العزل.. ثمن التغريد خارج السرب
جنت على نفسها قطر
لم يكن عزل الــدول الخليجية والعربية لقطر هواية مــن أجـــل الـــعـــزل، بــل كــانــت ردة فــعــل عــلــى أفــعــال تم ارتــكــابــهــا هـــذه األفـــعـــال الــتــي تــمــس األمــــن القومي ليس لدول الخليج العربي وحسب، بل للمنظومتني العربية واإلسـامـيـة بشكل عــام. وألن الـخـاف ليس ملجرد الخاف وألن قطع العاقات ليس تماهيا بفن املقاطعة، فإن إصاح ما حصل ليس باألمر الصعب وال باألمر اليسير في الوقت نفسه صعوبة املصالحة أو اســتــحــالــتــهــا تـــحـــديـــده مـــوجـــود بــيــد القطريني أنفسهم، فهم يمتلكون زمام تحديد خط الرجوع إلى الــصــواب وخــط إصـــاح مــا هــم أنفسهم قــد أفسدوه. وزير الشؤون الخارجية اإلماراتيّ أنور قرقاش غرد باألمس فقال: «هل باإلمكان أن يغير الشقيق سلوكه، أن يــكــون حــافــظــا لـلـعـهـد واملـــواثـــيـــق حــريــصــا على األخـوة والجيرة، شريكا في العسر واليسر؟ هذا هو بكل بساطة إطار الحل». إنها خريطة الطريق التي على القطريني أن يدركوها، إنها الخريطة التي تعيدهم إلــى املنظومة العربية اإلسامية الخليجية، إنها القارب الذي ال قارب غيره إن أرادوا العودة إلى الضفة األم. إن هذه املبادئ من شأنها أن ترسم املستقبل وأن تعزز أمن واستقرار املنطقة، فالقطريون مطالبون بسلسلة إجراء ات إلعادة بناء الثقة بعدما قاموا بتهشيم هذه الثقة عبر نكثهم للعهود. إنـهـا خريطة الـطـريـق الـتـي يتطلع إليها كــل العرب وكل املسلمني وتحديدا الشعوب اإلسامية، خريطة الطريق التي يجب أن تحمل الكثير مـن الضمانات والـــــــكـــــــثـــــــيـــــــر من مــؤشــرات الخير، ألن املـــــــؤمـــــــن ال يلدغ من الجحر مرتني. الــــــعــــــداوة ليست فنا، والـعـزل ليست مــمــارســة كــيــديــة، فهي معالجة اضطرارية لحالة طارئة فـــاســـدة مــفــســدة لــحــالــة هـــي أشبه بالوباء وعندما يحل الوباء يصبح البتر قدرا. القطريون مطالبون بالعودة إلـــــى الــضــفــة األم، الــضــفــة حــيــث كــــل العرب واملسلمني يقفون عليها يطلعون للمستقبل يتطلعون لألمن واالسـتـقـرار، ضفة تتحدث العربية وال شيء غير العربية، ضفة ال مـكـان فيها للعماء وال لانتهازيني وال لــانــقــابــيــني، ضــفــة مخصصة للشرفاء في هذه األمة فقط للشرفاء.