«قطر».. نهاية الرقص على احلبال
الداعمون لإلرهاب لهم ثقافتهم.. قطر نموذج أسوأ بامتياز، وألنــهــا الــنــمــوذج األســـــوأ، كـــان ال بــد مــن فــك ارتــبــاطــهــا مع اإلرهـــاب الـظـامـي والـطـائـفـي، وهــو تفكيك كــان متقدما أو مــوازيــا عـلـى األقـــل لتفكيك اإلرهــــاب مـيـدانـيـا وأمــنــيــا عبر تفكيك مرجعياته، ومعجم تربوياته ومنظومة اقتصاده األسود. ليلة اإلطاحة بـ «قطر»، أو عملية التفكيك بـدأت فجر أمس األول بإعان السعودية والبحرين واإلمـــارات ومصر قطع الــعــاقــات مــع الــدوحــة، فيما أعــلــن طــيــران االتــحــاد تعليق الرحات من وإلى الدوحة، بدءا من صباح أمس (الثاثاء) والسعودية تغلق حدودها مع قطر وتغلق املجال الجوي أمــام حـركـة املـاحـة القطرية، وتمهل البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة ملغادرة الباد، والتحالف العربي ينهي مشاركة قطر في اليمن، والنادي األهلي السعودي يفسخ عقد الرعاية مع الخطوط القطرية، واإلمارات تمهل القطريني 14 يـومـا ملـغـادرتـهـا. مـا جــرى نتيجة حتمية لسياسة الرقص على الحبال التي مارستها قطر طيلة عقدين مـن الزمان، وهي سياسة ال بد لها من السقوط، وها هي قد سقطت بعد توجهات أميرها الذي قامت مسيرته على وجود «حاضنة إيرانية» تقف إلـى جانبه ففترة حكمه ال تختلف عن فترة حـكـم أبـيـه مـــارس فيها سـيـاسـة «كليبتوقراطية» أي حكم اللصوص، ويعني أيضا نظاما حكوميا يقوم على زيادة الــثــروة الشخصية والـسـلـطـة الـسـيـاسـيـة للطبقة الحاكمة على حساب الشعب، حول الجيش من مؤسسة وطنية إلـى ما يشبه اإلقطاع الـعـائـلـي، وأدار الــبــاد عبر شبكة من الـــعـــاقـــات الــشــخــصــيــة واملحسوبية القائمة على الــوالء العصبي العائلي والقبلي وتبادل املنافع وكان االلتحاق بـالـجـيـش وكـلـيـاتـه الـعـسـكـريـة امتيازا تـــحـــظـــى قــبــيــلــتــه والــــقــــبــــائــــل املوالية بالنصيب األكبر منه. أحسنت السعودية والبحرين واإلمارات ومــــــصــــــر بـــــمـــــحـــــاصـــــرة قـــــطـــــر سياسيا واقتصاديا، وقطع العاقات معها وإلكمال الحصار ال بد من خطوات عربية وإسامية مــمــاثــلــة ملـــا قـــامـــت بـــه الــــريــــاض وأبوظبي واملنامة والقاهرة حتى تكتمل دائـرة حماية األمن القومي العربي واإلسامي من األجندات اإليـرانـيـة املـعـدة للمنطقة، والـتـي كـانـت تمثل الدوحة أحد فصولها. لم يكن قــرار قطع العاقات سها بالطبع، لكنه جاء نتيجة حتمية لتجاهل أمير قطر من نتائج أفعاله متجاها أيضا املساحة التي تركت له ليكف عن ادعـاء عملية االختراق ويقر بما فعل ويعتذر، ويـــعـــود إلـــى أمـــتـــه، لـكـنـه ظـــل مــصــرا عــلــى ممارسة سـيـاسـة الــرقــص عـلـى الــحــبــال، والــبــقــاء فــي الحضن اإليراني لتبقى قطر إمارة داعمة لإلرهاب.