امليليشيات تبتز املوظفني.. وحتولهم إلى «متسولني»
بــدأ االنـقـابـيـون فـي اليمن تنفيذ خطة ابــتــزاز املوظفني في املؤسسات الحكومية الخاضعة لسيطرة امليليشيات، وتحويلهم إلــى متسولني، مستغلني ظـروفـهـم املعيشية الصعبة من خال صرف قسائم شرائية عبر تجار موالني للحوثي «البطاقة السلعية» وبأسعار مرتفعة عن ما هو موجود في السوق. وقال موظفون يمنيون: حرمنا من رواتبنا أكثر من تسعة أشهر، لكننا نتفاجأ قبل أيـام بقيام امليليشيات بصرف قـسـائـم شــرائــيــة عـلـى تــجــار حـوثـيـني ومــوالــني للمخلوع بـــزيـــادة كــبــيــرة عـــن أســعــارهــا فـــي األســــــواق املــحــلــيــة في صـنـعـاء، معتبرين أن ذلــك يمثل أكـبـر عملية ابــتــزاز في سبيل الحصول على نصف راتــب مخصوم من الرواتب املنقطعة عـلـى مــدى األشــهــر املـاضـيـة. وأضــافــوا أنــه يتم فــرض قسائم للموظفني ال تتيح لهم إال الـشـراء مـن مول محدد، والمجال للرفض أو التراجع رغم ارتفاع أسعاره الجنونية. وأوضـــــح مــوظــفــون تــحــدثــوا لــــ«عـــكـــاظ»، أنــهــم يعانون مــن مـشـاكـل كـثـيـرة وابــتــزاز، منها االزدحــــام واالستغال واالنتهازية والخدمة املحدودة والبعد أحيانا عن سكن املوظف الذي يتجرع املسافات البعيدة لكي يحصل على كميات محدودة من السلع، الفتني إلى العموالت املفروضة على السلع األساسية كالدقيق والـبـر والسكر واألرز من خـــال «الــبــطــاقــات الـسـلـعـيـة» اإلذاللـــيـــة، كـمـا أنـــه مــن غير املسموح أخذ أكثر من 50 كيلو من السلع الغذائية. وأفاد املوظفون أن نسبة زيادة األسعار تصل إلى أكثر %30 في تلك املوالت. وأشار املوظفون إلى أن هذه الخطوة تجعل املوظف يبدو وكأنه «متسول»، فضا عن أنها عملية احتيال واضحة مـــن االنــقــابــيــني، وتـــســـاءلـــوا: هـــل نــدفــع لــلــمــؤجــر دقيقا ومــواد غذائية حني يطالبنا بأمواله؟. وقالوا إن العديد مــن املـوظـفـني اضــطــروا لــشــراء تـلـك املــــواد بـأسـعـار غالية وبيعها بمبالغ زهيدة، لدفع اإليجارات واملبالغ املستحقة عليها لبعض التجار الذين اقترضوا منهم طوال األشهر املاضية. وقد حذرت جمعية حماية املستهلك، من وجود بضائع مـنـتـهـيـة الــصــاحــيــة تـــبـــاع فـــي مـــــوالت نـــظـــام «البطاقة السلعية» للموظفني، منها صلصة الطماطم والعصيرات، مؤكدة أن جميعها تالفة بسبب سوء التخزين.