«طبول حرب» بني األردن وميليشيات إيرانية

يـبـدو أن طـبـول الــحــرب بـــدأت تـقـرع عـلـى الــحــدود الــســوريــة العراقية األردنــيــة، إذ دفعت الـتـطـورات العسكرية على الشريط الـحـدودي بني الـدول الثاث، السلطات األردنية إلى رفع مستوى التأهب العسكري، واعتبرت عمان التحركات العسكرية السورية املشتركة مع ميليشيا الحرس اإليراني والحشد وحزب الله في منطقة درعا املتاخمة للحدود الشمالية، تهديدا مباشرا لها بعد أن نقل نظام األسد معدات عسكرية ثقيلة وعـربـات صـواريـخ وأسلحة وذخـائـر لتدشني معركة استعادة درعا. وأقــلــق الــتــحــرك الــســوري مــع سـيـطـرة الـحـشـد عـلـى املـثـلـث الحدودي السوري العراقي األردنـي، عمان التي لجأت إلى موسكو، وأبلغ وزير الخارجية األردني أيمن الصفدي نظيره الروسي سيرغي الفروف بأن بـاده ال تقبل بوجود عصابات إرهابية وال ميليشيات طائفية على حدودها. لكن التطمينات التي قدمها الفروف بأن هذه القوات ستبقى داخل األراضي السورية، والعراقية ولن تمس الحدود األردنية، لم تقنع األردن التي ترى أن وجود ميليشيا الحشد في منطقة التنف، والحرس اإليراني وحزب الله في درعا، طوق حدودها الشمالية والشرقية. عمان ال تخفي مخاوفها مـن انتشار هـذه امليليشيات على شريطها الــــحــــدودي، ولـــذلـــك أعـــــادت تــمــوضــع قــواتــهــا عــلــى الـــحـــدود ونشرت بـطـاريـات وأسلحة ثقيلة، فيما يـقـوم ســاح الـجـو األردنـــي بعمليات تمشيط جوية يومية للشريط الحدودي لكشف أي عمليات تسلل أو تحركات مريبة. ويبدو أن معركة الجنوب السوري وسيطرة الحشد على املثلث الحدودي األردني السوري العراقي، ستعيد خلط األوراق من جديد، خصوصا أن التطمينات الروسية ال قيمة لها بوجود إيران على حدود األردن. وبـعـد أكـثـر مـن أسـبـوع على تـوغـل ميليشيا الحشد فـي ســوريــة، قال رئيس الـوزراء العراقي حيدر العبادي: إننا ال نريد لقواتنا وأبنائنا أن يـشـاركـوا فــي الـقـتـال خـــارج الــحــدود، وال نـريـد زعــزعــة أمــن الدول، فدستورنا ال يسمح بذلك. وأكد العبادي خال لقائه مجموعة من رجال الدين في بغداد مساء أمس األول، أن العراق حريص على التعاون مع اآلخرين من أجل محاربة اإلرهاب.