قبل املؤسس.. 4 جماعات في الفرض الواحد باحلرم املكي!
ربــمــا يـخـفـى عــلــى غــيــر املـتـخـصـصـني واملــهــتــمــني بــالــتــراث، أن املـسـجـد الـــحـــرام، كـــان فــي مـرحـلـة قـبـل تـوحـيـد الــبــالد عـلـى يد امللك املؤسس، يصلى فيه أربع جماعات للفريضة الواحدة، إذ أحدث حينها املقامات (مصليات لكل مذهب فقهي)، وينتصب لكل إقامة إمــام مذهب من املـذاهـب األربـعـة (الشافعي، املالكي، الحنبلي، والحنفي)، ويصلى أتباع كل مذهب على األغلب وراء إمـــام مـذهـبـهـم. فيصلي الـشـافـعـي، ثــم الـحـنـفـي، ثــم املـالـكـي، ثم الحنبلي في الصلوات ماعدا املغرب، لضيق الوقت، حتى أمر امللك عبدالعزيز بدراسة الظاهرة من قبل علماء الدين، فخرجوا بتوحيد الصالة وراء إمام واحد. ويقول الباحث أستاذ التاريخ والــدراســات اإلسالمية الدكتور فـــواز الــدهــاس لـــ«عــكــاظ» إن املـسـجـد الــحــرام كـــان يـضـم أربعة مقامات؛ فكان هناك مقامات اإلمام «الشافعي، املالكي، الحنبلي، والحنفي»، مضيفا «كــان املصلون يصلون خلف إمــام مذهب كل منهم، ماعدا صالة املغرب وكل مقام له وقت محدد لصالة الفروض األربعة الباقية». ويــوضــح أن األذان يــرفــع فــي وقـــت واحـــد «ثـــم يـصـلـى كــل أمام بأتباعه في املقام، وكل إمـام يقف مقابل ركن من أركـان الكعبة وينطبق هذا حتى في صالة الجمعة ماعدا صالة املغرب، حيث كانوا يصلون صالة املغرب في وقت واحد ولكن لكل مقام من املقامات األربعة إمام لضيق الوقت. ويرى الدكتور الدهاس أن من املضار التي حصلت من املقامات، التفرقة بني املصلني في الحرم، «إذ ذهب الخشوع، والربكة عند وقت الصالة». ويضيف «هــذا مـن الـبـديـع الـتـي حصلت فـي وقــت مـن األوقات واستمرت لحني وساهمت في اتساع الفرقة بني أتباع املذاهب اإلسالمية واستمرت هذه الصلوات بهذا الشكل حتى دخل إلى مكة املكرمة امللك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس اململكة رحمه الله، وجمع الناس على إمام واحد وانتهت بذلك بالصورة السابقة في الصالة املتفرقة بني املقامات األربعة».