Okaz

‪dOž WOÞ«dI1oe‬

-

جرت في بريطانيا يوم الخميس املاضي انتخابات عامة مبكرة، بناء على دعوة حزب املحافظني الحاكم لها، أمال في أن تحصل رئيسة الوزراء تيريزا مــاي على تفويض أكبر بحصد مقاعد أكثر فـي الـبـرملـا­ن الــقــادم، يمنحها تفويضًا أقوى لخوض مفاوضات الخروج من االتحاد األوروبــي، بأقل خسائر ممكنة.. وربما تطوير عالقة اقتصادية مع االتحاد، بعيدًا عن التزامات العضوية فيه. لكن نتيجة انتخابات الخميس املاضي كانت مخيبة، بشكل كبير لرئيسة الـــوزراء وحزبها، حيث فـقـدت بموجبها ٢1 مقعدًا مـن مقاعد الـبـرملـا­ن الـسـابـق، وبالتالي األغلبية املطلقة في البرملان الجديد، لتضطر لخوض مفاوضات مضنية مع األحزاب الصغيرة، لتكمل نصاب األغلبية املطلقة في البرملان الجديد، لتستمر هي وحزبها في حكم بريطانيا العظمى. بعيدًا عن مفاجأة النتيجة غير املتوقعة، إال أن ذلك يعكس جهل النخبة السياسية في بريطانيا معرفة ماذا يريد الشعب البريطاني، بالتحديد. الشعب البريطاني أراد الخروج من االتحاد األوروبـي، باستفتاء (3٢ يونيه 61٠٢)، لكنه اآلن يدفع ربما تجاه دفع ثمن باهظ نتيجة ذلـك الـقـرار.. وكـأن املؤيدين لخروج بريطانيا من االتـحـاد، عندهم مشكلة ال مع قضية الخروج نفسها، لكن مع حكومتهم. في حقيقة األمــر: استفتاء الخروج من االتحاد األوروبي، كان استفتاء على حكم املحافظني، ال على قضية الخروج نفسها. ديفيد كاميرون، رئيس الـــوزراء البريطاني وعـى تلك املسألة، لكن خطأه أنـه فسرها شخصيًا وليس سياسيًا، فاستقال من منصبة بدل أن يدفع باستقالة الحكومة. هو فضل مصلحة بقاء حزبه في الحكم، على وعي مضمون الرسالة الحقيقية وراء اختيار الشعب البريطاني الخروج من عضوية االتحاد األوروبي. لكن الشعب البريطاني لـم يعاقب حــزب املحافظني، بـصـورة مـؤملـة، فـي انتخابات يوم الخميس املاضي، وإن اكتفى بتقدم حزب العمال ليحصد ٠3 مقعدًا جديدًا، على حساب ليس فقط املحافظني، الذين فقدوا ٢1 مقعدًا، بل أكثر على حساب دعــاة االنفصال في أسكتلندا، حيث منوا بهزيمة ثقيلة جدًا، بفقد حزبهم ٢1 مقعدًا في البرملان الجديد من 35 مقعدًا فـي البرملان املنحل. كــأن الشعب البريطاني هنا يقول لساسته: إنــه ال يمكن فصل قراره االنسحاب من االتحاد األوروبي، دون استيعاب أولويته القومية الرئيسية في الحفاظ على وحدة بريطانيا العظمى. هـنـا: بـذكـائـهـ­ا الــحــاد وعــت الـسـيـدة مـــاي، وإن كــان مـتـأخـرًا، رســالــة الـشـعـب البريطاني، ووجــدت فيها طـوق النجاة، الـذي يبقيها وحزبها في الحكم، الخمس سنوات القادمة. لذا نرى السيدة ماي تبادر بفتح مشاورات مع الحزب الوحدوي الديمقراطي اإليرلندي،

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia