Okaz

UNO

‪bFð r WKJA*« AEAEÍËU{dI « V²‬

-

عــلــى خـلـفـيـة إدراج اســـم يــوســف الــقــرضـ­ـاوي فــي قــائــمــ­ة األفــــرا­د والـكـيـان­ـات اإلرهــابـ­ـيــة الـتـي أعلنتها دول املـقـاطـع­ـة لقطر قرأنا أن وزارة التعليم وجهت إداراتـهـا ومديرياتها بسحب كتبه من املدارس ومرافق التعليم، وأن وزارة الثقافة واإلعالم بصدد اتخاذ إجراء حيال أكثر من 120 كتابا للقرضاوي. هذا شيء جيد وإن أتى متأخرًا، لكن الحقيقة أن إزالـة كتب القرضاوي اﻵن وأشباهه املنتمني إلى فكر اإلخــوان أو املدارس األخــرى التي نبتت في تربته لن يفيد كثيرًا ألن السموم التي احتوتها تلك الكتب قد تشربتها عقول ال حصر لها نقلت أوبئتها إلى أجيال متالحقة لتكون النتيجة منظومة مترابطة بشكل تراتبي، سنًا ومسؤولية ومهام وواجبات لنشر أدبيات هذا الفكر الخبيﺚ. لسنوات طويلة وبأسلوب املاسونية السري تغلغلت اإلخوانية في مفاصل التعليم كأحد أهم القنوات وأخطرها لزرع مبادئ فكرها ونشره بطريقة النفس الطويل والتجهيز املتأني، وعندما كان يشير أحد إلى هذا الخطر فﺈن آلتهم الجبارة الفاعلة سرعان ما تقوم بتصفيته معنويا واجتماعيا وصـوال الى إبعاده من الحياة العملية وإلحاق الضرر به بأساليب ووسائل في غاية اللؤم والخسة والدناءة على طريقة العصابات ومنظمات املافيا، وهناك ضحايا ال حصر لهم لو أتيح لهم الكالم في يوم ما لقالوا ما ال يخطر على بال أحد. إلى وقت قريب جدا كانت كتب حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب وغيرهم من رمـوز اإلخــوان ومنظري فكر العنف والتطرف والتكفير والعمل الحركي تمأ رفــوف املكتبات في كل مكان وليس في مرافق التعليم فقط، وتصطف إلى جوارها مؤلفات تالميذهم املحليني الذين مثلوا طفرة جينية جديدة في الفكر اإلخواني جاءت أشد شراسة وخطرا. هذا الضخ على املدى الطويل نقل السموم من أوراق الكتب إلى تالفيف األدمغة فلم تعد ثمة حاجة للكتب ألنها تحولت إلى كائنات بشرية متحركة في كل قنوات املجتمع، تبﺚ الفكر املسيس الذي يهدف في النهاية إلى السلطة بالتﺂمر والخيانة والعمالة والتحالف مع أعــداء الوطن. إنها ليست حركة دينية أو اجتماعية أو دعوية أو خيرية، بل سياسية بامتياز ال ترى غيرها أحق بحكم الناس، وال تعتقد بشرعية أي حكم قـائـم حتى لـو شهد كـل مـن على األرض أنــه يحكم بكتاب الـلـه وسـنـة رسوله ويقيم شعائر الدين ويحمي حياضه. اﻵن نحن في مرحلة مفصلية حاسمة لم تعد ترتهن إلى األساليب غير املباشرة وإنما املكاشفة واملواجهة والحزم، فباإلضافة إلى إزالة مصادر الفكر الضار بالوطن واملجتمع أصبح في غاية األهمية فرز الكوادر التي تحمل هذا الفكر وكشفها وتحييدها ومحاسبتها فـي مـا اقترفته بحق الـوطـن أو مـا تخطط القترافه مستقبال، وهـذا لن يكون مكلفًا سياسيًا كما يـروج بعضهم إلضفاء القوة عليهم، بل املكلف كثيرا استمرارهم في مشروعهم دون إجهاضه علنًا وسريعًا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia