الكونغرس يهزم مناوئي السعودية بتمرير صفقة «نصف املليار»
هــــزم الـــكـــونـــغـــرس األمـــريـــكـــي (الــــثــــالثــــاء) مــســعــى مشرعن ديموقراطين وجمهورين لعرقلة صفقة أسلحة أمريكية لـلـسـعـوديـة تبلغ قيمتها نـحـو 500 مـلـيـون دوالر، توصل إليها الرئيس دونالد ترمب خالل زيارته التاريخية األخيرة للسعودية. وتم تمريرها بغالبية 53 صوتًا ضد 47 مناوئًا يتزعمهم السناتوران راند بول (جمهوري)، وكريس ميرفي (ديـمـوقـراطـي). وكــان الـسـنـاتـوران ـ نفساهما ـ منيا بخيبة أمـل مماثلة العام املاضي حن سعيا لعرقلة صفقة أسلحة للسعودية أقرها الرئيس السابق باراك أوباما. وقال رئيس لجنة العالقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب كروكر قبل التصويت: «ال توجد أي معلومات استخبارية سرية تثبت أن السعودين قصفوا عمدًا مدنين في اليمن، بل الحقيقة أن االستخبارات الواردة من هناك تؤكد أن ذلك لم يحدث مطلقًا». وشـــدد املــشــرعــون الـجـمـهـوريـون عـلـى أن الـسـعـوديـة حليف إقليمي ملتزم. وقــال السناتور ليندسي غــراهــام: «إذا كنت جـادًا في الوقوف بوجه إيـران فعليك أن تساند السعودية». وكانت وزارة الدفاع األمريكية أعلنت في أغسطس، أن وزارة الخارجية وافقت على البيع ألكثر من 130 دبابة أبرامز و02 عربة مدرعة للمملكة. وأوضــحــت الــــوزارة أن هــذه الصفقات تشمل بيع كمية من املـــعـــدات الــعــســكــريــة، وضـــمـــان بــعــض الـــخـــدمـــات الدفاعية للرياض. وأشارت مصادر وزارة الدفاع أن إبرام هذه الصفقات يعزز قدرات السعودية على ضمان أمنها، ومواصلة اإلسهام في العمليات ضد اإلرهاب في املنطقة بأسرها. وتضم قائمة األســلــحــة الــتــي سـيـجـري بـيـعـهـا لـلـسـعـوديـة مـنـظـومـات من طرازي ثاد وباترويوت، والتي ستساعد السعودية في الدفاع عن نفسها واملنطقة من الهجمات الصاروخية والجوية. وإضافة إلى هذه املنظومات، ستتحصل السعودية على قطع من املناطيد والدبابات واملدفعية والرادارات املضادة لقذائف الهاون وعربات املشاة املصفحة واملروحيات؛ لضمان أمنها البري، والتصدي لإلرهاب. بينما يشمل قطاع األمن البحري والــســاحــلــي فـــي إطــــار الــصــفــقــات املــبــرمــة عـــــددا مـــن السفن واملـروحـيـات وزوارق الــدوريــة واألسـلـحـة املتخصصة لهذه املــعــدات. وأشـــارت مـصـادر فـي البيت األبـيـض أن السعودية صـديـق مهم وشــريــك لـلـواليـات املـتـحـدة، موضحة أن إدارة ترمب ستلتزم باالتفاقات التي تم التوقيع عليها في إطار التعهدات امللزمة لواشنطن. وكانت شركة لوكهيد مارتن قد أوضحت الشهر املاضي أنها وقعت صفقة بقيمة 28 مليار دوالر مــع الـسـعـوديـة لتوفير مجموعة واســعــة مــن املعدات العسكرية وهي منشأة لتجميع نحو 150 مروحية من طراز بالك هوك. والصفقة جزء من ما يقدر بنحو 110 مليار دوالر من االتفاقات التي وقعها الرئيس ترمب في السعودية والتي ستوفر عشرات اآلالف من فرص العمل للسعودين. وتسعى السعودية إلى «إعادة هيكلة العديد من الصفقات العسكرية الـتـي تبرمها السعودية مـع جـهـات خـارجـيـة، بحيث تكون مرتبطة بصناعة سعودية». وأشار األمير محمد بن سلمان في تصريحات سابقة إلى إقدام اململكة على إجراء عقودها بـطـريـقـة مــا يـسـمـى بـعـقـود «أوفــســيــت» Offset agreement أو العمليات املتقابلة، الـتـي تجبر املــزوديــن األجــانــب على االستثمار فـي املـشـاريـع الصناعية املحلية. وكــان صندوق االســتــثــمــارات الــعــامــة قــد أعــلــن عــن إنــشــاء شــركــة صناعات عــســكــريــة وطــنــيــة جـــديـــدة تــحــمــل اســــم الــشــركــة السعودية للصناعات العسكرية. وتمثل الشركة الجديدة مكونا مهما مــن مـكـونـات رؤيـــة اململكة ،2030 ونـقـطـة تـحـول فــارقــة في نـمـو قــطــاع الــصــنــاعــات الـعـسـكـريـة الــســعــودي، إذ ستصبح منصة مستدامة لتقديم املنتجات والخدمات العسكرية التي تستوفي أرفع املعايير العاملية. ويتمثل الهدف اإلستراتيجي للشركة فـي الـوصـول إلــى مصاف أكبر 25 شركة صناعات عسكرية عاملية مع حلول عام ،2030 بما يجعل السعودية شريكا قـويـا فـي قـطـاع الصناعات العسكرية على الساحة العاملية.