إلردوغان.. السعودية خير لكم
وفـــقـــا ملــفــهــوم األعــــــــراف الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة، فإن العاقات الثنائية بني الدول تحكمها القوانني واألطـــــر األمــنــيــة واملــصــالــح املــشــتــركــة، ولكن عندما تتجاوز الدولة الخطوط الحمراء، فإن مصير هــذه الـعـاقـة يصبح فــي خـطـر، وهذا هــو مــا حـــدث تـمـامـا مــع قــطــر، إذ لــم تتجاوز الخطوط الحمراء فقط، ولكنها سعت من خال أموالها وإرهابييها إلى التحالف مع جماعات اإلرهاب وتشكياته لزعزعة االستقرار واألمن والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية، فضا عـن تحالفها مع نظام املـالـي الطائفي اإلرهــابــي، مـا أدى إلى قطع السعودية واإلمـــارات والبحرين ومصر عاقاتها الدبلوماسية معها. ومن الواضح أن نظام تميم يدفع الشعب القطري املغلوب على أمره نحو أيام أكثر صعوبة، بسبب سياساته السلبية، وتكريسه ملبدأ دعم اإلرهاب الظامي وسـيـره ضـد التيار املـحـارب للفكر اإلرهابي. والسعودية عندما اتخذت قرار قطع العاقات مع قطر، فإن هذا القرار جاء بعد دراسة متأنية وفــاحــصــة، ولـــم تـسـع عـلـى اإلطــــاق للمساس بالشعب القطري الذي تعتبره الرياض شعبا أصـــيـــا. ومــــن هــنــا جــــاءت تــصــريــحــات وزير الــخــارجــيــة الـــســـعـــودي عـــــادل الــجــبــيــر، التي عـبـر فيها بـصـدق عــن مــواقــف الـسـعـوديـة من أشقائها في قطر بإعانه استعدادها لتزويد قــطــر بــالــغــذاء واملــســتــلــزمــات الــطــبــيــة، من خــــال مـــركـــز املـــلـــك ســلــمــان لإلغاثة. وهـنـا يــرد الجبير بطريقة هادئة وعملية على تصريحات الرئيس الــــتــــركــــي أردوغــــــــــــــان الــــتــــي زعم فـيـهـا أن عـــزل قــطــر «ال إنساني ومخالف للتعاليم اإلسامية»، لــيــقــول لـــه إنــــه ال عــــزل للشعب وال مقاطعة مـعـه، بـل إن املوانئ واملــطــارات السعودية مفتوحة.. ومــن ثــم فــإن مــا يتجاهله الـرئـيـس أردوغــــان هو أن قـطـر هــي التي عــزلــت نـفـسـهـا بـسـيـاسـاتـهـا املــضــرة ملنظومة األمن الخليجي والعربي واإلسامي، وهو ما أضر بمصالح شعبها الذي نكن له كل التقدير واالحترام. كما أن السعودية استخدمت حقها فــي مـنـع قـطـر مــن اسـتـعـمـال مـجـالـهـا الجوي والبحري، لكنها رغم ذلك تركت الباب مفتوحًا أمام حركة العائات. وهذا حق سعودي، وهو مـــا أكـــــده الــــوزيــــر الــجــبــيــر عــنــدمــا أوضـــــح أن املــجــال الــجــوي الــســعــودي مـمـنـوع فـقـط على الـخـطـوط الـجـويـة والــطــائــرات الـقـطـريـة.. لكن موانئ قطر الستة مفتوحة ويمكنهم الدخول والخروج منها كما يشاؤون، فقط ال يمكنهم عــبــور حـــدودنـــا. وهــنــا يـضـع الـجـبـيـر النقاط على الحروف مرسا رسالة للعالم، من خال تــأكــيــده أنـــه مــن الـنـاحـيـة الـتـقـنـيـة فــهــذا ليس حــــصــــارًا.. ولـــقـــد ســمــحــت الــســعــوديــة بحركة العائات بني البلدين، ومستعدة لتزويد قطر بالغذاء واملستلزمات الطبية عبر مركز امللك سلمان. والسعودية منذ تأسيسها لعبت دورا إستراتيجيا فـي تعزيز التضامن اإلسامي، ولــــم تــســع عــلــى اإلطــــــاق إلــــى عــــزل أي دولة خليجية أو عربية، وعندما يتعهد الرئيس أردوغــــان أمـــام نـــواب حــزب الـعـدالـة والتنمية الحاكم أمس، بمواصلة دعمه لقطر، فذلك قرار تـركـي تتحمله أنـقـرة الـتـي مـازلـنـا نحترمها. والـــســـعـــوديـــة الـــتـــي تــعــامــلــت بــضــبــط النفس وحسن النية طوال السنوات املاضية مع النظام القطري، ال تحتاج من يعلمها كيف تتصرف، أو كــيــف تـتـخـذ قراراتها ملــــصــــلــــحــــة أمــــنــــهــــا اإلستراتيجي. ومـــــــــــــــــــــــن هــــــنــــــا فـــــــــإنـــــــــه ليس أمـــــــام النظام الـــــقـــــطـــــري إال تــغــيــيــر املسار واالنــــخــــراط مع دول الخليج في اجتثاث اإلرهاب، والـــــــــــــــــنـــــــــــــــــأي عـــــن املنظمات اإلرهابية.