قطر حتتمي مبظلة التطرف
هل حتديد جغرافية التطرف.. أربك قطر؟ ﺍﻟﻤﻨﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﺣﺔ.. ﻋﻘﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻴﺪﺓ عاصفة الـ«03 دقيقة».. تعيد األمن وتعصف بـ«حاضنة اإلرهاب»! ﻛﻴﻒ ﺗﻤﻮﻝ ﻗﻄﺮ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ
أثـــار تـدشـني خـــادم الـحـرمـني الشريفني املـلـك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمشاركة الرئيس األمريكي دونالد ترمب وقــادة ورؤســاء الــدول املشاركة في القمة العربية اإلســامــيــة - األمــريــكــيــة، املــركــز الــعــاملــي ملـكـافـحـة الفكر املتطرف (اعتدال)، حفيظة قائد التطرف وناشر الفوضى الخاقة في الوطن العربي عضو الكنيست اإلسرائيلي عزمي بـشـارة؛ ألنـه سيكشف مخططاته التي تقوم بها مــراكــز أبــحــاث ومــؤســســات صـحـفـيـة فــي مــحــاولــة لشق الصف الخليجي بتمويل ورعاية من حكومة قطر. 30 دقـيـقـة فــقــط، كــانــت كـفـيـلـة بـنـسـف مــا بـنـتـه قـطـر مــن عبث، وأوهام وخياالت مريضة طول عقدين من الزمن، إذ جاء إعان السعودية ومصر واإلمــارات والبحرين واليمن وغيرها بقطع عاقاتها الدبلوماسية مــع قطر أمــس األول (اإلثــنــني)، ليعيد األمن واالستقرار للشرق األوسط املضطرب، وخصوصا بعض الدول العربية التي تعاني األمرين من العبث والجنون القطري املتواصل من دعم غير محدود لإلرهاب واإلرهابيني. وكــشــفــت املــمــلــكــة أمــــس األول وبــشــكــل رســمــي وغــيــر مسبوق، مخططا هائا من الـدمـار والتآمر والخيانات املتوالية لدولة قطر الـتـي كـانـت بالفعل مـتـورطـة بشكل سـافـر فـي احتضانها لجماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب االستقرار فــي املــنــطــقــة، ومــنــهــا جــمــاعــة «اإلخــــــوان املــســلــمــني» و«داعـــــش» و«القاعدة»، والترويج ألدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعامها بشكل دائم. إحــدى هـذه الخيانات التي تورطت بها قطر التي عاشت على االنقابات والتآمر، أنها عملت طـوال السنوات املاضية بهدف شــق الــصــف الــداخــلــي الــســعــودي، والــتــحــريــض لــلــخــروج على الدولة، واملساس بسيادتها، وهي انتهاكات جسيمة تمارسها السلطات في الـدوحـة، سـرًا وعلنًا مع مجموعة من الخونة من الحركيني والعماء الذين باعوا وطنهم بثمن بخس. املــوقــف الــســعــودي الــصــارم والـــحـــازم، والــــذي أيــدتــه عـــدة دول، رغـم قـوة اإلجــراء الــذي اتخذته املنامة مع خمس دول عربية وإسامية في قطع العاقات الديبلوماسية، وإغاق منافذها الـجـويـة والــبــريــة، إال أن اإلجــــراء كــان مـتـوقـعـا عـنـد كثير من املــحــلــلــني بــعــد أن «طـــفـــح كـــيـــل» الــبــحــريــنــيــني مـــن تجاوزات جارتها. ويـسـتـذكـر البحرينيون املـؤتـمـر الصحفي لــوزيــر الخارجية الــقــطــري الــســابــق حــمــد بـــن جــاســم (عــــــراب الــســيــاســة املاكرة القطرية) بعد منتصف تسعينيات القرن املاضي، عندما خرج عن السياق، ليهاجم مملكة البحرين ويلقي عليها االتهامات جزافا في سابقة تاريخية في عاقة دول مجلس التعاون. ولـم يكف اللسان القطري عن التهجم على دول الخليج، ولم يفتأ القطريون على اإلسقاطات على الدول الخليجية، وسخرت الدوحة حينها قناة الجزيرة (بقايا العاملني في القسم العربي لـCBB)، وظلت البحرين والسعودية محل هجوم. وعند بداية املظاهرات الطائفية في البحرين، وقفت الدوحة مـوقـفـا رمــاديــا، إذ الـتـزمـت الـصـمـت الـديـبـلـومـاسـي، فــي حني مولت جمعيات وهيئات حقوقية لتأجيج الشارع البحريني، ووجــهــت آلتها اإلعـامـيـة نحو املـنـامـة، مــع الـتـوسـع القطري في االستثمار اإلعامي عبر شراء صحف ومواقع إلكترونية وتأسيس قنوات تلفزيونية. ولـــم يـقـتـصـر الـــــدور الــقــطــري الــخــفــي فــي دعـــم تــلــك املجاميع املــنــاهــضــة الســتــقــرار الــبــحــريــن، بــل تــطــور لــدعــم الجماعات اإلرهابية املرتبطة إليران والعمل على محاولة إسقاط النظام السياسي في البحرين، ما دعا املنامة تؤكد ذلك في بيان قطع العاقات. واتهمت املنامة في بيان بثته وكالة األنباء الرسمية الدوحة صــراحــة بــاملــضــي فــي زعــزعــة أمــنــهــا والــتــدخــل فــي شؤونها واالستمرار في التصعيد والتحريض اإلعامي ودعم األنشطة اإلرهابية املسلحة وتمويل الجماعات املرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين، ما اعتبرته «انتهاكا صارخا لكل االتفاقات واملواثيق ومبادئ القانون الدولي دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخاق أو اعتبار ملبادئ حسن الجوار أو التزام بثوابت العاقات الخليجية والتنكر لجميع التعهدات السابقة». وحملت البحرين الدوحة مسؤولية منع القطريني من دخول أراضــيــهــا كــون «الـضـحـايـا يسقطون مــع كــل عملية إرهابية بسبب استمرار حكومة الدوحة في دعم اإلرهــاب على جميع املستويات والعمل على إسقاط النظام الشرعي في البحرين». سرعان ما ألقى بظاله على األوضاع الداخلية في الدولة التي باتت عبارة عن «جزيرة» معزولة في الضفة األخرى من الخليج، إذ ظهرت تأثيرات القرار سريعا ليسً على املستوى السياسي فقط، بل على املستوى االقتصادي أيضا، حيث انهارت بعض القطاعات وعلى رأسها البورصة والنفط، فيما يتوقع املحللون أن تظهر تداعيات أخرى أكثر خطورة على الدولة الصغيرة قد تجعلها على حافة العزلة واالنهيار. واعتبر مراقبون أن الـقـرار الــذي اتخذته السعودية وعــدة دول أخــرى، بقطع العاقات الدبلوماسية والقنصلية بـدولـة قطر، يأتي بعد أن «طفح الكيل» من السياسة العوجاء التي يتخذها النظام الحاكم في قطر، وأخطرها دعمه للجماعات اإلرهابية، والترويج لأفكار املتطرفة، وتدخله في الشؤون الداخلية، ما يعني أن القرار جاء مكما للمثل الشعبي الشهير«آخر العاج الكي»، وأنه يشير أيضا وجود توجه وإجماع عربي على عزل هذهالدولةاملتمردةومعاقبتهااقتصادي ا. ويعتبر مراقبوان أيضا، أن هـذه الـقـرارات التاريخية بمعاقبة الدوحة، ال شك أنها ستنعكس إيجابا، على بعض الدول العربية املضطربة بسبب ما تمارسه بعض الجماعات اإلرهابية جراء الدعم القطري لها، وخصوصا ليبيا واليمن وسورية والعراق، إذ يــــرى مـــراقـــبـــون أن انــقــطــاع مـــصـــادر الــتــمــويــل للجماعات اإلرهابية، بعد حصار الدوحة سيكون بالتأكيد نقطة عودة من جديد لهذه الدول العربية الغالية التي أنهكها اإلرهاب القطري املتأسلم. هذه الخليجية الغنية، التي تمتلك مجموعة من معالم لندن وتدعي أنــهــا واحــــدة مــن أفــضــل أصــدقــائــنــا فــي الــشــرق األوســـــط، هــي الراعي الرئيسي للمتطرفني اإلساميني. قطر التي تمتلك أشهر متاجر لندن «هــارودز»، أرسلت طائرات شحن محملة بـاألسـلـحـة إلــى االئــتــاف ميليشيات ليبية مسلحة متطرفة تسمى «فجر ليبيا». فبعد ثاث سنوات من املساعدات البريطانية لتحرير ليبيا من طغيان القذافي، نجد أن اإلساميني املتطرفني اآلن هم الذين يسيطرون على العاصمة الليبية. هذه امليليشيات اقتحموا طرابلس الشهر املاضي، مما اضـطـر الحكومة الرسمية إلــى الــفــرار مما عجل بانهيار الباد وتحولها إلى دولة فاشلة. وإحباط هدف بريطانيا املتمثل في إقامة ليبيا مستقرة ومساملة. وعــــاوة عـلـى ذلـــك، فــإن الـحـكـام الــجــدد فــي طــرابــلــس، حـلـفـاء ألنصار الشريعة، وهـي حركة جهادية متطرفة يشتبه في أنها قتلت السفير األمريكي آنــذاك في ليبيا، كريستوفر ستيفنز، ومحاولة قتل نظيره البريطاني السير دومينيك أسكويث. والحقيقة الصادمة، هي أنـه من حماس في قطاع غـزة إلـى الحركات املـسـلـحــة املــتــطــرفــة فــي ســـوريـــة، فـــإن وضـــع قــطــر يــأتــي كــــراع رئيسي لإلساميني املتطرفني، بما في ذلك الجماعات املرتبطة بالقاعدة. هـــذا الـتـعـزيـز الــقــطــري لـلـتـطـرف أغــضــب دول الـــجـــوار؛ فــقــررت كــل من السعودية والبحرين واإلمـــارات العربية املتحدة سحب سفرائها من الباد في مارس .2014 ففي سـوريـة، إذ كانت قطر ترعى التمرد ضد نظام بشار األســد، هذه الـسـيـاسـة فــي حــد ذاتــهــا كـانـت تـضـع قـطـر إلــى جـانـب الــقــوى الغربية الرائدة والعديد من الدول العربية. ولكن قطر تعمدت التحول إلى تسليح وتمويل ميليشيات متشددة مثل «أحرار الشام». ولـعـبـت ميليشيات «أحــــرار الــشــام» دورا رئيسيا فــي تـحـويـل الثورة املناهضة لأسد قتال رجالها جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة، وهي منظمة تابعة لتنظيم الـقـاعـدة. باإلضافة إلــى أن أحــرار الـشـام ساعد تنظيم داعش على إدارة مدينة الرقة في شرق سورية وجعلها عاصمة الخافة للتنظيم هناك. ففي ديسمبر املاضي، صنفت وزارة الخزانة األمريكية، عبد الرحمن النعيمي، وهو أكاديمي ورجل أعمال قطري، «إرهابيا دوليا». واتهمته الواليات املتحدة بإرسال ما يقرب من »366« ألف جنيه إسترليني إلى «ممثل لتنظيم القاعدة في سـوريـة»، يدعى أبـو خالد السوري والذي كان سابقا أحد قياديي أحرار الشام. كما تتهم الخزينة األمريكية السيد النعيمي بتحويل مـا يصل إلى مليوني دوالر شهريا إلــى «تنظيم الـقـاعـدة فـي الــعــراق» و 250 ألف دوالر لحركة الشباب، في الصومال وهي حركة تابعة للقاعدة. استثمارات قطر في بريطانيا واسعة جدا، ووزارة الخارجية البريطانية حريصة جدا على كسب مصالحها، ولكن هناك بعض الشكوك تتردد عن مخاطر الفوز بتلك العقود وتساؤالت صعبة تطرح حول دور ذلك في تمويل الجماعات املتطرفة.