اجلبير: مقاطعة قطر ليست حصارًا
يـمـكـن الــقــول بـأنـهـا لـعـنـة «جــعــونــة»، أو قــطــري بــن الــفــجــاءة، الـــذي سـمـي عـلـى مــوضــع بني البحرين وعمان، أو استسمي به، بعد أن اتخمت «املعدة القطرية» على مد العصور بالخيانة واالنـقـابـات، لتداهن العرب تــارة، وتــارة أخــرى تتحامى باإلنجليز، وتلوذ بحمى «الترك» مــرات عـدة قبل أن تنقلب عليهم، إضافة إلـى هاجس حكامها منذ تأسيس «مشيخة قطر» االنقابات، التي أصبحت عامة فارقة وعرقًا دساسًا لدى أمرائها، فإن لم ينقلب على األمير القطري، يسارع بالتنازل قبل أن يتم ذلك، بلسان حال يقول «بيدي ال بيد عمرو». يقول عنها الثعالبي األديب النيسبوري (نسبة إلى نيسبور في باد فارس) املتوفى سنة :ـه1038 «في أعراض البحرين على سيف الخط بني عمان والعقير، قرية يقال لها قطر، وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها، وقالوا: قطري فكسروا القاف وخففوا، كما قالوا دهرى»، لتصبح تلك القرية «كاتارا» كما قال عنها اليونان قرية يسكن في اإلرث التاريخي القديم لها «بيت الزبارة» املوضع املتنازع عليه من قبل قطر والبحرين، مسكنًا للبحارة ومصدرًا لـ «البارود» لجزيرة العرب، ومعسكرًا للهجوم على الفرس إبان حكم املناذرة العرب، قبل أن تلتوي بجابيب معممي «طهران» وبلدة تابعة بـ«الخميني» في عهد تميم وأبيه. وال يعرف حتى اآلن من كـان بالفعل مؤسسًا حقيقيًا ملشيخة قطر في القرن الـ 18 امليادي، بعد أن نزحت العديد من القبائل العربية إلى النتوء الترابي شـرق الجزيرة العربية، إذ تقول بعض الروايات التاريخية إن «محمد بن ثاني» هو املؤسس الحقيقي لإلمارة، فـي ترجح أقــوال أخــرى التأسيس الفعلي البنه الــذي تـنـازل له بالحكم، «قاسم بن محمد» الذي يسير «تميم» على خطاه اآلن، بعد طلبه من «الـتـرك»، «مدحت باشا» على وجه الخصوص، حماية قطر، ليعني مدحت باشا «قاسم بن ثاني» قائما مقام على «إماراته» التي دخلت في صراع مع «بريطانيا ذلك الحني، الــذي مـا لبث أن انقلب على «الــتــرك» فـي معركة «الوجبة» سنة ،1893 لترتمي قطر مجددًا في حضن بريطانيا، لتكون الوجبة بذلك، (وجبة متخمة بالخيانة) ملن والوهم. بتتويج للوجبة املتخمة بالخيانة لـــ «الــتــرك» وقــع آل ثاني «مــعــاهــدة الــحــمــايــة الــبــريــطــانــيــة عــلــى قــطــر فــي الــعــام ،1916 لتتفرغ بعد ذلك اإلمارة لشؤون االنقابات والتنازالت الداخلية، قبل أن تحصل على استقالها في العام ،1971 لتنضم قطر بعد استقالها إلى اتحاد اإلمـارات التسع، بتوأمة مع إمارة دبي، التي ما لبثت أن نكثت بالعهد، واختارت االنفصال عنها، على يد الشيخ أكــد وزيــر الخارجية عــادل بـن أحـمـد الجبير أن بــاده ال تفرض حصارا على قطر، بل تمارس حقها السيادي بعدم السماح للجارة الخليجية باستخدام الفضاء السعودي. وقــــال فــي تــصــريــحــات لـلـصـحـفـيـني لـــدى اســتــقــبــال وزير الخارجية األمـريـكـي ريـكـس تيلرسون لـه فـي مقر وزارة الــخــارجــيــة األمــريــكــيــة بــواشــنــطــن أمـــس (الـــثـــاثـــاء)، «إن مــقــاطــعــة قــطــر لــيــســت حــــصــــارا، فــمــوانــئــهــا ومطاراتها مفتوحة»، مضيفا «أن اململكة العربية السعودية منعت الخطوط والطائرات القطرية من أن تعبر أجـواءهـا، كما مـنـعـت الـسـفـن الـقـطـريـة مــن دخــــول مـيـاهـهـا، وهـــي بذلك تـــمـــارس حـقـهـا الــســيــادي فـيـمـا اتــخــذتــه مـــن إجـــــــراء ات». مــوضــحــا أن املـمـلـكـة عــلــى اســتــعــداد لـتـقـديـم املساعدات الغذائية والطبية لدولة قطر، إذا كانت بحاجة لها. وكان زير الخارجية األمريكي قد استقبل الجبير والوفد املــرافــق لــه أمـــس، حـيـث عـقـد الـجـانـبـان جلسة محادثات تــنــاولــت الـــعـــاقـــات الــثــنــائــيــة بـــني الــبــلــديــن الصديقني، والجهود املشتركة ملكافحة التطرف واإلرهـــاب، ومجمل األوضاع في املنطقة والعالم. حضر االستقبال القائم بأعمال سفارة خـادم الحرمني الـشـريـفـني لـــدى الـــواليـــات املــتــحــدة األمـريـكـيـة باإلنابة سامي السدحان. تحول رجل تبييض األمـوال وتاجر الساح للديوان األميري القطري الـسـوري معتز الخياط من تبييض األمــوال املشبوهة ونقلها ما بني الدوحة وتركيا للوصول إلى الكتائب والفصائل اإلرهــابــيــة فــي ســوريــة ولـيـبـيـا، إلــى رجــل «األبـــقـــار» بـعـدمـا تكفل بنقل 4000 بقرة إلى الدوحة بشكل عاجل، بعد رفض الكثير من القطريني، األلبان التركية واإليرانية. وبحسب وكالة «بلومبيرغ» األمريكية، فإن عملية نقل األبقار للدوحة تستغرق 60 رحلة جوية للخطوط الجوية القطرية، وقالت الوكالة إن األبقار ستمأل الفراغ الــذي خلفه توقف إمـــدادات الحليب الـطـازج من الـحـدود البرية السعودية، حيث يعد الخياط من رجال الشيخة موزة املقربني لها في صفقات عدة. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» عن معتز الخياط الذي عرفته الوكالة بأنه رئيس شركة الطاقة الدولية القابضة، الذي اشترى األبقار قوله «لقد حــــان الـــوقـــت لــلــعــمــل فـــي قطر»،