقاط الساخنة في العاملني العربي واإلسالمي؟. كل هـذه األسئلة، وغيرها الكثير كانت محور األحـاديـث السياسية واألمنية في الطبقات العليا لدوائر صنع القرار في املنطقة دون أن تستطيع اإلمساك بطرف الخيط الذي يقودها إلى الحقيقة، فالرجل مدار شكوكها أشبه بـ «الزئبق» إلى أن شاء ت األقدار أن تكون الرياض حيث انعقدت القمة العربية اإلسالمية األمريكية نقطة البداية لسقوط قناعه إنه أمير قطر، الذي أثارت القمة مخاوفه من سقوط من يخطط له نهجا وأسلوبا، وممارسة ليعود إلى الدوحة، ويعلن معارضته لقرارات القمة، ويعلن تحالفه مع إيران، وميليشياته­ا اإلرهابية. إذن سقط القناع، وانكشف أمر أمير دويلة قطر تميم آل ثاني الذي يحلم بــأن يكون «خميني» املنطقة لتتأكد أن كـل األسئلة الحائرة التي كادت دوائر القرار في املنطقة تعتقد أنها ظنون يفبركها أعداء قطر وخصومها إلى أن خرج الرجل من العباءة العربية واإلسالمية، معلنا مراهنته على تحالف كله ثقوب وتقلبات وكــأن حاله يقول «إمـا الزعامة في املنطقة أو أسلم قطر إليــران»، وهـي سياسة تعني نشاطات الجماعات اإلرهابية املدعومة من إيران في القطيف والبحرين وتمويل وتبني وإيواء املتطرفني الــذيــن يـسـعـون لــضــرب اســتــقــ­رار ووحــــدة الــوطــن في الداخل والخارج، لم يعد هناك مكان لقطر بيننا. لــقــد خــرجــت قــطــر عــن اإلجـــمــ­ـاع الـخـلـيـج­ـي ودعمت الـــنـــظ­ـــام الـــفـــا­رســـي الــطــائـ­ـفــي واألنـــظـ­ــمـــة اإلرهابية الظالمية باملال واألسلحة، كما أن وسائلها اإلعالمية ســاهــمــ­ت فـــي تــأجــيــ­ج الــفــتــ­نــة داخـــلـــ­يـــا، كــمــا اتضح لـلـسـعـود­يـة الــدعــم واملــســا­نــدة مــن قـبـل الـسـلـطـا­ت في الدوحة مليليشيا الحوثي االنقالبية حتى بعد إعالن تحالف دعم الشرعية في اليمن. ولهذا نقول لقطر هذا فراق بيننا وبينكم. الــســعــ­وديــة لــم تـتـدخـل عـلـى اإلطــــال­ق فــي شـــوؤن أي دولــة، وفـي نفس الوقت ترفض على اإلطــالق من أي دولـــة الـتـدخـل فــي شــوؤنــهـ­ـا. وقـطـر تـدفـع الــيــوم ثمن سياساتها الـعـدوانـ­يـة ضـد دول املنطقة. السعودية عندما اتخذت هذا القرار وضعت مصالحها األمنية واإلستراتي­جية فـوق أي اعتبار وأيضا تضامنا مع البحرين التي تتعرض لحمالت وعمليات إرهابية ببساطة أن تميم يـأخـذ للفرس. مغامرات األمير القطري الـذي يضع جيرانه على حافة القلق زادت من أعباء األمــة التي تنهمك في إخــراج الشعبني اليمني، والسوري من جحيم ما تفعله إيران لتصبح أمام هذه األمة اآلن فك أسر الشعب القطري الشقيق من نظامه املتلون فالزمن القطري بات يتدرحج إلى الوراء بدل أن يسير قدما إلى األمام، وبدال من أن ينظف األمير تميم دويلته من خطايا علقت بها زاد في تكبير خطاياها، وبدا كمندوب مبيعات متجول يبدي حماسة في املـزايـدا­ت أكثر منه رئيس دولة أينما يحل تالحقه عالمات االستفهام، والتعجب، والئحة طويلة من االتهامات. تاريخ أمير الدويلة القصير مثير للجدل وللغضب أحيانا، ال يحمل اللون الـرمـادي، إمـا أبيض أو أســود، وهـي في كل األحوال تثبت سياسته أنه يرسم تاريخه باألسود فقط واضعا مستقبل أكثر من 2.5 مليون قطري في دائرة مغلقة من الشك والقلق. ندرك تماما أن الشعب القطري الشقيق هو ضحية مراهقة أميرهم، وأن القادة العرب واملسلمني لن يخذلوا هذا الشعب الذي عليه اآلن إطالق الدعوات ملؤسسته العسكرية ليقول الجنود كلمتهم النهائية، قــبــل أن يـضـعـهـم تـمـيـم رهــيــنــ­ة بــيــد نــظــام املــاللــ­ي لـتـبـقـى املؤسسة العسكرية هي بوابة الحل التي يمكنها إغـالق الباب الـذي أتى منه الريح بعد أن باعهم األمير تميم لطهران، وهذا يعني أن جزء ا يسيرا من قمة جبل الجليد ظهرت على السطح، وأن الكثير من األسـرار لم يظهر إلى السطح، وقد ال يظهر أبدا. أكـثـر مـن 2.5 مليون مـواطـن قـطـري رهينة مدعومة من قبل السلطات في الدوحة. لقد تحملت السعودية تدخالت قطر بهدوء وحكمة طــوال الـسـنـوات املـاضـيـة وبـذلـت منذ عــام 1995 مع أشقائها جهودا مضنية ومتواصلة لحث السلطات فــــي الــــدوحـ­ـــة عــلــى االلـــــت­ـــــزام بــتــعــه­ــداتــهــ­ا، والتقيد بـاالتـفـا­قـيـات، إال أن هــذه الـسـلـطـا­ت دأبـــت عـلـى نكث التزاماتها الـدولـيـة، وخــرق االتـفـاقـ­ات الـتـي وقعتها تــحــت مــظــلــة دول مــجــلــس الـــتـــع­ـــاون بــالــتــ­وقــف عن األعمال العدائية ضد اململكة، والوقوف ضد الــجـمــا­عــات والــنــشـ­ـاطــات اإلرهابية، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها التفاق الرياض. لــقــد وقعت قــــطــــ­ر على الــــــــ­ــبـــــــ­ـــنــــــ­ــــود الــــــــ­ـســــــــ­ـبــــــــ­ـعــــــــ­ـة ونــــــقـ­ـــــضــــ­ــتــــــه­ــــــا ورمـــــــ­ــــــــــ­ـــت وراء ظــــهــــ­رهــــا ضــــاربــ­ــة وصف رئيس جمعية الــرواد العرب الدكتور زيـاد العجوز، الــدور القطري في املنطقة باملشبوه والشائك والــذي يلعب عــلــى الــتــنــ­اقــضــات ويــعــمــ­ل عــلــى زعــزعــة األمــــن واالستقرار فـي املنطقة. وأشــار العجوز إلــى أن مـا قامت بـه السعودية بقطع عالقاتها مع قطر أمر في غاية األهمية، خصوصا في ظـل الـظـروف التي تمر بها املنطقة، فاململكة استنفدت كل الـوسـائـل مـن أجــل تحقيق إنـجـاز نوعي إلعــادة األمــور إلى نصابها الصحيح وجعل قطر تعود إلـى مربعها العربي، وبالتالي كان ال بد من هذا املوقف الحازم». وتابع: «للمملكة دور كبير في املنطقة والعالم، وما قامت به ما هو إال قرار اتخذ بعد محاوالت كبيرة إلعادة األمور إلى نصابها، إال أن قطر رفضت التراجع عن إساءاتها». وأردف: «قطع العالقات قرار ستثمر نتائجه قريبًا من خالل تأديب القيادة القطرية على أسلوبها املرفوض في توتير العالقات العربية العربية وزعزعة االستقرار في العديد من الدول». بعرض الحائط الجيرة والجوار الخليجي واألعراف الدبلوماسي­ة والعرف القبائلي الذي يؤكد أن الطعن في الظهر ليس من شيم العرب.. لقد صبرت السعودية صبرا جميال وتحملت طويال رغم استمرار السلطات فــي الــدوحــة عـلـى التملص مــن الـتـزامـا­تـهـا، والتآمر عليها، حرصا منها على الشعب القطري الــذي هو امـــــتــ­ـــداد طــبــيــع­ــي وأصــــيــ­ــل إلخـــــوا­نـــــه في السعودية، وجزء من أمتها. والـسـعـود­يـة عـنـدمـا تقطع عـالقـاتـه­ـا مع قطر فإنها ستظل سندا للشعب القطري وداعــمــة ألمـنـه واســتــقـ­ـراره، بغض النظر عـمـا تـرتـكـبـه الـسـلـطـا­ت فــي الــدوحــة من ممارسات عدائية. قطر ارتكبت خطيئة كبرى.. وحكم تميم كــشــف عــن ســيــاســ­ة الــــ «كليبتوقراط­ية» والـــــذي يــعــرف بـحـكـم الــلــصــ­وص، املبني على نهب الثروات ودعم اإلرهاب.. وهو ما لم يعد يحتمل.. وستعلم قطر أن الخطيئة التي ارتكبتها لن يغفرها التاريخ. ولفت العجوز لـ «عكاظ» إلى أن «إستراتيجية قطر بنيت على تفتيت املنطقة ودعم اإلرهاب وزرع الفنت ودعم املعارضات الـداخـلـي­ـة لألنظمة العربية الشقيقة، فما معنى دعــم قطر لــإخــوان والــقــول بـــأن إســرائــي­ــل دولـــة شـقـيـقـة؟، ومـــا معنى العالقات القطرية اإليرانية وتوجيه الدعم للنظام اإليراني رغم سياسته العدائية للعرب؟». وأضـــــاف: «قــطــر تــدعــم الـتـنـظـي­ـمـات اإلرهــابـ­ـيــة فــي سورية والــعــرا­ق والــيــمـ­ـن، وأخــيــرًا علمنا أن هــنــاك قــنــوات تواصل مع حزب الله من خالل عزمي بشارة، إضافة إلى استضافة إعالمها ملعظم األبواق اإليرانية في املنطقة من أجل انتقاد اململكة». وأوضـــح أن اململكة اتــخــذت قــرارهــا بقطع الـعـالقـا­ت لوقف التعديات القطرية ومحاوالتها لزعزعة االستقرار األمني في املنطقة، وعلى القيادة القطرية أن تراجع حساباتها، وأن تعود إلى الحضن العربي بدل دعم اإلرهاب.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia