dOš_« –ö*« AEAEWOMÞu « W Ëb
ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺺ
اتفقت بعﺾ سياسات الدول بني العاملني العربي والــغــربــي اتــفــاقــا ضـمـنـيـا فــي مــســألــة عـــدم قيام أو اسـتـقـامـة األنـظـمـة الـديـمـوقـراطـيـة فــي العالم العربي، ويقصد على وجه الخصوص بعﺾ تلك الدول التي قامت فيها الثورات، فاالتفاق يضمن التحالفات العربية وعــدم استقاللها الكلي من منطلق حاجتها للتضامن الـغـربـي، األمــر الذي يعتبر في املحصلة ضمانا الستقرار املجتمعات العربية الباقية وأنظمة الحكم فيها مـن جانب آخر. تحولت الـدول التي تأثرت بالربيع العربي إلى دول ضـعـيـفـة وفــاشــلــة بـسـبـب الـــحـــروب األهلية واالنــقــســامــات املـذهـبـيـة والـطـائـفـيـة إضــافــة إلى تزايد امليليشيات التي زادت األوضــاع صعوبة، كالحال في سورية والعراق واليمن، كذلك ليبيا، وذلك في أمر مؤداه إعادة تشكيل الشرق األوسط من فوضى وتدمير خالق، ووالدة وجهه الجديد مـن مـخـاض عسير وألـيـم دفـعـت بعﺾ الشعوب العربية فيه الثمن غاليا. إعـــادة الترتيب هــذه شملت كــل مــا يـخـوض في الــعــاطــفــة الـشـعـبـيـة وكـــل مـــا يــبــنــى عــلــى مفهوم الهوية واالنتماء، وجـد البعﺾ أنفسهم فارغني صامتني، مجبرين على التعاطف واالصطفاف غير املعلن، ففي أزمـنـة مضت كــان االنـتـمـاء إلى تيار مـا فضيلة، ثـم أصبح جريمة وفـق معايير وأحكام تتبدل بني حني وآخر. وقد شهدت الدولة الوطنية الكثير من التغيرات املــبــنــيــة عـــلـــى الــتــفــكــك أو مــــحــــاوالت االحــــتــــواء الــســاعــيــة لــتــأســيــس مـــشـــروع تــحــديــثــي يضمن الــثــبــات والـــــتـــــوازن، والـــشـــامـــل فـــي الـــوقـــت نفسه تــغــيــرات تــتــزامــن فـــي جـمـيــع املــيــاديــن الثقافية والسياسية والدينية، ما يحقق التكافل والتكامل واالجــتــمــاعــي وبــالــتــالــي االســـتـــقـــرار واألمـــــن في املجتمع، ومن ثم القدرة على التحكم في النزاعات وخلق مناخ يلتئم فيه الحس الوطني، فالتعدد بني الهويات ال يعبر في أصله عن مشكلة، إنما يتيح الفرص إلثراء املجتمع. وراء كـل ذلــك ستبقى الــدولــة الوطنية هـي املالذ األخير، حني تبنى الهويات واالنتماءات من حب الوطن وإليه، والعمل ألجله والتطلع ملستقبله.