فدعق لـ يجب استنطاق الصامتني عن «اإلخوان»

ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺎﺳﺮ ﺑﺎﻋﺎﻣﺮ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ »ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ« ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺴﺒﺎﺭ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ )ﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ(، ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﻋﻖ ﺃﺣﺪ ﻭﺟﻮﻩ »ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ« ،(Modern Sufism) ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﻓﺪﻋﻖ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ

• أنتم من مدرسة تنزه الدين عن براثن السياسة، وخضتم معارك مع الحركيني من مناصري اإلسالم السياسي، في املقابل يتهمكم خصومكم بإقصاء الدين عن السياسة، كيف ترون هذه االتهامات؟ •• ه ɝɝ ذا االت ɝɝ ه ɝɝ ام ف ɝɝ ي غير محله، أن ɝɝ ا م ɝɝ ا أق ɝɝ ول ɝɝ ه، وأرك ɝɝɝ ز عليه دائ ɝɝ م ɝɝ ا هو ضــــرورة احــتــرام الـتـخـصـصـات، خـطـأ كبير أن يتكلم عـالـم الــديــن في مسائل السياسة، ويتحدث فـي أمــور ال يعرف دهاليزها، أو مـا يدور خلف كواليسها، رجل الدين إن نصب نفسه سياسيًا سيقع هو وغيره في مآزق كبيرة، أنا ال أعتبر هذا فصال أو إقصاء، أنا أعتبره احتراما للتخصصات، ومن باب عدم إسناد األمور إلى غير أهلها؛ والحاكم لديه من السلطة والرؤية والعمق ما ال يمكن أن يصل إليه رجل الدين العادي بأي حال. • كيف تصف تجربة اإلخوان املسلمني خصوصًا بعد وصولهم للسلطة؟ •• الحقيقة كشفها الواقع، واقعنا اليوم كشف اللعب على وتيرة الدين، وأكد أن هذا أمر خطير، اإلخوان ومن سار مسيرهم اتخذوا الدين سلما من أجل الحكم، وملا تمكن بعضهم منه أقصوا من حولهم. الحقيقة أننا تأخرنا كثيرا في كشف اإلخــوان على حقيقتهم، نحن لم نستمع إلى رموزنا عندما حذرونا منهم، لم نستمع إلى األمير نايف بن عبدالعزيز، طيب الله ثـــراه، عندما فضحهم قبل 16 عـامـًا، عندما قــال: «اإلخوان يسعون إلى انتزاع القيادة والحكم»، و«جماعة اإلخـوان أصل البالء»، ولــم نـلـق لـكـالمـه االعــتــبــار واالهــتــمــام الــالزمــن، واعـتـقـدنـا أن الحياة تبدلت وتغيرت، لقد استغل مستغلو اإلسالم الفرص، وسيسوا الدين، واختطفوا كل شيء جميل فيه. • اليوم اإلخوان في الئحة اإلرهاب في السعودية ومصر واإلمارات، ويبدو أن ثمة تحركا عربيا في هذا االتجاه، هل ترى أن ضمهم لالئحة اإلرهاب جاء متوافقًا مع تاريخهم العنيف؟

•• ت ɝ اري ɝ خ ɝ ه ɝ م فɝɝ يم ɝ ح ɝاول ɝ ة ال ɝɝ وص ɝɝ ول إل ɝɝɝ ى السلطة ب ɝɝɝ دأ مɝ ن ɝ ذ89 عامًا، والـتـخـطـيـط واضــــح فــي تغلغلهم فــي كــل مـفـاصـل الــحــيــاة، وبـــن كل الـعـوائـل، وأغلبنا أو بعضنا كــان وربـمـا مــازال يغض الـطـرف، إيمانا بـأن النفس الطويل سيصلح الحال، حتى صــارت العناصر الداخلية تستعن بالقيادات والدول الخارجية، على تراب وطنها، وأهل بلدانها، وحكامهم، واملهم اآلن تكرار الحمد لله على استيعاب الجميع للخطر الذي كاد يتسبب في أمور، حفظنا الله من الوقوع فيها. • هناك رموز حركية ارتبطت أسماؤهم بفترة ما يعرف بالصحوة، ولهم ارتباط عاطفي مع اإلخـــوان، اليوم يقفون موقف املتفرج، يخشون التصريح ولكن لهم إملاحات وإسقاطات، كيف تنظرون إليهم خصوصًا أنه كان بينكم حــوارات في السابق؟ •• من يقبل املساومة على وطنه خائن، وشخصيا أتمنى ممن بيده القرار أن يستنطق كل صامت، هؤالء الصامتون سيعودون إلى عاداتهم القديمة يوما مـا، وبعضهم إن وجـد طريقا للفرار سيفر، الصامتون خطر على البالد، والعباد، وعلى الدين، أنا أشبههم بالنار التي تحت الرماد. • تحدثت فɝ يأح ɝɝ دم ɝ ق ɝاالت ɝ ك أن ثمة مخلصني ينتظرون ف ɝ رص ɝ ة عملية أو إعالمية لتصحيح األفكار الخاطئة، وينتظرون أن يضمهم املجال الذي ضم غيرهم من أصحاب األفكار املعتدلة الكفيلة بوقف ضجيج األفكار املغلوطة، هل يروج السيد فدعق لنفسه هنا؟ •• أن ɝɝɝ ا ل ɝɝ م أق ɝɝ ص ɝɝ د ال ɝɝ ت ɝɝ روي ɝɝ ج ل ɝ ن ɝ ف ɝ س ɝي، وإن روج ɝɝɝɝ ت ل ɝɝ ه ɝɝ ا، أو للمخلصن غيري، فهذا ال خطأ فيه، وبصراحة أنا أعرف كثيرا من األصــوات التي تتمنى الوصول إلى صاحب الــقــرار لـكـي تستمع لتوجيهاته، وتــعــرض مــا لديها، وباملناسبة أنا في وقت من األوقات كنت أستطيع أن أصل وبـكـل سهولة إلــى األمــيــر نــايــف، يرحمه الــلــه، وهــو مــن هو فـي مشاغله، وأستنير بتوجيهاته الـخـاصـة، واآلن أنا حريص أكثر من ذي قبل على تجديد هـذه الصلة، وليس سرا أن أقول إنني طلبت ذلك، ومع أكثر من جهة، وبحول الله تتيسر الترتيبات. • تتحدث دائمًا عن تثبيت النسب الشريف؟ •• اس ɝɝ م ɝɝ ح ل ɝɝɝ ي أن أق ɝɝ اط ɝɝ ع ɝɝ ك، أن ɝɝɝɝ ا م ɝɝɝ ن موقعي كناظر رسـمـي مختار مـسـؤول عـن مجموعة كبيرة من آل البيت، تأتينا صور من مشاهد أنسابهم من بلدان خارجية، مع أنه ال أجد ما يمنع من أن نصدر هذه اإلثباتات من بلدنا، وقد جددت هذا الطلب منذ فترة، وأيضا أقول بحول الله تتيسر الترتيبات. • هذا يقودني لسؤال آخر، أال تعتقد أن التمييز الديني يضرب املساواة في املفهوم املدني؟ •• ه ɝɝɝɝ ذا ال ɝ ت ɝ م ɝ ي ɝ ي ɝ ز لɝɝ ي ɝɝ س م ɝɝɝ ن أج ɝɝɝɝ ل ازدراء اآلخرين، هذه أفضلية ثابتة بالنصوص الـشـرعـيـة، وذكــــرت لــك مــا ذكـــره أصحاب السماحة العلماء، وهذا التمييز من جنس تمييزات دينية ودنيوية أخـرى، وال غلط فيها إال لـو استغلت للسخرية مـن الناس، أو منعهم مـن الحقوق التي تجب لهم، ومن أمثلة التمييزات الدينية الشهيرة األخرى تمييز الله تعالى لبني شيبة بحمل مفتاح كعبته املشرفة، وغيرهم بمهمات أخرى. • من دعاة الصوفيني الالمعني من يقول: «إن روح الرسول تغيث مليون إنسان في وقت واحد»، ومنهم من يقول: «إن الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج إلغاثة الناس بروحه وال مانع أن يخرج بجسده»، ما رأيك في هذه املقوالت؟ •• أصحاب هɝذه املقوالت إن كانوا معروفني لديكم، راجعوهم، وفي الوقت نفسه أرجوكم ال تعتمدوا على املسموعات املبتورة، والسؤال عن مقوالت غيري فيها رائحة ال أحبها، ومسألة الروح والجسد، والحياة واملـــوت تحتاج لتفصيل كبير، وغـايـة الـكـالم فـي ذلــك أن امليت يسمع ويـحـس، لــذا يــزار وتعمل عنه الـخـيـرات، وكــان الصحابة رضــوان الله عليهم يستسقون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهـو يجيبهم بفرح وســرور، واملسألة هـذه ليست متعلقة بالحياة واملــوت، ألنـه صلى الله عليه وسلم حي حياة برزخية مجملها الشعور التام، واإلدراك الكامل، وفــي الـوقـت نفسه أقــول إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إنما ال يستغاث بي إنما يستغاث بالله) إجـــراؤه على ظاهره فيه صيانة للدين. • هذه إجابة دبلوماسية؟ •• هذه ليست إجابة دبلوماسية، هذا جɝواب شرعي بحت، كما أنني غير مستعد على اإلطـــالق ألن أســـدد فـواتـيـر غــيــري، أنــا مستعد فقط ملناقشة األفكار، وليس األشخاص. • قلت إن إطالق التحريم حرم الناس التقدم والتأثير، كيف حصل ذلك؟ •• أقول إن األصل في األشياء اإلباحة، وهناك من يقول إن األصل عدم اإلباحة، وأعقب عليه بأن األصل عدم التحريم إال بنص شرعي، الـقـول إن «األصـــل فـي األشــيــاء التحريم» أصــاب الـنـاس بعنت كبير في كل مناحي حياتهم، وشوش عليهم، وقادهم إلى التشديد والتعسير، ورفــض الـجـديـد. إطــالق (التحريم) حرم الناس من التقدم والتأثير، وأفسد عليهم معامالتهم وعقودهم وشروطهم بال برهان من الله. وحقيقة الشريعة الغراء تثبت أن دائرة الحرام ضيقة جدًا، ودائرة الحالل واسعة اتــســاعــا بــالــغــًا. والــنــصــوص الــتــي جــــاءت بـالـتـحـريـم قليلة جـدًا مقارنة بما لم يـرد نص بتحريمه أو بكراهته أو بإيجابه أو بسنيته أو بإباحته. وهذا يدل على أن ما سكت عنه الشرع غير حرام، وأن األشياء واألعيان والـــعـــادات واألعـــــراف والـتـصـرفـات حـــالل حتى نجد نصًا صريحًا ينهى عنها. • خالفت قاعدة شرعية، وقلت إن جلب املصالح أولى من درء املفاسد، كيف خرجت بهذا االستنتاج؟ •• لم أخالف القاعدة، بل تفاعلت معها، فأخذ كـالم العلماء كمسلمات، دون مناقشة، مشكلة، وهل إن ناقشنا كالمهم تعتبرها مخالفة؟ اإلمام مالك لـم يلزم أحــدا بقاعدة درء املفاسد مقدما على جلب املصالح، بل إن اإلمـام نفسه لم يلزم الناس باملوطأ كتابه الشهير. القاعدة معتبرة، إال أنها ليست على إطالقها. نعم جلب املصالح ودرء املفاسد من مباني الشرع الحكيم، وإن تعارضتا، قدمنا درء املـفـسـدة على جلب املصلحة. ولـكـن إن كــان األمــر مشتمال على مصلحة ومفسدة، وكان جانب الفساد بعيدًا أو رجحت املصلحة، فالعمل حينئذ باملصلحة. • ماذا عن الفقه الصوفي في موضوع مصافحة النساء واالستماع إلى الغناء؟ •• هذه قضايا عامة وليست صوفية، ورأي الفرد ال يمثل رأي املدرسة، فمصافحة املـــرأة قضية شـائـكـة، فــاملــرأة الـتـي تغطي وجهها غير التي تكشفه، وال أحد يقول إن مصافحة العجائز محرمة، كما أنه ال أحد يقول إن املصافحة مع عـدم أمـن الفتنة مجازة، ومـا بينهما هو الــذي يخضع للخالف، أما السماع فمبنى التحريم هو السبب، فالبعض يرى مثال أن الوتريات سبب التحريم، واليوم توجد آالت تعطيك صوت الوتريات من دون وتــر، فـاألمـر يحتاج إلــى البحث عـن الحكمة ال العلة، وليس الفكر الصوفي من يبيح الغناء، وغيره من املذاهب يحرمه، فالقضية خالفية وفردية. • هل يستمع السيد عبدالله إلى الغناء، وما رأيك فيه؟ •• بداية ال بد أن أؤكد على مقولة شهيرة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي: «الحق ال يعرف بالرجال»، وعن نفسي يعجبني قول من قال «ما كان كالمه حسن فهو حسن»، سواء سمينا املسموع غناء أو نشيدا، وال مشاحة في االصطالح، كما أنه ال داعي للتشدد والبحث عن التفاصيل، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل، كما يقول الفرنسيون.. لدينا مشكالت ومهمات وتحديات أكبر من هذه الفرعيات، التي أخذت من املبيحن واملحرمن وقتهم، الذي كان عليهم أن يصرفوه في األمور الصريحة النافعة. • أن ɝɝ ت ɝɝ م ن ɝ ش ɝ ط ɝون ف ɝɝ ي ال ɝɝ ت ɝɝ دري ɝɝ س، آم ɝɝɝ ل أن تجيبني ب ɝ ال ɝ ت ɝ ح ɝدي ɝ د، ه ɝɝ ل ل ɝɝ دي ɝɝ ك تصريح بالتدريس؟ •• طبعا ل ɝɝ دي تصريح رسمي ق ɝ دي ɝ م، وب ɝ رق ɝ م وت ɝɝ اري ɝɝ خ، بالتدريس في داري، وفخور جدا بهذه الثقة، وآمل من ربي أن يسددني ويعينني على االحتساب في ذلك، وعلى مواصلة مسيرة جدي وأبي وأسرتي، وأطمئنك أنـي مؤمن بربي، مطيع ومحب لولي أمــري خــادم الحرمن الشريفن امللك سلمان، أيـده الله، وال مزايدة عندي وال مساومة في وطني، كما أنني أحترم صاحب كل عقل متنور، وستظل تصرفاتي دائما مالئمة لحسن ظن صاحب الظن الحسن بـي، وال أهتم بغير ذلــك؛ فقد توطن عندي أن الشجرة املثمرة كثير رماتها، وأن الخصومة والحسد آفتان.. أسأل الله أن يجنب كل محب عنهما.

رجل أمن يرفع أكف الرجاء أمام الكعبة المشرفة في أطهر بقعة في األرض. (تصوير: عبدالغني بشير)

د. عبداهلل فدعق

رجال أمن في الحرم المكي يمازحان طف ًال.

معتمر يلتقط «سلفي» من أمام الكعبة المشرفة بعد انتهائه من الطواف.

مسنة تسأل اهلل القبول بالحرم المكي أمس.

تأخرنا كثيرا في كشف خطر «اإلخوان»