Okaz

جتنّس اإلرهابيني وتطرد مواطنيها

ملاذا القطريون أقلية في جيشهم؟

- محمد األكلبي (جدة) عبداهلل آل هتيلة (الرياض)

كشفت وحــدة الرصد واملتابعة بــ«عـكـاظ»، تفاصيل تهجير أكثر من ستة آالف أسرة قطرية التي تعرضت لإلهانة والتنكيل من الحكومة القطرية، إذ أسقطت جنسياتهم تعسفًا، وزجت بهم في مواجهة صعوبات الحياة، واملستقبل املجهول، ورصـدت الـدور السعودي في احتوائهم، ومنحهم كافة الحقوق التي توفر لهم الحياة الكريمة. وأكد عدد من املهجرين القطريني لـ«عكاظ» أن ما تعرضوا له هو «ظلم» وتهجير والحصول على «اعترافات بالقوة» بأنهم مزدوجو الجنسية. يقول القطري جابر املري لـ«عكاظ» إن قضيته بدأت عام ٤٠٠٢ بسحب جنسيته هـو وأعـمـامـه وفـخـذة آل غـفـران عــدا القليل منهم وكــان ذلــك بشكل جماعي عام ٦٠٠٢، إذ كــان جــهــاز الـبـحـث واملـتـابـ­عـة فــي قـسـم مــن وزارة الـداخـلـي­ـة القطرية يلقون القبض على كبار السن ويحجزونهم ويجبرونهم على اإلمضاء على أنه يملكون جنسية سعودية وذلك بالقوة الجبرية. وأضاف املري «ثم يخرجوننا من السجن بالكفالة، وبشرط أن نسلمهم الجوازات القطرية عن طريق الكفيل بعد أن يرحلوننا إلى السعودية فنبقى بال هويه داخل األراضي السعودية». وأشار املري إلى أن «السعودية استضافتنا بجوازات منتهية الصالحية ودرسنا في مدارسها وذهبنا إلـى مستشفياتها ولـم تتوان في عالجنا وتعاملت معنا وكأننا أبناؤها». ومن جهته، أكد محمد آل غران لـ«عكاظ» أنه «من املحزن أن أتخرج من الثانوية العامة بتقدير امتياز، وال أستطيع أن أكمل دراستي أو أن أحصل على وظيفة تهيئ لي وألسرتي عيشة هانئة، وأن أرى أخواتي تصل أعمارهن إلى سن الـ8٢ ولم يتزوجن ولن يتمكن منه بسبب هذه الظروف». ومضى آل غران قائال «ال توجد أسباب إلسقاط جنسياتنا القطرية إال ادعاءات واهية عارية من الصحة، فلفقوا لنا تهمة مشاركة في انقالب على األمير حمد بن خليفة ومعظمنا ولد بعد هذه التهمة ونسبوا لنا تهمة ازدواجية الجنسية وأننا نملك جنسية سعودية، وإذا كان هذا حقيقيا ملاذا لم ندرس في مـدارس اململكة كمواطنيها ونعالج في مستشفياتها وندخل في جامعاتها». وأضـاف «كنا نتأمل بأن حكم األمير تميم سينهي هذه األزمـة ولكن لألسف ترفع أوراقنا ومعامالتنا إلى وزير الداخلية وتهمش ونرفع أوراقنا إلى رئيس حقوق اإلنسان القطرية ولم يزد الحال إال سوءا» وأكد «املهجر» عبدالهادي املري أن «اململكة هي أم العرب واملسلمني فعندما تحتاجها الشعوب ال تتأخر عن دعمها وتقديم املساعدة، فهي من تكفلت في تعليمنا وعالجنا وتسهيل كـافـة سبل عيشنا ودعـمـت املحتاجني منا مـن خــالل الجمعيات الخيرية ونجد الكثير من التعاطف الشعبي، وكلنا أمل في أن يحل خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز األزمــة التي نمر بها منذ أعــوام بسبب الظلم الـذي تعرضنا له من حكومتنا القطرية، وفــعــال «ظـلـم ذوي الـقـربـى أشد مضاضة». ألسباب صحية، وتسليمه السلطة لنجله الشيخ تميم بن حمد الذي لم يكن تجاوز عامه الـ33. لكن شبكة التخريب والتحريض التي عمل بها األمــيــر الــوالــد بقيت تحت تـصـرف األمــيــر االبـــن. وحــني أعلن الرئيس األمريكي السابق بـاراك أوباما في 51٠٢ التوصل إلى اتـفـاق مـع إيــران بشأن برنامجها الـنـووي، بــدأت عـالقـات قطر «العميقة» مـع إيــران تثير قلق الحلفاء الخليجيني والعرب. ولم يبق االنتظار طويال لحسم معركة النفوذ في املنطقة، فقد كسبت السعودية ود الحليف األمريكي، واقتناعه بمنطقها، وتــقــديـ­ـره ملـخـاوفـه­ـا مــن مغبة الـسـيـاسـ­ات الـقـطـريـ­ة. بـيـد أن الـلـغـز الحقيقي لــألزمــة الخليجية هــو مـوقـف تـركـيـا التي يتزعمها الرئيس رجـب طيب أردوغــان. فعلى رغـم حرصه على إقامة عالقات طيبة مع السعودية، إال أن األزمــة -بعد قطع العالقات مع الدوحة- كشفت أن حكومته وإعالمه هبا للذود عن قطر... كأنه يستطيع اللعب على أكثر من حبلني في وقـت واحــد. ورجحت الصحيفة األمريكية أن الطريقة التي ستنتهي بها هـذه األزمــة ستضع حـدًا للتنافس غير املتكافئ بني قطر والسعودية، ألن البديل يتمثل في زعزعة استقرار املنطقة وهو أمر لن تسمح به السعودية وحلفاؤها مهما كانت التحديات. علمت «عكاظ» أن الشعب القطري، بدأ بعد إعالن اململكة والبحرين واإلمــارا­ت ومصر ودول أخرى قطع عالقاتها بحكومة الدوحة، يطرح تساؤالت عريضة وخطيرة، تتمحور حول سؤال عريض: ملاذا اعتمدت الحكومة القطرية على األجانب وجندتهم في الجيش، بحيث تحول املواطنون القطريون إلى أقلية في جميع قطاعات القوات القطرية؟. ويؤكد عدد من املراقبني أن تساؤالت القطريني مشروعة، خصوصًا أنه بدا لهم وكأن أمير قطر اتخذ خطوة تجنيد األجانب في الجيش القطري استعدادا ملثل هذا اليوم الذي يجد فيه نفسه وحيدا، وذلك من أجل مواجهة أي تحركات شعبية داخلية قد تثور ضده بعد عزل قطر إقليميًا ودوليًا. وأشــاروا إلى أن القوات املسلحة القطرية أعلنت في فبراير ٦1٠٢ فتح باب التجنيد للجاليات املقيمة على أراضيها، لحماية أمن وحدود الدولة - على حد قولها -، وأوضح مكتب التجنيد في إعالن رسمي، أنه يتلقى طلبات التجنيد ملواليد العاصمة الدوحة من املقيمني فقط بالدولة، من الجنسيات الهندية والباكستان­ية والسودانية والصومالية واإليرانية. وأضاف املراقبون: «وكأن أمير قطر يخطط ملثل هذا اليوم الذي أعلنت فيه الدول األربع قطع العالقات، ليجد نفسه عاريًا إال من «جيش غير قطري»، يحميه - على حد تفكيره -، من القطريني الذين ضاقوا ذرعـًا بتصرفاته ودعمه لإلرهاب على حساب األشقاء، خصوصًا أن مواقع عاملية أكدت أن القطريني في الجيش القطري أصبحوا أقلية. وتشير املعلومات إلى أن الشارع القطري يغلي، اعتراضًا على سياسة الحكومة املبنية على املؤامرات والغدر، ودعم اإلرهاب للتأثير على أمن الشعوب املسلمة واملساملة، وأن الشعب القطري الذي أثبت مواقف حازمة في وجه كل من يحاول النيل من وحدة الخليج، يخشى اليوم على «قطر» بعد قطع العالقات، ويطالب بتصحيح املسار والعودة إلى حضن الخليج الخالي من اإلرهاب والغدر والخيانة واأليادي امللطخة بدماء األبرياء.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia