غضب احلليم
ـ (ال تـغـضـب، ال تغضب غضبت ال ترضى) ـ هذه اللغة العالية ليست غريبة على وطن ال يغضب لكنه إذا غضب ال يرضى. ـ مقولة خالدة للملك فيصل بن عبدالعزيز «طيب الله ثراه» بقيت للتاريخ. ـ فيها خاصة التجربة اإلنسانية والقيادية البن الصحراء املتشرب بالحكمة ـ واملطبوع على األناء ة والصبر. ـ وهنا مربط الفرس. ـ إذ لم تكن السعودية متسرعة.. يوما ـ ولم تكن مصدر قلق أو توجس لجيرانها وأشقائها وأصدقائها في وقت ما. ـ كما لم يكن قادتها دعاة حرب ـ أو عرف عنهم ذلك في زمان ما. ـ فـقـد ظـلـت (والــتــاريــخ خـيـر شــاهــد) منذ نـشـأتـهـا عـلـى يــد املــؤســس وحــتــى وقتها الحاضر ـ عنوانا للسام والتقارب. ـ واخـــــتـــــارت أن تـــكـــون الـــحـــضـــن للجميع ـ والــظــال الــوارفــة لـكـل مستجير هجير الحياة وظلم األقارب. ـ لتبقى هكذا شجرة سامقة ترمى فتأبى إال أن تجود بأطيب الثمار.
...... ـ ظلت اململكة تتعرض لكثير من املؤامرات واملـــــخـــــطـــــطـــــات ومــــــــــحــــــــــاوالت تقويض استقرارها وإحراجها ـ فلم تبارح مواقفها ومبادئها أبدا ـ إذ ظــلــت تـــمـــارس أعــلــى درجـــــات التأني والحكمة والصبر. ـ بل تقدم في كل مرة درسا فاخرا في معنى السمو والرفعة والتغاضي. ـ وكــأنــه قــدرهــا الــــذي ظــلــت بفضل قادتها. ـ لتظل مصدرا للحكمة والتروي والهدوء. ـ لكن الصبر ليس فـي كـل حاالته مطلبا ال تـغـضـب.. وإذا الدافئ بـهـا من قــابــضــة عليه ـ فـثـمـة مــواقــف تــفــرض الحياد. ـ هناك تجاوزات ال تقبل البقاء في املناطق الرمادية ـ إذ البـد أن تتكشف الحقائق وأن توضع النقاط على الحروف. ـ فالسعودية الـتـي مــارســت الصبر ـ وجد قادتها أن الحزم ضـرورة تجاه من يسعى للتآمر وبث الفرقة وإثارة الفوضى ودعـــم الــتــطــرف، ووضـــع املـنـطـقـة برمتها على حافة االنهيار.
...... ـ لقد كظمت اململكة غيضها طويا مراعاة للجوار ـ والـــتـــزامـــا بــمــواثــيــق األخــــــــوة، وتقديرا لــلــعــاقــة مـــع قــطــر اإلمـــــــارة وذاك الشعب الشقيق ـ لكن يبدو أن القطرية ـ وأن الحلم والصبر فسرا بغير معناهما. ــــ مــمــا اســتــوجــب قــطــع الــعــاقــات وإيقاف الـــتـــعـــامـــات فــــي قــــــرار مـــوجـــه للحكومة القطرية فقط. ـ فاللغة الصارمة الحازمة التي صدر بها لـم تغفل اإلشـــارة إلــى الشعب القطري في صـورة عكست حقيقة هذا الوطن العظيم وأصالة قادته. ـ فـــهـــذا الــشــعــب امـــتـــداد طــبــيــعــي وأصيل إلخوانه في اململكة وجزء من أرومتها. ـ وســتــظــل املــمــلــكــة ســـنـــدا دائـــمـــا للشعب القطري ولكل أشقائها وجيرانها.
...... عــلــى
آخر العزف
هـــذا الصبر أعـلـى درجات األمـر فهم خطأ من القيادة