في الفضاء.. كيف يصوم املسلمون ؟
«فضيلة الشيخ لدي رحلة استكشافية فضائية إلى أحد املجرات، وأريد أن أستفسر كيف علي أن أصوم وأصلي الفرائض، في مناطق بعيدة عن الشمس». يبدو السؤال عن أحكام الصيام في الفضاء، غريبًا بعض الشيء، إال أن هذا السؤال بالفعل كان واقعًا يوما من األيام، حن ارتحل رائدا فضاء مسلمان في رحات استكشافية خال شهر رمضان. الحالتان تـم التعامل مـع كـل منهما بشكل مختلف؛ األولــى كانت بتاريخ 29 رمـضـان 5041هــــ، حن انطلقت رحلة املكوك الفضائي «ديسكفري»، وعلى متنها األمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربي مسلم، إذ إن األمير صلى صاة الفجر على كوكب األرض قبل الرحلة، ومن ثم انطلق بعدها إلى الفضاء وهو صائم. وبعد استقرار املكوك الفضائي في املدار، قدم رائد الفضاء جون فابيان لألمير سلطان التفاح والتمر، نظر حينها األمير سلطان لساعته وأجابه «ال ياعزيزي، فما زال أمامي ست أو سبع ساعات». إذ إن الفتوى شددت أن عليه متابعة صيامه في الفضاء حسب املنطقة التي أمسك فيها على كوكب األرض، والتي كانت والية فلوريدا. أما الحالة الثانية، فحدثت في رمضان 8241هـــ، مع رائد الفضاء املاليزي املسلم شيخ مظفر شكور، الــذي انطلق للفضاء من قاعدة بايكونور في كازاخستان ليقضي عـشـرة أيــام فـي محطة الفضاء الـدولـيـة، الـافـت أن مجلس الفتوى الوطني في ماليزيا زود شكور بكتيب فتاوى يتضمن إرشــادات تتعلق بـالـصــاة فــي بيئة انــعــدام الــجــاذبــيــة، وكـيـفـيـة تـحـديـد اتــجــاه القبلة، ومواعيد الصاة والصيام في الفضاء. ولم يكن حال شكور كحال األمير سلطان، ألنه قرر أن يفطر، على أن يقضي أيام الصيام في وقت الحق، بيد أنهما اشتركا معا في رؤية شروق وغروب الشمس لنحو 16 مرة يوميًا، إذ يتوالى النهار والليل كل تسعن دقيقة. وحول أحكام الصاة والصوم في الفضاء، استعرض الــدكــتــور عـبـدالـلـه املـسـنـد فــي تــاريــخ 2011/2/24 ثــاثــة خــيــارات: ربــط رائـــد الـفـضـاء املـسـلـم بمكة املـــكـــرمـــة فـــي مـــواقـــيـــت الـــصـــلـــوات واإلمساك واإلفـــطـــار وطـــول الـشـهـر والــلــيــل والنهار، واالرتباط بمواقيت املنطقة التي انطلق منها، عــاوة على االرتـبـاط بتوقيت غـــريـــنـــتـــش املـــعـــتـــمـــد فـــــي محطة الفضاء الـدولـيـة، مستندًا على حــديــث الـــدجـــال الـــــــوارد في صحيح مسلم. مـــــــــا قـــــبـــــل اإلفطار، تـــــــــشـــــــــيـــــــــع الـــــســـــكـــــيـــــنـــــة األجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواء املـــديـــنـــيـــة، بينما يغصاملسجدالنبوي الـــشـــريـــف بالصائمن والــقــارئــن، بانتظار آذان املــــغــــرب، ومـــــن ثــــم اإلفطار، تتأهب الجهات الحكومية في الساحات الخارجية ملواجهة أي طــــارئ، وضــمــان االحــتــفــاظ بصفاء األجواء. وبــعــد اإلفــطــار تـتـحـول الــحــيــاة املدينية إلـــى درامــاتــيــكــيــة، فـتـنـتـشـر األلـــعـــاب بشكل سـريـع داخـــل األحــيــاء، خـاصـة لعبة الفرفيرة بالقرب منها بسطات البليلة والترمس واألكات الرمضانية القديمة مثل اللبنية والعصائر الشعبية وغيرها، بمشاركة جميع األعمار أطفال وشباب وكبار، لتمزج ليالي رمضان عبق املاضي، بجمال الحاضر.