عقدان على نكبة الغفران
محمد األكلبي (جدة) ،@AWSQ5 عبدالعزيز الربيعي (مكة @florest66)ةمركملا
يبدو أن السياسة القطرية الداعمة لإلرهاب لم تتوقف عند إيــذاء أشقائها فقط، بل امتدت حتى آذت نفسها وأبناء ها، فدونت اسمها على صفحات التاريخ األسود بحبر أفـعـال قادتها، أطـفـال ونـسـاء ومسنون ولدوا قطرين، فكبروا مهجرين، تاقفهم لهيب الشمس الحارق على جنبات الحدود القطرية، بل وأمرتهم باالبتعاد 50 مترا عن حدودها ليلتحفوا السماء، ويفترشوا األرض، ممنوعن من الدخول لوطنهم، محرومن مـن أبـسـط حقوقهم فـي الـحـيـاة، بعد أن ســحــبــت الــســلــطــات الــقــطــريــة جنسياتهم، وأجبرتهم على البقاء دون هويات تجيز لهم العاج والتنقل. معاناة الغفران من قبيلة آل مرة القطرية بعد سحب الجنسيات من آالف األســــر الــقــطــريــة اســتــخــدمــت ضــدهــم أقسى أنـــواع االضـطـهـاد والتمييز. وبـــرزت فـي مـعـانـاة الغفران عدد من الحاالت اإلنسانية واملرضية على منافذ قطر غير قادرة على الدخول من أجل العاج لتظهر عدد من الصور واألطفال والنساء يفترشون الطرقات ويطالبون املنظمات الدولية والحقوقية بالوقوف بجانبهم. وقـــال صـالـح املـــري فــي حـديـثـه لـــ«عــكــاظ»: قـطـر تجاهلت الغفران ومنحت الجنسية ملرتزقة من عدة جنسيات عربية وغير عربية رغم وجودنا طوال السنوات املاضية، وكذلك أجـدادنـا من أبناء قطر ترعرعوا بها، وفـي نهاية املطاف تــســحــب مــنــا ونـــطـــرد فـــي الـــصـــحـــاري مــعــرضــن حياتنا وأسرنا للخطر. وأشار املري إلى أن عددا من األسر القطرية املهجرة يقبع خلف بوابات املنافذ القطرية ممنوعن من الدخول منذ ثاثة أيام، أكثرهم أطفال ونساء يعانون من األمــــراض، مطالبن الـتـدخـل فــي مـعـانـاتـهـم. ومــن جهته، يتحدث أحــد املهجرين القطرين محمد املــري لـ«عكاظ» أن السياسة التي تنتهجها حكومة قطر من نبذ أبنائها وســحــب جنسياتهم دون سـبـب مـقـنـع وبـتـهـم واهــيــة هم أبرياء منها كبراءة الذئب من دم يوسف، وفي املقابل كلما قبض على أحد بتهمة اإلرهاب أتوا به ومنحوه الجنسية الــقــطــريــة. وأضـــــاف أقـــاربـــي فــي الـــحـــدود اآلن يحاولون الــعــودة إلــى قـطـر فمنعتهم الـسـلـطـات الـقـطـريـة وأمرتهم باالبتعاد عـن الـحـد القطري مسافة ال تقل عـن 50 مترًا، فـلـم تـكـن الـسـيـاسـة الـقـطـريـة بـمـنـأى عــن الحطيئة عندما هجا الناس جميعا ثم هجا نفسه ووالديه، بل تجاوزته لتصادق على األقوال باألفعال لتنطبق عليها أبياته «أبت شفتاي اليوم إال تكلمًا.. بهجو فما أدري ملن أنـا قائله»، لـيـردد بعد أن رأى وجهه فـي املــاء، «أرى الـيـوم لـي وجهًا فلله خلقه.. فقبح من وجه وقبح حامله».