Okaz

°

ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻒ ‪UMšb*« s‬

-

سبق لي قـراءة أخبار وإحصائيات عن ارتفاع نسبة املـدخـنـا­ت مــن الفتيات والــالئــ­ي لــم يــزل بعضهن في مـرحـلـة املــراهــ­قــة وأن هـــذا الــبــالء وصـــل إلـــى طالبات املرحلتني املتوسطة والثانوية الالئي في عمر الزهور الـــنـــد­يـــة، وأن تــدخــيــ­نــهــن قـــد يـــكـــون مـــن وراء ظهور أسرهن، ولكن زوارًا ملالهي أطفال وعائالت في جدة باتوا يتحدثون عن فتيات صغيرات يدخن «املعسل» بـوجـود األســـرة وأمـــام املــأ، حيﺚ تجلس كـل واحدة منهن جلسة اعتداد بالنفس وتمسك بأناملها الرقيقة خرطوم املعسل وتنفﺚ الهواء إلى األعلى وهي تراقب من طرف خفي نظرات من يمر بها من أترابها أو من الشبان أو العوائل، شاعرة بالسعادة ألنها استطاعت لي األعناق نحوها معتبرة ما تفعله تحررا من القيود االجــتــم­ــاعــيــة الـغـلـيـظ­ـة، مــفـســرة تــلــك الــنــظــ­رات بأنها نـظـرات إعـجـاب بجرأتها وقــوة شخصيتها وأنـهـا ال تقيم وزنا ألحد! وما أشار إليه زوار مالهي جدة شاهدته من قبل في ماله ومطاعم مفتوحة تقدم األكالت املنوعة للعوائل، وتستجيب لطلبات من يطلب من أفــراد األســرة ذكرًا كان أم أنثى معسال بالتفاح أو الخوخ أو العنب حتى أصــبــح األمـــر عــاديــًا مــع أن األمــاكــ­ن الـعـامـة فــي املدن املــحــتـ­ـرمــة ال يـسـمـح فـيـهـا بــالــتــ­دخــني أيـــًا كـــان نوعه، بـل إن النساء فـي دول الـغـرب نسبة املـدخـنـا­ت منهن ضـئـيـلـة جـــدًا ألنــهــن يــريــن أن الــتــدخـ­ـني ضـــد تكوين األنثى وجمالها وهي تسعى لضحكة بيضاء فكيف يتحقق له ذلك إذا ما دخنت وعال االصفرار أسنانها حتى تغدو كأنها أنثى الضبع، فكيف بعد ذلك يمكن تفسير تـــورط فـتـيـات مــراهــقـ­ـات وشــابــات ونــســاء في عـادة التدخني التي تعد من أسـوأ العادات وأخطرها على صحة اإلنــســا­ن، مـع العلم أن نــداء «النيكوتني» سوف يصاحب الفتاة مدى عمرها وقد يقضي على فـرصـتـهـا فــي «الـتـبـعـل» إال مـمـن هــو عـلـى شاكلتها، وكـــم مـــن طـــالق وقـــع مـــن امـــــرأة وبــعــلــ­هــا ألنــهــا تصر على التدخني فيما هو يرى أن ذلك دليل على تربية فاسدة وأن ارتباطه بها ورطة السيما إذا ما عجز عن إقناعها بالعدول من آفة التدخني، ثم كيف ستتعامل مثل هــذه «األم الــــرؤوم» مــع أطفالها الـصـغـار إذا ما حكم عليها مزاجها املدخن بحمل طفلها أو طفلتها بـيـد والــســيـ­ـجــارة فــي الــيــد األخــــرى كـمـا يـفـعـل بعﺾ الرجال مع أطفالهم الرضع حتى صمم إعالن توعية عـلـق قـبـل فـتـرة فــي الــشــوار­ع يظهر فـيـه طـفـل يحمله والده بيد ويدخن باليد األخرى ومع الصورة عبارة على لسان الطفل تـقـول: ال تقتلني يـا أبــي!، وبــدل أن ينجح املجتمع ومؤسسات ودعاته في إقناع املدخنني بأخطار التدخني عليهم وعلى من حولهم، لحقت بهم البنات والنساء ومارسنه في أماكن عامة دون أن ينكر أحـد هـذا املنكر، إال أن يكون ذلـك قد حصل بأضعف اإليمان على حد قول داود الشريان .!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia