نحن قطر وقطر نحن !
زرت قطر للمرة األولـى في حياتي بعد أيـام قليلة من قرار سحب الـسـفـراء الخليجيني مــن الــدوحــة عــام ٣١٠٢، كانت إجازة عائلية قصيرة بحجوزات غير مستردة التكلفة، فلم يكن هناك خيار بإلغائها ! توقعت بعض املضايقات أو النفور من تعامل بعض الناس، لــكــن املــعــامــلــة الــتــي تلقيتها وأســـرتـــي كــانــت حـمـيـمـة منذ اللحظة األولى للوصول وحتى اللحظة األخيرة للمغادرة، وخـــال األيــــام الـخـمـسـة الــتــي قضيتها هــنــاك تــعــرض أحد أبــنــائــي لـوعـكـة صـحـيـة فـذهـبـت بــه إلـــى أحـــد املستشفيات الحكومية فعومل وكأنه مواطن قطري دون أي تعقيد ! أدركــت يومها أن ما يجمع بني شعوب الخليج من صات القربى واألخــوة ال يمكن أن تؤثر فيه الخافات السياسية أو املنافسات الرياضية أو املشاحنات اإلعامية، فالشعوب تبقى مخلصة للروابط الحميمة التي جسرتها مشتركات األنــســاب والــعــادات والـتـقـالـيـد، ناهيك عــن وحـــدة األهداف والتحديات ! لذلك عندما يتمرد بعض أصحاب القرار على هذه املشتركات ويسبح ضد تيار املصير الواحد ويضرب في أسس تكامل املصالح ووحدة املصير فإن املشهد يصبح مربكا ومحزنا! قطر ليست إال جـــزءا مــن الخليج وال تملك إال أن تكون جــزءا منه، فقطر نحن، ونحن قطر، والسياسات الشاذة ليست إال رياحا عابرة بينما يبقى إنسان قطر الخليجي املؤمن بانتمائه للنسيج الخليجي هو السارية الثابتة في أرض قطر !