للرابطة اختصاص في توعية اجلاليات وطرح شرعي في استيعاب فقهنا اخلاص
اإلســـامـــي)، فــي مــا تـقـدمـه مــن إرشــــاد وتــوعــيــة ودعم تــقــدره الـجـالـيـات اإلسـامـيـة عـالـيـًا بحكم اختصاص الرابطة، ووزنها العاملي، ودورها املحوري املبني على قاعدة استطاعات شاملة ودقيقة، وصلتها املستحقة بشؤونهم واحترامهم الكبير لها. وأشـــــــــاد املــــشــــاركــــون فــــــي الـــســـيـــاق ذاتــــه بالجهود اإلسامية املميزة التي تقوم بها رابطة العالم اإلسامي، وبخطاب الــــــوعــــــي لـــــأمـــــني الــــــعــــــام للرابطة الــــدكــــتــــور مـــحـــمـــد بـــــن عبدالكريم الــعــيــســى، مــؤكــديــن أنـــه يـنـسـجـم مع هـــدي الــشــرع ومـنـطـق الـعـقـل وهــو ما يــحــقــق لــلــجــالــيــات املــســلــمــة سكينتها ويــعــزز الــثــقــة بــهــا ويـنـسـجـم مــع مطالباتها بحقوقها وفـق األساليب الدستورية والقانونية لكل دولـة، شاكرين للرابطة دعمها القانوني لهم في هذه املطالبات في سياقها الحضاري. وشدد املشاركون في توصياتهم على ضـرورة تعاون الــجــهــات املــخــتــلــفــة فـــي الــتــصــدي لــأفــكــار املتطرفة واإلرهابية، والحيلولة دون تسللها إلى أبناء الجاليات اإلسامية، ودعــوة رابطة العالم اإلسـامـي إلـى وضع حقيبة توعوية ورقية وإلكترونية موجهة للجاليات اإلسـامـيـة، والتشديد على أهمية حضورها املستمر فــي دعـــم املـسـلـمـني خـــارج الــعــالــم اإلســامــي ومتابعة أحوالهم والتواصل معهم. وأهابوا باملؤسسات اإلسامية في الغرب بالبعد عن املفاهيم والـخـافـات التي تؤثر على الـوحـدة واأللفة اإلسامية، وإلى العمل الدؤوب على تحصني الجاليات املسلمة من اختراقات جماعات اإلسام السياسي ودعاة الطائفية واملذهبية، وتعزيز خطاب الرابطة الشرعي والقانوني في املطالبة باحترام الخصوصية الدينية للمسلمني فــي الــــدول غـيـر اإلســامــيــة، وكــفــالــة حرية ممارستهم لشعائرهم الدينية، خصوصا الحجاب، وبناء املساجد واملدارس اإلسامية، وغيرها. وأعــــرب الــبــيــان عــن تـأيـيـدهـم لـلـخـطـاب الــديــنــي الذي تـــنـــشـــره رابــــطــــة الـــعـــالـــم اإلســـــامـــــي ملــــا تــضــمــنــه من رؤيـــة بـعـيـدة تسعى إلــى تحقيق مصلحة الجاليات اإلسامية عبر األدوات الدستورية والقانونية، وصون مكتسباتها عـن عبث الـتـيـارات املتطرفة الـداعـيـة إلى التخالف مع املجتمع، واإلخــال بأمنه، وعـدم احترام العهود واملواثيق والعقد االجتماعي الجامع ملكونات هذه الدول، ما يعرض الجاليات املسلمة لخطر التطرف املضاد واإلساءة لسمعتها والتوجس منها، فضا عن تعرضها للمخاطر األخرى. وحـذر البيان من التأثيرات السلبية التي تتعرض لها الجاليات املسلمة بسبب تدخات من ال يعرفون أحوال تلك املجتمعات وظروف الجاليات اإلسامية فيها وال دراية لهم بخصوصية فقهها، والحذر من االنسياق خلف العاطفة املجردة من استطاع األبعاد املستقبلية والحالة الــدســتــوريــة والــقــانــونــيــة الــتــي تحكم هــذه الـــدول وتـنـظـم سـيـادتـهـا وعقدها االجتماعي على ضوء الصيغة الديموقراطية في كل دولة. ودعــا البيان رابطة العالم اإلسـامـي إلـى إنشاء مركز عاملي تواصلي خـاص باألقليات املسلمة، يسعى إلى تعزيز عاقتها بالعالم اإلسامي، وتطوير شراكاتها مع املؤسسات اإلسامية والدولية، مع دعـوة املجامع الفقهية إلــى العمل على وضــع منظومة خاصة بفقه األقليات املسلمة يراعي خصوصية هـذه املجتمعات وأولوياتها وواقعها، ويسهم في حفاظ املسلمني على هويتهم وثقافتهم وشعائرهم با حرج في الدين، وال عنت في الدنيا. كما دعا األجهزة واملنظمات املعنية بالتربية والتعليم واإلعام في الغرب إلى اإلسهام في تصحيح الصورة النمطية عن اإلسام واملسلمني كجزء من مسؤوليتهم االجـتـمـاعـيـة، وأن يـكـونـوا جـسـور حــوار وتــواصــل مع اآلخــــريــــن، إضـــافـــة إلــــى تــحــالــف عــاملــي لــلــوقــوف ضد تيارات العنف والكراهية والعنصرية واإلساموفوبيا بدعم جهود الرصد والتحليل واملعالجة. وأكـد املشاركون أهمية قيام املؤسسات اإلسامية في الـغـرب بـإعـادة هيكليتها وتطوير أدائــهــا، والتنسيق فيما بينها ونـبـذ خافاتها الضيقة، والـتـواصـل مع صــنــاع الــقــرار الـسـيـاسـي والــثــقــافــي واالجــتــمــاعــي في بلدانهم، والعمل مع الفعاليات السياسية واالجتماعية والـحـقـوقـيـة لتحقيق الـخـصـوصـيـة الـديـنـيـة، ودعوة الجاليات اإلسامية إلى أن تكون في بلدانها مصدر إشـعـاع حـضـاري وعلمي وأنـمـوذجـًا مميزًا فـي حسن التعايش والتسامح، وأن تكون كذلك أنموذجًا في إثراء الدول التي تعيش فيها وإضافة لها يقدرها الجميع. وكانت الندوة التي شارك فيها ممثلون وقيادات ملئات املراكز واملؤسسات اإلسامية في الدول غير اإلسامية قــد شــهــدت نــقــاشــات ركـــزت عـلـى مـطـالـبـات الجاليات املسلمة لتحقيق استقرارها، إذ كرر املشاركون تحذير من ال علم عنده بأحوالهم من التدخل في شؤون الجاليات، كما ثمنوا دور الرابطة فــي نـشـر الــوعــي بــني أفـــراد الجاليات املسلمة، مشيدين بما لديها من تميز فــــي اخـــتـــصـــاص تــوعــيــة الجاليات وطرح شرعي عميق في استيعاب فقه الجاليات، مشيرين في هذا السياق إلى أن لـهـذه الجاليات فقها نوعيا خاصا أدركته الرابطة باستطاعها ووعيها الحكيم، وأن جهلة الحماسة الدينية املجردة وأصحاب األجندة ورطوا بعض أفراد الجالية، خصوصًا في قضايا مثل قضية الحجاب، الفتني النظر إلــى مـا دار فـي وسائل التواصل االجتماعي حول الحجاب ومستوى الجهل بفقه الـجـالـيـات وحـجـم اإلســـاءة للجاليات ومستوى التحريض على وعيها.