..وسقط «مشروع الشر»
أضــــحــــت حـــكـــومـــة قـــطـــر عـــــاجـــــزة عـــــن الفعل، ومـتـراخـيـة حتى فــي إبـــداء ردود أفعالها على التطورات التي تتسارع بشأن عزلتها املتزايدة، إثر قرار السعودية واإلمارات ودول أخرى قطع العالقات معها في 5 يونيو الجاري. فبعد نحو 9 أيــام مـن املقاطعة بـــــــدا أن قـــطـــر قــــــــــادرة فقط عـلـى الـتـحـرك فــي محيط تــحــالــفــاتــهــا اإلقليمية املــريــبــة، عــاجــزة تمامًا عــن اخــتــراق محيطها الخليجي ودول الغرب الــتــي لـــم تــخــف قلقها مــــن الــــســــلــــوك القطري الـــــــذي حـــمـــل السعودية وحــلــفــاءهــا عــلــى مقاطعة الدوحة. فقد زارهـا أمس وزير الخارجية التركي مـولـود جاويش أوغـــلـــو، حـيـث الـتـقـى أمــيــرهــا الـشـيـخ تـمـيـم بن حـمـد آل ثــانــي الــــذي الــتــزم صـمـتـًا مـطـبـقـًا منذ اندالع األزمة. وإزاء «التبلد» الحكومي القطري والتواري من مواجهة الوقائع، لم يعد الشارع الــخــلــيــجــي يــمــلــك ســــوى الـــتـــوجـــه إلــــى الشعب الــقــطــري بـــأن يــقــول كلمته مــع الــحــق، وحقوق األخـــوة والــجــيــرة، ومــوجــبــات املـصـيـر الواحد، والعيش املشترك، رافضًا سياسات الشر املنحازة إليــران واإلخـــوان وجـمـاعـات العنف والتطرف. وفيما رفض سفير اإلمارات في واشنطن يوسف العتيبة أمس األول وجود أي «جانب عسكري» ملــقــاطــعــة قــطــر املــتــهــمــة بـــدعـــم اإلرهـــــاب وتـــمـــويـــلـــه، ولـــــم يــســتــبــعــد مزيدًا مــــن الـــضـــغـــوط االقتصادية عـلـيـهـا؛ كــشــف أن اإلمـــــارات والـــســـعـــوديـــة والبحرين ومصر تعكف على إعداد «قــائــمــة مــطــالــب» لقطر، قــال إنــه سيتم تسليمها للواليات املتحدة «قريبًا جــدًا». وفـي األثـنـاء، أبدت واشـــنـــطـــن تــــفــــاؤال بإمكان تـــســـويـــة األزمــــــــة الخليجية. وقــــالــــت املــتــحــدثــة بـــاســـم وزارة الخارجية األمريكية هيذر ناور أمس إن ثـمـة تـقـدمـًا، وإن «األســــوأ أضــحــى وراءنــــا». وخــســرت قــطــر أمـــس مــوطــئ قــدمــهــا العسكري الـــوحـــيـــد فـــي أفــريــقــيــا، بـــإعـــالن إرتـــيـــريـــا قطع العالقات معها. وبعد قرار مماثل من جيبوتي األســبــوع املــاضــي، اضــطــرت قـطـر أمــس لسحب 450 جنديًا قطريًا نشرتهم لحفظ السالم على الحدود بن إرتيريا وجيبوتي.