أزمة قطر: من فقأ الدمل؟!

في أزمـة قطر، يقول البعض: حسنا، نقر معكم بــاألدوار السلبية التي مارستها قطر منذ انقالب حمد بن خليفة في ٥٩٩١، لكن هذا يعني أنكم صبرتم ٢٢ عامًا، فما الذي جعلكم تستفيقون غاضبني اليوم… اليوم فقط؟! وتـقـول إن طــول الصبر على الخطأ، ال يقتضي وجــوب مواصلة الصبر عليه، هــذا أوال. أمــا ثانيًا: فــإن مما يتناساه البعض، أن مـلـوك الـسـعـوديـة الـثـالثـة الــذيــن مــروا بـهـذه الـفـتـرة، كلهم أعلنوا غضبا متفاوتًا على نــتــوءات السياسة القطرية، بـدايـة مـن امللك فـهـد، الــذي أعـلـن عـن احتجاجه فـي قمة الخليج الـتـي عـقـدت في الــدوحــة فــي ٠٩ ملناقشة غــزو الــعــراق للكويت، على إصـــرار ولي عهد قطر، حينها، حمد بن خليفة، على تجاوز احتالل الكويت للحديث عن الخالف الحدودي القطري البحريني، وتقديمه على موضوع القمة، ما دعا الفهد لالنسحاب من القاعة، وسيادة حالة من التوتر عمت أجواء القمة، تالها تصريح الفهد ملن حوله، بأن حمد سينبت شقاقًا في املستقبل، وهو ما حدث، بداية من انقالبه على والده، وحتى يومنا هذا. من تبني خطاب القاعدة، واعتبار الجزيرة لها منصة، لتهاجم اململكة، ومــرورا بالخطاب اإلعالمي الـذي كـان يهاجم السعودية ألن فيها قــاعــدة أمـريـكـيـة، وهــو املــوضــوع الـــذي تــوقــف، بانتقال القاعدة األمريكية لقطر! ثـــم تــبــنــي اإلخـــــــوان، وأنـــصـــار الــــثــــورات، ودعـــمـــهـــم، خــالفــا لدعم املعارضة السعودية، وشراء البيوت وتوفير األموال، وشراء الذمم، واستضافة كل ناعق ضد السعودية ودول الخليج. حتى الكويت لم تسلم من الشر القطري، فدعمت املعارضة، ودفع الناس للتظاهر، واستضيف كل من كان له يد في مواجهة الحكم في الكويت. هذا خالفا ملا حدث مع البحرين، واإلمــارات، ومصر، وليبيا، واليمن… والقائمة ال تنتهي! ثم غضب امللك عبدالله، وسحب السفراء، حتى صار اتفاق ٤١٠٢ الذي لم تنفذ منه قطر شيئًا، بل إنها حاولت اللعب، كعادتها، على الشأن الداخلي، فاعتبرت، وفاة امللك عبدالله، ناقضًا التفاق ٤١٠٢، وكأن ملوك السعودية، يسيرون على نهج االنقالبات القطري!.