Okaz

قطر.. »ATM« اإلرهاب

عالقة الدوحة واإلرهاب: صديق أو عدو أو كالهما؟

- ترجمة ـ حسن باسويد @baswaid

عــنــدمــ­ا أعــلــنــ­ت حــمــاس وثــيــقــ­ة سـيـاسـيـة جــديــدة الشهر املـــاضــ­ـي، فــي مــؤتــمــ­ر صـحـفـي عــقــد فــي فــنــدق شيراتون الدوحة في قطر، كانت على بعد أقل من ساعة بالسيارة عبر املدينة من املقر الرئيسي للقيادة املركزية األمريكية في قاعدة العديد الجوية. وفي مكان قريب يوجد مقر بعثة «طالبان» التي أنشئت منذ فترة وجـيـزة لتسهيل املـفـاوضـ­ات مـع إدارة أوباما، على الرغم من أن قطر ال تزال تمول البعثة للبقاء هناك. وعــلــى بـعـد دقــائــق أيــضــًا مــن مـقـر قــنــاة الــجــزيـ­ـرة، حيث تستضيف أحد الزعماء الروحيني لجماعة اإلخوان. وخالل الحرب العراقية، أعلنت القيادة املركزية األمريكية أن جنودها تعرضوا إلطالق نار من مقر مكتب الجزيرة في بغداد. وقرب قطر الشديد من الجماعات التي تدعو إلى العنف أو تدعمه ليس من قبيل املصادفة. يـذكـر أن قـطـر الـتـي يبلغ حجم سكانها واليـــة «نيوجيرسي»، ويتمتع 2.6 مـلـيـون نسمة من سكانها بأعلى دخــل للفرد في العالم، لعبت لعبة دبلوماسية خــــطــــ­يــــرة خـــــــال­ل الـــــحــ­ـــرب على اإلرهاب. وقــــــــ­ــــــــال جــــــــو­نــــــــا­ثــــــــا­ن شــــــانـ­ـــــزر مـــــــــ­ن مــــــؤسـ­ـــــســــ­ــة الــــــــ­ــدفــــــ­ــــاع عن الــديــمـ­ـوقــراطــ­يــات فــي واشنطن أخـــيـــرًا «إن قــطــر، وهــــي حليف أمـريـكـي بــاالســم فـقـط، فـهـي من جهة أخرى تساعد بانتظام في تبييض أموال املنظمات اإلرهابية». ووفقا لخبراء مثل شانزر، فإن قطر هي «جهاز صراف آلي إرهابي». وقد أعطت قطر لحماس ما ال يقل عن 1.4 مليار دوالر، التي تعهدت بإنفاقها على حفر األنفاق الجديدة. وفــي أبـريـل املــاضــي، تـم االنـتـهـا­ء مـن التفاصيل مـع أحد الشركاء التابعني لتنظيم القاعدة لدفع فدية قدرها مليار دوالر إلطــالق ســراح أحــد أفـــراد العائلة املـالـكـة القطرية الذي تم القبض عليه في جنوب العراق. وقـــال مـسـؤولـو تـمـويـل اإلرهــــا­ب فــي إدارة أوبــامــا العام املـاضـي إن قطر قـد أظـهـرت «عــدم وجــود رغـبـة سياسية لتنفيذ قوانينها ملكافحة تمويل اإلرهاب بشكل فعال». وأضاف مسؤولو الخزانة أن «ممولني معينني لإرهابيني يعملون بشكل مفتوح وصريح في قطر. ولــم يستطع تقرير صــدر أخـيـرا عـن مؤسسة الــدفــاع عن الديموقراط­يات العثور على حالة محددة واحــدة قامت قطر باتهام أو حبس ألفــراد تم تصنيفهم وإدانتهم من قبل الواليات املتحدة أو األمم املتحدة. وباختصار، فإن «اإلرهابيني يتجولون بحرية في قطر». وعندما أصــدر الرئيس أوبـامـا ســراح السجناء املتهمني بـاإلرهـاب من خليج غوانتانامو انتهى بهم املطاف في الـــدوحــ­ـة. دعـــم قـطـر لـجـمـاعـة «اإلخـــــو­ان املـسـلـمـ­ني» مثير للجدل بشكل خــاص ألنــه ال يـوجـد اتـفـاق يـذكـر حــول ما إذا كــان سيتم تصنيف الـجـمـاعـ­ة فــي الــواليــ­ات املتحدة «منظمة إرهابية أجنبية»، على غرار «حماس». وكــمــا ذكـــرت وكــالــة «فــوكــس نــيــوز»، فــإن قـطـر قــد دفعت األمــــوا­ل إلــى منظمة «بــيــت الــخــبــ­رة» )Think-Tank( في واشنطن للتأثير على الـدعـوات إلعطاء اإلخــوان تسمية إرهابية. هــذا بعد سـنـوات مـن رفــض إدارة أوبـامـا انتقاد عالقات جماعة اإلخــوان مع الجماعات اإلرهابية مثل «حماس» أو تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وعندما سئل فـي مقابلة مـع «فـوكـس نـيـوز» عــام 2011 عما إذا كان «اإلخوان» يشكلون تهديدا للواليات املتحدة، قــال أوبــامــا: «إنـهـم منظمون بشكل جـيـد، وهـنـاك نبرات في أيديولوجيا­تهم املعادية للواليات املتحدة، لكنهم ال يشكلون تهديدًا». وأجل البيت األبيض الرد على عريضة قدمت عام 2013 لتسمية الجماعة منظمة إرهابية. وقـال البيت األبيض في بيان آنــذاك «لم نر أدلـة موثوقة على أن «جماعة اإلخوان املسلمني» قد تخلت عن التزامها منذ عقود طويلة بعدم اللجوء إلى العنف». لــكــن الــخــبــ­راء قـــالـــو­ا لـــ«فــوكــس نـــيـــوز» إن هــنــاك فروعا لـــجـــمـ­ــاعـــة اإلخــــــ­ــــوان املسلمني التي من املرجح أن تظهر دعما مــبــاشــ­را لـلـعـمـلـ­يـات اإلرهابية في دول مثل مصر واليمن. ويصف موقع جماعة اإلخوان بــالــلــ­غــة اإلنــجــل­ــيــزيــة الشريعة بأنها «األســاس للسيطرة على شؤون الدولة واملجتمع». وكما قال وزير الدفاع السابق روبرت غـيـتـس أخـــيـــر­ا، فـــإن تصرفات جـمـاعـة اإلخــــوا­ن املـسـلـمـ­ني في مصر قد ادعت كذبًا بأنها قوة معتدلة. وقــال غيتس لــ«فـوكـس نـيـوز» إن زعيم جماعة اإلخوان املسلمني «محمد مـرسـي» يعتزم أن يصبح ديكتاتورا، اســتــبــ­داديــا، وأنــشــأت جـمـاعـة اإلخــــوا­ن املسلمني حكومة استبدادية فـي مصر، ولــم يستغرقوا وقتا طويال حتى عدلوا الدستور ليتالء م مع «قانونهم الشرعي». وكشف االنقالب املضاد املدعوم من الجيش في عام 2015 أن هـذه كانت لحظة محورية للكشف عن نوايا اإلخوان الحقيقية. وقــال الرئيس املـصـري عبدالفتاح السيسي: «مــن وجهة نـظـر ديـنـيـة، كـيـف يمكنك قـتـل مـواطـنـيـ­ك وشـعـبـك، فقط مـن أجــل السلطة السياسية؟ وجماعة اإلخـــوان املسلمني تحولت إلى حياة أشبه بالجحيم». وعـــنـــد­مـــا صــنــفــت اإلمــــــ­ـــارات الــعــربـ­ـيــة املـــتـــ­حـــدة جماعة اإلخـــوان منظمة إرهـابـيـة فــي عــام ،2014 صـدمـت إدارة أوباما بـإدراج جماعتني تعتبران سائدتني في الواليات املتحدة، هما مجلس العالقات اإلسالمية األمريكية (كير) والجمعية األمريكية املسلمة (ماس). ولكل منهما صالت قوية مع جماعة اإلخوان املسلمني. وقـال وزيـر الخارجية اإلمـاراتـ­ي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «عندما نتحدث عـن التطرف ال يمكننا قبول التحريض أو التمويل، وبالنسبة للعديد من البلدان فإن تعريف اإلرهاب هو أنه يتعني عليك حمل سالح أو إرهاب الناس، أما بالنسبة لنا هو أبعد من ذلك. وال يمكننا أن نتحمل حتى أقل قدر من اإلرهاب».

 ??  ?? ضوئية من تقرير وكالة فوكس نيوز االمريكية أمس.
ضوئية من تقرير وكالة فوكس نيوز االمريكية أمس.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia