قطر.. »ATM« اإلرهاب
عالقة الدوحة واإلرهاب: صديق أو عدو أو كالهما؟
عــنــدمــا أعــلــنــت حــمــاس وثــيــقــة سـيـاسـيـة جــديــدة الشهر املـــاضـــي، فــي مــؤتــمــر صـحـفـي عــقــد فــي فــنــدق شيراتون الدوحة في قطر، كانت على بعد أقل من ساعة بالسيارة عبر املدينة من املقر الرئيسي للقيادة املركزية األمريكية في قاعدة العديد الجوية. وفي مكان قريب يوجد مقر بعثة «طالبان» التي أنشئت منذ فترة وجـيـزة لتسهيل املـفـاوضـات مـع إدارة أوباما، على الرغم من أن قطر ال تزال تمول البعثة للبقاء هناك. وعــلــى بـعـد دقــائــق أيــضــًا مــن مـقـر قــنــاة الــجــزيــرة، حيث تستضيف أحد الزعماء الروحيني لجماعة اإلخوان. وخالل الحرب العراقية، أعلنت القيادة املركزية األمريكية أن جنودها تعرضوا إلطالق نار من مقر مكتب الجزيرة في بغداد. وقرب قطر الشديد من الجماعات التي تدعو إلى العنف أو تدعمه ليس من قبيل املصادفة. يـذكـر أن قـطـر الـتـي يبلغ حجم سكانها واليـــة «نيوجيرسي»، ويتمتع 2.6 مـلـيـون نسمة من سكانها بأعلى دخــل للفرد في العالم، لعبت لعبة دبلوماسية خــــطــــيــــرة خـــــــالل الـــــحـــــرب على اإلرهاب. وقــــــــــــــــال جــــــــونــــــــاثــــــــان شــــــانــــــزر مـــــــــن مــــــؤســــــســــــة الــــــــــدفــــــــــاع عن الــديــمــوقــراطــيــات فــي واشنطن أخـــيـــرًا «إن قــطــر، وهــــي حليف أمـريـكـي بــاالســم فـقـط، فـهـي من جهة أخرى تساعد بانتظام في تبييض أموال املنظمات اإلرهابية». ووفقا لخبراء مثل شانزر، فإن قطر هي «جهاز صراف آلي إرهابي». وقد أعطت قطر لحماس ما ال يقل عن 1.4 مليار دوالر، التي تعهدت بإنفاقها على حفر األنفاق الجديدة. وفــي أبـريـل املــاضــي، تـم االنـتـهـاء مـن التفاصيل مـع أحد الشركاء التابعني لتنظيم القاعدة لدفع فدية قدرها مليار دوالر إلطــالق ســراح أحــد أفـــراد العائلة املـالـكـة القطرية الذي تم القبض عليه في جنوب العراق. وقـــال مـسـؤولـو تـمـويـل اإلرهــــاب فــي إدارة أوبــامــا العام املـاضـي إن قطر قـد أظـهـرت «عــدم وجــود رغـبـة سياسية لتنفيذ قوانينها ملكافحة تمويل اإلرهاب بشكل فعال». وأضاف مسؤولو الخزانة أن «ممولني معينني لإرهابيني يعملون بشكل مفتوح وصريح في قطر. ولــم يستطع تقرير صــدر أخـيـرا عـن مؤسسة الــدفــاع عن الديموقراطيات العثور على حالة محددة واحــدة قامت قطر باتهام أو حبس ألفــراد تم تصنيفهم وإدانتهم من قبل الواليات املتحدة أو األمم املتحدة. وباختصار، فإن «اإلرهابيني يتجولون بحرية في قطر». وعندما أصــدر الرئيس أوبـامـا ســراح السجناء املتهمني بـاإلرهـاب من خليج غوانتانامو انتهى بهم املطاف في الـــدوحـــة. دعـــم قـطـر لـجـمـاعـة «اإلخـــــوان املـسـلـمـني» مثير للجدل بشكل خــاص ألنــه ال يـوجـد اتـفـاق يـذكـر حــول ما إذا كــان سيتم تصنيف الـجـمـاعـة فــي الــواليــات املتحدة «منظمة إرهابية أجنبية»، على غرار «حماس». وكــمــا ذكـــرت وكــالــة «فــوكــس نــيــوز»، فــإن قـطـر قــد دفعت األمــــوال إلــى منظمة «بــيــت الــخــبــرة» )Think-Tank( في واشنطن للتأثير على الـدعـوات إلعطاء اإلخــوان تسمية إرهابية. هــذا بعد سـنـوات مـن رفــض إدارة أوبـامـا انتقاد عالقات جماعة اإلخــوان مع الجماعات اإلرهابية مثل «حماس» أو تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وعندما سئل فـي مقابلة مـع «فـوكـس نـيـوز» عــام 2011 عما إذا كان «اإلخوان» يشكلون تهديدا للواليات املتحدة، قــال أوبــامــا: «إنـهـم منظمون بشكل جـيـد، وهـنـاك نبرات في أيديولوجياتهم املعادية للواليات املتحدة، لكنهم ال يشكلون تهديدًا». وأجل البيت األبيض الرد على عريضة قدمت عام 2013 لتسمية الجماعة منظمة إرهابية. وقـال البيت األبيض في بيان آنــذاك «لم نر أدلـة موثوقة على أن «جماعة اإلخوان املسلمني» قد تخلت عن التزامها منذ عقود طويلة بعدم اللجوء إلى العنف». لــكــن الــخــبــراء قـــالـــوا لـــ«فــوكــس نـــيـــوز» إن هــنــاك فروعا لـــجـــمـــاعـــة اإلخــــــــــوان املسلمني التي من املرجح أن تظهر دعما مــبــاشــرا لـلـعـمـلـيـات اإلرهابية في دول مثل مصر واليمن. ويصف موقع جماعة اإلخوان بــالــلــغــة اإلنــجــلــيــزيــة الشريعة بأنها «األســاس للسيطرة على شؤون الدولة واملجتمع». وكما قال وزير الدفاع السابق روبرت غـيـتـس أخـــيـــرا، فـــإن تصرفات جـمـاعـة اإلخــــوان املـسـلـمـني في مصر قد ادعت كذبًا بأنها قوة معتدلة. وقــال غيتس لــ«فـوكـس نـيـوز» إن زعيم جماعة اإلخوان املسلمني «محمد مـرسـي» يعتزم أن يصبح ديكتاتورا، اســتــبــداديــا، وأنــشــأت جـمـاعـة اإلخــــوان املسلمني حكومة استبدادية فـي مصر، ولــم يستغرقوا وقتا طويال حتى عدلوا الدستور ليتالء م مع «قانونهم الشرعي». وكشف االنقالب املضاد املدعوم من الجيش في عام 2015 أن هـذه كانت لحظة محورية للكشف عن نوايا اإلخوان الحقيقية. وقــال الرئيس املـصـري عبدالفتاح السيسي: «مــن وجهة نـظـر ديـنـيـة، كـيـف يمكنك قـتـل مـواطـنـيـك وشـعـبـك، فقط مـن أجــل السلطة السياسية؟ وجماعة اإلخـــوان املسلمني تحولت إلى حياة أشبه بالجحيم». وعـــنـــدمـــا صــنــفــت اإلمـــــــــارات الــعــربــيــة املـــتـــحـــدة جماعة اإلخـــوان منظمة إرهـابـيـة فــي عــام ،2014 صـدمـت إدارة أوباما بـإدراج جماعتني تعتبران سائدتني في الواليات املتحدة، هما مجلس العالقات اإلسالمية األمريكية (كير) والجمعية األمريكية املسلمة (ماس). ولكل منهما صالت قوية مع جماعة اإلخوان املسلمني. وقـال وزيـر الخارجية اإلمـاراتـي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «عندما نتحدث عـن التطرف ال يمكننا قبول التحريض أو التمويل، وبالنسبة للعديد من البلدان فإن تعريف اإلرهاب هو أنه يتعني عليك حمل سالح أو إرهاب الناس، أما بالنسبة لنا هو أبعد من ذلك. وال يمكننا أن نتحمل حتى أقل قدر من اإلرهاب».