Okaz

«طارق عالقي» في موكب اخللود

-

يقول طيب الذكر غازي القصيبي رحمه الله: هنا مجد لنا وهناك مجد. ونقول نعم نعم أيها الوطني العظيم الذي انتمى إلى وطن عظيم، فنحن ننشد قصيدتك اليوم عندما نشاهد األمجاد تترى على أيدي أبطالنا الـبـواسـل الــذيــن آمــنــوا بالله الـــذي أوجـــب عليهم حــب األوطــــا­ن فوقفوا أطوادًا منيعة تتهاوى عليها محاوالت الخيانة والغدر وأوهام البائسني الطامعني في ما دونه خرط القتاد. من الحد الجنوبي إلى القطيف يبذل األبــطــا­ل أرواحــهــ­م دون تــردد كـي يظل هــذا الـوطـن عـزيـزا قـويـا مستقرا آمنا يحتضن مقدسات املسلمني ويستقبلهم بكل حب وترحاب، ويوفر ملواطنيه كرامة الحياة وزهـو الحاضر وتطلعات املستقبل. إذا ذهبنا إلى الجنوب سنجد جبهة الصمود التي لم يصب أحد أفرادها في ظهره ألنهم يواجهون العدو بصدورهم، ليسوا جبناء حتى يدبروا. وكذلك حـال الذين يـطـاردون أوكــار املخربني في العوامية الذين ينفذون أقذر خيانة ضـد الـوطـن بالعمالة ألعـدائـه، وكــان آخـر الشهداء األبـطـال يوم أمس الرائد طـارق عبداللطيف عالقي، ذلك الشاب الـذي أطلق صرخته األولى في جازان ولفظ نفسه األخير في العوامية ليسطر بذلك مشهدًا وطنيًا خالدًا. طارق رحمه الله كان قد أصيب سابقًا إصابة شبه قاتلة، كان يمكنها أن تتيح له العمل في موقع آخر أو حتى يترك عمله نهائيا، لكن ليست هذه أفعال األبطال، فما إن تماثل طـارق للشفاء حتى طلب العودة إلى ميدان الشرف يذود عن وطنه دون تـردد، ولتأتيه الشهادة في أفضل األيام، في رمضان الكريم، موعد الرحمة واملغفرة للصائمني القائمني، فما بالكم بالشهداء. كان طارق رحمه الله حديث الوطن منذ سقوطه غدرا صباح أمس، وسوف يستمر كذلك. امتد العزاء من القطيف حيث استشهد إلى نجران حيث عاش زمنا مع أسرته برفقة والده املربي الفاضل عبداللطيف عالقي، إلى جازان حيث مسقط رأسه، وامتدادا إلى كل منطقة من مناطق الـوطـن، بل وخــارج الوطن عندما نعاه الشرفاء في كل مكان. رحم الله طارق عالقي وكل الشهداء الذين يرصعون جبني الــوطــن بتضحياتهم وســـوف يخلدهم وطـنـهـم. وطــاملــا الــوطــن ينجب أمثالهم فال خوف عليه من قريب أو بعيد.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia