إن لم.... فمن؟!!
هذا هو عنوان كتاب صاحب السمو امللكي األمير خالد الفيصل مستشار خادم الـحـرمـني الشريفني أمـيـر منطقة مكة املـكـرمـة، شرفني بــإهــداء كـريـم وبـــدأت في االطــالع فوجدته كما وصفه ليس مـذكـرات شخصية وليس سيرة ذاتية وليس تقارير رسمية ألنها تجربة إنسان، وهذا هو الفصل األول في كتابه ملاذا؟ ولعلي أشكر من طلبوا من األمير الكتابة وألحوا وأحرجوه بالعتب حتى استجاب وكتب. لنقرأه ونفهمه ألنه منا ونحن منه وجميعًا بأغنية الوطن نغني. معظم كلماتي هي اقتباس من أولى كلمات الكتاب الذي وضح فيها أنه يحمل مسؤولية لقب ونسب مرت على مراحل زمنية هزتها الصدمات وثبتتها الغايات آمـن بالقدر وعايش الحياة واستمتع بالتحدي الـذي زاده قـوة كلما قـوي حيث نجح وأخفق، تأنى واستعجل وأصـاب وأخطأ، تلك اعترافات من كتب أنه ليس كاتبًا وال مؤرخًا وال منظرًا، وكل ما كتبه تأمالت مواطن امتطى صهوات الخيل وتعددت بطموح الشباب هواياته وازدهــرت بالتجارب حياته، لعب كـرة القدم حتى أثخن الشباك أهدافًا ومارس البيزرة وناغم الحروف حتى تضيء باملعاني ورســم الـحـيـاة نــورًا وظــال وألــوانــًا لـذلـك هـو مجموعة إنـسـان مـن كـل ضـد وضد نجد فيه، ومنها لكل شيء بداية حيث الوالدة بمكة التي يعشق أرضها ويهوى سماءها، ومنها إلى غربته األولـى حيث لقاؤه األول مع الجد عبدالعزيز واألب فيصل رحمهما الله، وهــذه تستحق وقفات عن أوصافهم ومكانتهم وهيبتهم وطيبتهم وقـيـادتـهـم لــشــؤون الـحـكـم فــي الــوطــن، ومـنـهـا لـلـغـربـة الـثـانـيـة حيث الدراسة في الطائف وبعدها إكمال الدراسة في أمريكا، ومنها إلى لندن وبعدها بداية الحياة العملية رعاية الشباب وفيها إيضاح لبدايات االهتمام باألندية والرياضة والشباب واألبـعـاد الدولية والسياسية للرياضة التي كانت إثارتها للقضايا وسـيـلـة ملضاعفة تــوزيــع الـصـحـف، ويــبــدو لــي أن هــذا الـــداء استفحل للتعصب الرياضي وأساسه مرسخ من عشرات السنني، ومنها إلى اإلمارة حيث املسؤولية واألمانة وهذه لها مقال عن شخصية ومهمة األمير واإلمـارة، ومنها إلى عسير وما تم فيها من مشاريع وتحديات تحتاج إلى كتب ومقاالت أوجزها أمير الكلمة واإلنــســان فـي كلمات وبضع صفحات كما فعل فـي كالمه عـن مكة املكرمة وأهل جدة متحدثًا عن ثقافة اإلحباط وصوال إلى كيف نكون قدوة. وفي قرب نهاية الكتاب كلمات معبرة مؤثرة عن اإلنسان خالد الفيصل عن شقيقه الراحل األمير سعود الفيصل، وحدثان هما وفاة األب واألم وشهادة بحق أعمامه امللوك وسلطان ونايف رحمهم الله، وختمها بالعم امللك سلمان حفظه الله الذي أمره بالعودة إلى مكة أميرًا وشرفه بأن جعله مستشارًا. شكرًا أميرنا اإلنسان على هديتكم لإنسانية نبراس علم وكفاح للشباب واألجيال شكرًا خالد الفيصل.