سقوط «راية» الدوحة

ليست مستغربة وال مفاجئة تلك اإلساء ة البالغة التي اقترفتها صحيفة الراية القطرية عندما صدرت يوم أمس بعنوان عريض، فاجر أخالقيا وساقط مهنيا، يتصدر مقاال مطوال ملدير تحريرها. وليس مستغربا أيضا أن تحاول الصحيفة تدارك فضيحتها بشكل مكشوف بتغيير ذلك العنوان الذي استهجنه كل من قـرأه، حتى الذين ال عالقة لهم باململكة وقطر. العنوان السيئ املسيء ليس إال نتاج العقليات والنفوس املريضة املمتلئة بالحقد، ومحاولة التراجع عنه صفة أصيلة من صفات املنافقني املتلونني. أوليست هذه سياسة النظام الحاكم في قطر؟. حقد واحتقان وكراهية للمملكة، وتلون ونفاق في التعامل معها. فما الجديد إذًا؟. عندما تصف صحيفة الراية هيئة كبار العلماء السعودية بهيئة كبار املنافقني ألنها قالت إن اإلجــراءات املتخذة ضد سياسة قطر فيها خير للقطريني فإن الصحيفة تكون أشد املنافقني والخائنني لشعب قطر، ألن ما قالته هيئة كبار العلماء صحيح تماما، فعندما يدرك النظام الحاكم سـوءاتـه تجاه الشعب القطري وتجاه الــدول الشقيقة لقطر، والكوارث املاحقة التي ارتكبها، لعله يتراجع عن تهوره باملضي في مزالق الشر، ويعود إلى جادة الحق، ألن بعض العقليات ال ترعوي وال تعي فداحة ما ارتكبته إال بمعاناة بعض األلم. كما أن الشعب القطري املغلوب على أمره بسياسة سلطته الحاكمة وأعوانها من املرتزقة الذين ال تهمهم قطر وال شعبها، عندما يبدأ الشعور بمعاناة املقاطعة ربما يضع حدًا بشكل أو بآخر ملمارسات سلطة تورطه في مشاكل ومتاهات وتستنزف خيراته لصالح جيوب املخربني والقتلة والخونة وحثالة البشر. هيئة كبار العلماء يا صحيفة الراية تريد الخير لشعب قطر ألن فيها علماء أخيارا، أما تجار الدين الذين أشرتم إليهم فال يمثلون الهيئة وال عالقة لهم بها من قريب أو بعيد. إنهم بعض مرتزقتكم الذين اشتريتم ذممهم وافتضح أمرهم ولن يرحمهم تأريخ الوطن.