Okaz

ملاذا هز «احلركيون» فنجان الكالم؟

7 آالف إنسان أسقطت الدوحة جنسياتهم

- عبدالرحمن باوزير (جدة)

بــدأت ضد الغفران ككل، إذ تم تحويل جميع الـضـبـاط والـجـنـود مـن الـغـفـران إلــى قطاعات عسكرية غير مهمة، مثل الدفاع املدني، واملرور، والــدوريـ­ـات، وتــم إيـقـاف قبولهم فـي الكليات العسكرية، وحرمانهم من املناصب في الدولة، والترقيات، لتبدأ نقطة التحول لـأسـواء في تعامل الدولة معهم «أخذوا بجريرة غيرهم»، ولـــم يـسـتـثـن أحـــد مــنــهــم، واســتــمـ­ـر التضييق عليهم حـتـى صــدر قـــرار مــن وزارة الداخلية بــإســقــ­اط الــجــنــ­ســيــة عــنــهــم وعــــددهـ­ـــم تقريبًا 7000 شخص من عوائل مختلفة، في خطوة استنكرتها جميع منظمات حـقـوق اإلنسان فــي الــعــالـ­ـم، ومــع ذلــك صمتت دون مساعدة، ولم تتوقف الحكومة القطرية عند هذا الحد، بل قامت بإجراءات تعسفية، منها الفصل من الوظائف واملدارس والجامعات. وتمت مالحقة أبناء الغفران في املساجد والبيوت إلجبارهم على توقيع تعهدات بالخروج من قطر بالقوة، ومن يحاول التهرب تقوم بسجنه واإلبعاد مع الجنسيات املخالفني والخارجني عن القانون. والــــذري­ــــعــــة الـــقـــا­نـــونـــي­ـــة الــــتـــ­ـي استخدمتها الحكومة القطرية آنذاك هي ازدواج الجنسية واملــقــص­ــود، وهــو بــال شــك اتــهــام بــاطــل، حيث األغلبية من الغفران ال يملكون جنسية أخرى على الطريقة الخليجية املحلية في االمتناع عن القهوة، «يهز» دعاة حركيون فنجان «الكالم» في أتون الفضائح الكبيرة التي تكشفت عن قطر وتورطها في دعم التطرف، واخــتــار الــدعــاة الـحـركـيـ­ون الــذيــن ال يــتــجــا­وزون الوعظ والتحريط منذ دخولهم «تويتر» الصمت وال شيء غيره غير القطرية (وقـت اإلسقاط) بل األغلبية من مـوالـيـد قـطـر، لــم يطبق الـنـظـام عـلـى الجميع مــمــن يـمـلـك جـنـسـيـات إيــرانــي­ــة، بــل لــم يطبق على علية القوم ممن يملك جنسيات أوروبية وكندية وأمريكية، والتجنيس املستمر للكثير مــن الــريــاض­ــيــني والـسـيـاس­ـيـني والــفــنـ­ـانــني مع احتفاظهم بجنسياتهم األصــلــي­ــة، والسؤال: ملــاذا يعاقب األبــنــا­ء وأبــنــاء األبــنــا­ء بسبب أن األب أو الجد يملك جنسية خليجية؟. ويرى أبناء الغفران أن السبب الحقيقي الذي جعل حكومة قطر تقدم على إجــراء مثل هذا النوع على فئة من املواطنني دون غيرهم، إقرار سوى الغناء على وتر الوحدة وتجنب الفن. تلك األهزوجة الرديئة لم يتبعها أرباب التهييج الثوري، إبــــان الــربــيـ­ـع الــعــربـ­ـي، ولـــم يــكــفــو­ا ألـسـنـتـه­ـم عــن حليف الـسـعـودي­ـة األقـــوى الـتـي أظــهــرت األيـــام قـربـه مــن البالد (اإلمـــــا­رات)، بـل إن مـراقـبـني ذهـبـوا إلــى أبـعـد مـن النفاق الكالمي وازدواجية املوقف عند الدعاة، إذ يتهم بعضهم بتلقي دعم قطري لتأجيج الرأي العام السعودي. الــدســتـ­ـور الــقــطــ­ري الــجــديـ­ـد فــي أبــريــل ٣00٢ الـــذي أقــر بأغلبية فــاقــت 7٩٪ ومــع ذلــك كان «الغفران» ممن شاركوا في االستفتاء على هذا الدستور، ومما يثير الغرابة أيضا أن تاريخ بدء نفاذ الدستور هو 0٣ أغسطس ٤00٢ أي قبل قــرار إسقاط الجنسية عن الغفران بشهر واحــــد فــقــط، والــــســ­ــؤال: هــل الــتــقــ­ارب الزمني لـهـذه الــقــرار­ات كــان محض صـدفـة، أم تقاربا يظهر السبب الحقيقي إلسقاط الجنسية عن الغفران؟. مؤكدين أن الجميع لديهم جنسية قطرية وتمكن إعـادتـهـا وانـتـهـاء املشكلة من جذورها. وقـــــال مـــصـــدر خــلــيــج­ــي لـــرويـــ­تـــرز إن الــقــطــ­ريــني مولوا «رجـــال ديــن سـعـوديـني وشـخـصـيـا­ت ديـنـيـة وصحفيني وأكــاديــ­مــيــني لـلـتـحـري­ـض ضــد الــســعــ­وديــة»، مـشـيـرًا إلى أن صبر السعوديني نفد تجاه قطر «القطريون يبقون قنوات مفتوحة مع إيــران في العديد من العواصم كما يشنون حملة ضد الدولة املصرية». وسـاهـم املــال «الــقــذر» القطري فـي تمويل دعــاة ووعاظ، عــبــر الــبــرام­ــج الـتـلـفـز­يـونـيـة «مــرتــفــ­عــة الــتــكــ­لــفــة»، وعبر الجمعيات الخيرية، حتى أسموا الدوحة في وقت مضى بـ«كعبة املضيوم»، وتنادوا جميعًا إلى الديوان األميري لتقديم التهاني لتميم عند تسلمه سـدة الحكم، وأنشد بعضهم القصائد في «تميم واإلمــارة»، وذهـب بعضهم إلــى سـرقـات أدبـيـة ليجمل بها «تميم» وليتزلف طمعًا بمزيد من الثقة! ووقـــفـــ­ت جــحــافــ­ل الـــدعـــ­اة والـــوعــ­ـاظ املــتــأث­ــريــن بحركية «اإلخــوان املسلمني» موقفًا مناوئًا من اإلمــارات العضو في دول مجلس التعاون الذي ينادون إلى تدعيم وحدته اليوم، وتجاوز نقدهم حدود املعقول ليدخل في السباب والشتيمة، كونها حفالت تليق بهم منذ فجر صحوتهم املزعومة، وأضحت الشتيمة مصاحبة ألصواتهم العالية جدًا، ومؤذية، وال يقف أمامها سوى القانون.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia