Okaz

هوس «مصادمة» السعودية

بدأه حمد وأكمله متيم... وحتطمت آمالهما

- «عكاظ» (واشنطن)

رأت صـحـيـفـة «نـــيـــوي­ـــورك تــايــمــ­ز»، فـــي تــقــريــ­ر مــســهــب كــتــبــه مــاكــس فيشر (الثالثاء)، أن األزمة الراهنة في الخليج تعود أصال إلى شخصية أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني الذي ظل، منذ إطاحته بوالده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في عام ،1995 يؤمن بأن قطر لن تنعم باألمن إال إذا أضحت منافسًا للسعودية، على رغـم أن السعودية بحجم قــارة، في حني ال تتجاوز قطر مساحة واليـة كونيكتيكت األمريكية. وذكــرت أن خطته لتحقيق هدفه بدأت بإشعال حرب بـاردة في املنطقة، وهي الحرب التي ظلت تتفاعل حتى انتهت في 5 يونيو الجاري بإعالن السعودية واإلمــارا­ت والبحرين ومصر ودول أخـرى قطع عالقاتها الدبلوماسي­ة مع قطر، وإغـالق موانئها الجوية والبحرية بوجه طائراتها وسفنها. ويضرب التقرير مثاال بافتراض أنه كما لو أن كوبا قررت الفكاك من أسر النفوذ األمريكي باتخاذ قرار بأن تتحول هي نفسها إلى قوة عظمى بني ليلة وضحاها، ونزلت فعليًا لتنافس أمريكا في آسيا وأوروبــا! ويضيف التقرير: بدا أن إستراتيجية قطر انهارت في نهاية املطاف األسبوع املاضي، بعدما أعلنت السعودية وحلفاؤها مقاطعة الدوحة. ويشير أستاذ العلوم السياسية مارك لينش، بجامعة جورج واشنطن، إلى أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ظل مهووسًا على الـدوام بمناوأة السعودية، ألنــه يـريـد أن يثبت لنفسه ولـلـعـالـ­م أنــه ال يـقـل أهـمـيـة إقليمية ودولــيــة عن الـسـعـودي­ـة! ومـنـذ نهاية تسعينات الـقـرن الـــ ٠٢، ظـل التفكير العليل ألمير قـطـر الـسـابـق أن يـسـأل نفسه ومـسـتـشـا­ريـه: مـــاذا يمكننا أن نفعل لنضايق السعوديني؟ وبناء على تلك «العقدة»، سعى الشيخ حمد إلى إقامة عالقات وثيقة مع إيران، وأنشأ عالقات تجارية مع إسرائيل، وفتح بالده إلقامة قاعدة جوية أمريكية ضخمة، بدعوى أنها ستحميه من السعوديني. كما أنشأ قناة الجزيرة الفضائية لتعكس قوته الناعمة، من خالل مدح حلفائه، وغرز اإلبر في جسد السعودية. وفتح أبواب الدوحة مالذًا لإلخوان املسلمني، واملتمردين الشيشانيني، وقادة حركتي حماس، وطالبان. واضطرت السعودية في ٢٠٠٢ إلــى سحب سفيرها مـن قطر احتجاجًا على انـتـقـادا­ت «الــجــزيـ­ـرة». ولــم يعد السفير الـسـعـودي لـلـدوحـة حتى الـعـام 8٠٠٢. ومــا لبثت قطر أن استأنفت خبثها بحلول 11٠٢، إذ تبنت ثــورات ما يعرف بـ«الربيع العربي». وظنت أن تلك الثورات ستكون طريقها املضمون لكسر النفوذ السعودي في املنطقة. وراحــت من غير هدي تساند الثورات اإلسالمية والعلمانية، مخصصة بث «الجزيرة» بالكامل لذلك الغرض، وموفرة السند الدبلوماسي والدعم املالي للحركات التي قررت أن تناصرها. وفي بعض الدول العربية شجعت األموال القطرية للجماعات اإلسالمية على العنف، فاندلعت حـرب أهلية في ليبيا وسورية. وكانت تركيا الحليف األكبر لقطر في توجهاتها وذلك بحكم تأييد كال البلدين لجماعة اإلخوان املسلمني. غير أن املنافسة القطرية خمدت قليال فــي 31٠٢، بـعـدمـا اضـطـر الـشـيـخ حـمـد بــن خليفة آل ثـانـي العــتــزا­ل الحكم،

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia