Okaz

من «مستعمرة عزمي والقرضاوي» إلى «محمية أردوغان» !

- جدار الماء jameel@okaz.com.sa ‪Twitter: @ jameelAlTh­eyabi‬ جميل الذيابي

أن تكابر وتغتر شيء! وأن تتآمر شيء آخر. أما مواجهة الحقيقة ال تشبهها إال حقيقة مثلها. إن الـدول املشاركة في قرار مقاطعة قطر ليست عدوة لها، ال تريد ســوى املصلحة الحقيقية لـدولـة شقيقة شـــذت عــن الـعــصـبـ­ة بـــ «جـــنـــون» راغــبــة فــي أن تكون عاقاتها معها أوثق وأشد حميمية وصدقية و«غير متلونة» أو متناقضة. وكـل تلك اإلجـــراء­ات الخاصة بقطع الـعـاقـات، والـقـوائـ­م اإلرهــابـ­ـيــة، واالسـتـيـ­اء من أبواقها املستأجرة وإعامها الذي يبث الفتنة والفرقة.. كلها تهدف إلـى تحسن سلوك تلك الـدولـة، وحملها على الكف عن ممارساتها، وتخبطاتها، وتناقضاتها، وعداواتها ألمتها ومحيطها. وال مــنــدوحـ­ـة مـــن الـــقـــو­ل إن عــلــى حــكــومــ­ة قــطــر، في أتــون األزمـــة الـراهـنـة الـتـي ستواجهها بـقـوة أن تفكر جـيـدًا: مـا هـو الهامش الــذي سيتيح لها الـخـروج من مضاعفات هذه األزمــة؟ وأن تسأل نفسها: أيهما أهم ملستقبلها وأمـنـهـا واســتــقـ­ـرارهــا: يـوسـف القرضاوي وزمــرتــه أمــثــال «الــتــافـ­ـه» وجـــدي غـنـيـم، أم السعودية واإلمـــــ­ــارات والــبــحـ­ـريــن ومــصــر؟ وأن تــتــســا­ءل أيضًا: أيهما يهمها العاقة مع واشنطن وحلفائها، في ظل رؤيـــة مـعـتـدلـة، أم االرتــمــ­اء فــي أحــضــان طــهــران؟ وأن تـحـدد أيهما يمثل العقل واملـنـطـق: التوقف عـن دعم الجماعات اإلرهابية واملتطرفة، والعاقات املشبوهة، أم االستمرار في تمويلها وتقديم التبريرات املكذوبة املفضوحة؟ وأيهما أهم ملصلحتها: الفصام النفسي والعقلي بإقامة عاقات مع إسرائيل وحماس في آن معًا والتآمر لتدمير البيت الفلسطيني بالضغط على السلطة الفلسطينية؟ واألســئــ­لــة تــــتــــ­رى بــانــهــ­ايــة، بــعــدمــ­ا اتــضــح أن قطر مـــتـــور­طـــة بــمــا ال يــــدع مـــجـــاا­ل لــلــشــك فـــي ممارسات ومــؤامــر­ات ال يقرها ديــن وال عــرف وال قـانـون دولي. فـهـي إذن أمـــام مـرحـلـة فــارقــة تتطلب قـــدرًا كـبـيـرًا من املسؤولية ومواجهة الذات، ألن تورطها مؤكد وظاهر وموثق باألدلة، ولن ينقذها من ورطتها سوى أشقائها الـحـريـصـ­ن عليها. والــوقــت يـمـضـي، ولــيــس أمامها خــيــار غـيـر أن تـنـصـاع وتـصـلـح بنفسها مــا أعطبته سياساتها وعاقاتها املشبوهة باملتطرفن، وإال فإن العالم سيحاصرها أكثر فأكثر، وسيصبح حلمها بأن تجمع سكان األرض ملنافسات كأس العالم في 2022 سرابًا، ألن العالم لن يرحل إلى دولة تمول اإلرهابين، ولن يذهب لدولة منبوذة من األقربن واألبعدين. وبوجه العناد القطري ضد األمــة واإلجـمـاع الدولي، البد من القول إن على الشعب القطري أن يساهم ويدلي بدلوه في معركة تغيير سلوك حكومته، حتى ال يجد نـفـسـه مــحــاصــ­رًا ومـــعـــز­وال مــن الــعــالـ­ـم بــأســره بسبب تــصــرفــ­ات صـبـيـانـي­ـة مـــؤذيـــ­ة، وعــنــدمـ­ـا تــصــل األمور إلـــى تـلـك الـــوهـــ­دة لــن تــجــدي الــعــواط­ــف، واملجامات السياسية. فــقــرارا­ت الشرعية الدولية بشأن مكافحة اإلرهـــاب، ومحاربة التطرف، وكبح تمويل جماعات العنف والتشدد واضحة، وملزمة، ومـن يخرج عنها يصبح خارجًا عن إرادة املجتمع الدولي بأسره. واألشــد خـطـورة على الشعب القطري الشقيق اتجاه حــكــومــ­ة بـــــاده لـــانـــض­ـــواء تــحــت لـــــواء تــحــالــ­ف «شر جـديـد»، هـو معسكر طـهـران – أنـقـرة – الــدوحــة. وهو تجمع كل املؤشرات تشير إلى أن حكومة قطر متجهة نحوه بقوة وتهور، دون استبطان العواقب، واستكناه املحاذير، وستغامر القيادة القطرية بفقدان املنظومة الخليجية والـواليـا­ت املتحدة، حتى لو بقيت قاعدة العديد فـي أراضـيـهـا، مثلما غـامـرت بفقدان األشقاء الخليجين والعرب واألفارقة واآلسيوين. هل يمكن لـــدولـــ­ة صــغــيــر­ة مــحــاصــ­رة ومــقــاطـ­ـعــة أن تـعـيـش في كوكب منعزل؟ األكيد أن قطر تواجه أزمة حقيقية ال تدرك التعقيدات السياسية واألمنية والجيوبولي­تيكية التي ستحدثها خـيـاراتـه­ـا، ومــا سينجم عـن قــرارهــا استضافة قوات تركية، ووجود رجال الحرس الثوري اإليراني لحراسة أميرها، والحقيقة التي ال مناص من قولها ألشقائنا القطرين أن ال عدو لشعب قطر سوى حكومته فقط، وبفضل سياسات الدوحة الحمقاء ستتحول قطر من مستعمرة إخوانية إلى محمية تركية – إيرانية. وهو مصير ال يريده أي خليجي وعربي للشعب القطري األصـــيــ­ـل الـــــذي يــجــب عــلــيــه أن يـــرفـــع صـــوتـــه رفضًا الســتــبـ­ـدال احـــتـــا­ل بــاســتــ­عــمــار، وتـــطـــر­ف وإرهــــاب

باعتدال.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia