لسنا أوصياء على أحد.. والبادي أظلم

لـم تـمـارس السعودية فـي أي مرحلة مـن مراحل حكمها، الـوصـايـة على أي بـلـد، بـل رفـضـت هذا املــبــدأ الــذي يخالف األعـــراف والـقـيـم والعاقات الــدولــيــة، كــمــا أنــهــا رفــضــت تــمــامــا الــتــدخــل في شــؤون الــدول، باملقابل فإنها ترفض قطعيا أي تدخات في شؤونها الداخلية. وعــنــدمــا يــتــحــدث وزيـــــر خــارجــيــة قــطــر محمد بــن عـبـدالـرحـمـن آل ثــانــي، عــن أن بـــاده ترفض أي محاولة لـفـرض الـوصـايـة عليها، فـي إشارة واضــحــة لـلـسـعـوديـة، فــإنــه مـخـطـىء تــمــامــا، إنه يــعــرف جــيــدا أن الـــريـــاض كــانــت والتـــــزال تؤمن وتطبق مـبـدأ سـيـادة الـــدول وتـرفـض التدخات باعتبارها خطا أحمر ال تقبل تجاوزه. وعندما يقول الوزير القطري إنه لن تكون هناك إجراء ات تصعيدية من الجانب القطري، فإن هذا التصعيد الـذي يتحدث عنه اليهمنا، ألننا غير مـعـنـيـني بــذلــك، فـالـسـعـوديـة تــعــرف مـتـى تتخذ القرار املناسب، وكيف تمضي في تنفيذه نصا وروحا. وعندما يشير الوزير أيضا إلى أن بـاده ترى أنه يجب أن تحل الخافات على طاولة حـوار في جلسة مكاشفة ومـصـارحـة.. فإننا نطرح عليه هذا الـسـؤال: أيـن هـذه املكاشفة وأيـن هـذه الصراحة؟ وهل قطر مستعدة لهذه املكاشفة بعدما افتضح أمرها بعد االنتهاكات الجسيمة التي مارستها السلطات في الدوحة سرا وعلنا طوال السنوات املاضية بهدف شـق الصف الداخلي السعودي، والــتــحــريــض لــلــخــروج عــلــى الــــدولــــة، واملساس بــســيــادتــهــا، واحــتــضــانــهــا جـــمـــاعـــات إرهابية وطائفية تستهدف ضرب االستقرار في املنطقة، ومــنــهــا جــمــاعــة (اإلخــــــــــوان املسلمني) و(داعش) و(القاعدة)، فضا عن دعم نـــشـــاطـــات الجماعات اإلرهــــــــــــــابــــــــــــــيــــــــــــــة املدعومة من إيران في القطيف والبحرين وتمويل وتبني وإيـــواء املتطرفني الـذيـن يسعون لضرب اســتــقــرار ووحــــدة الــوطــن فــي الــداخــل والخارج. هل وزير الخارجية متسعد لاستماع ملثل هذه املكاشفات التي يتحدث عنها؟، لقد خرجت قطر على اإلجماع الخليجي ودعمت النظام الفارسي الطائفي واألنظمة اإلرهابية الظامية، وساهمت وسائلها اإلعامية في تأجيج الفتنة. فهل وزير الخارجية القطري مستعد ملثل هذه املصارحة؟ لقد نكثت وخرقت قطر االتفاقات التي وقعتها بــالــتــوقــف عــــن األعــــمــــال الـــعـــدائـــيـــة ضد

املــمــلــكــة، والـــوقـــوف ضــد الجماعات والنشاطات اإلرهابية. هل يتذكر وزير الخارجية الــقــطــري نــص الــنــقــاط الـسـبـع الــتــي تــم التوقيع عليها.. أم أنساه الشيطان ذكرها. وزيــــر الــخــارجــيــة الــقــطــري أخــيــرا ولــيــس آخرا، يرى التصعيد ضد قطر سبقته حملة تحريض غـيـر مسبوقة وزعـــم أن بـــاده اخــتــارت التعامل مع املـوضـوع بحكمة. فأين هي الحكمة يا أيها الوزير هل قرأت ماذا كتبت الصحف القطرية؟، أم تناسيت يا وزير الخارجية، أنك تتحدث عن منح فـرصـة لجهود الــوســاطــة؟.. ونـقـول لـك الوساطة مـرحـب بـهـا.. ولـكـن نذكركم بالعهود واملواثيق التي وقعتم عليها ثم نقضتموها.