Okaz

األسر املنتجة.. ركيزة لتطوير الضمان االجتماعي

3 1000 250 27 38

- طالل محمد الناشري - باحث اجتماعي

يـهـدف الـضـمـان االجـتـمـا­عـي إلــى تعزيز رفـاهـيـة اإلنــســا­ن مـن خالل اتخاذ تدابير مساعدة تضمن الحصول على ما يكفيه من املوارد الـغـذائـي­ـة واملــــأو­ى وتـحـسـني الـصـحـة والــســكـ­ـن، وهــو يشمل الفئات الضعيفة مثل األطفال، واأليتام، واملسنني، واملرضى، والعاطلني عن العمل، واملطلقات، واألرامل.. الخ. ويـعـتـبـر الــضــمــ­ان االجـتـمـا­عـي ضـمـن املــــواد املــنــصـ­ـوص عليها في اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان، الذي ينص على «كل شخص عضو فــي املجتمع ومـحـتـاج لــه الـحـق فــي الـضـمـان االجـتـمـا­عـي»، وصدر املــرســو­م امللكي فــي عــام 1382 الـــذي يـهـدف لـرعـايـة الــدولــة الفئات املحتاجة في املجتمع بشكل منظم وميزانية سنوية تستقطع من ميزانية الدولة. ولو نظرنا للزيادة في امليزانية السنوية للضمان االجتماعي خالل األعــوام العشرة السابقة لوجدنا أنها تتضاعف بشكل كبير، ففي عام 1426 كانت ميزانية الضمان االجتماعي نحو ثالثة مليارات ريـــال، وبلغت فـي عــام 1437 نحو 27 مليار ريـــال، وبلغ عــدد املستفيدين مــن الـضـمـان 38 ألــف أســـرة، ويصرف ألــف ريــال للكبار شـهـريـا، 250و ريــاال لـأطـفـال، وهذا املبلغ ال يكفي توفير احتياجات أفراد األسرة ملدة شهر، خصوصا إذا شملها إيجار املسكن والكهرباء واملاء واملواد الغذائية. وال تزال مشكلة تزايد أعداد مستفيدي الضمان مــتــفــا­قــمــة، يــصــاحــ­بــهــا ضـــعـــف املساعدات املقدمة، ولحل هذه املشكلة والتقليل من أعداد مستفيدي الضمان والرفع من قيمة املساعدة لتكفي مصاريف األسر املحتاجة يجب تأهيل مستفيدي الضمان واعتمادهم على أنفسهم، بإنشاء إدارة عامة خاصة بتأهيل املستفيدين، تكون لها فروع في جميع مـكـاتـب الـضـمـان فــي جميع مــدن اململكة تحصر أفـــراد أسر الضمان وتحديد الذين باإلمكان تأهيلهم وتدريبهم ليكونوا أسرا منتجة، ويخضعون لبرامج تدريبية مجانية منتهية بالتوظيف، والتنسيق مع مراكز التدريب التي وفرتها حكومة خـادم الحرمني الـشـريـفـ­ني لـلـمـواطـ­نـني، وتسجيلهم فـيـهـا مــجــانــ­ا، وتــوفــيـ­ـر وسائل املواصالت، ومكافآت للمتدربني، وأيضا دعم مشاريع أسر الضمان من خـالل صناديق الدعم الحكومية، وأن يكون التدريب في شتى املجاالت املهنية التي يحتاجها املجتمع، وتناسب قدرات وإمكانية أفراد أسر الضمان، بحيث تكون هناك برامج تدريبية للشباب وأخرى للبنات، وأيضا برامج تدريبية لكبار السن، لتحويلهم إلى منتجني يفيدون املجتمع، ويعتمدون على أنفسهم في كسب الرزق، بدال من انتظار مخصصات الضمان الهزيلة، ويكون ذلك باملتابعة الجادة للبرامج املعدة لهم من مرحلة التدريب إلى مرحلة التأهيل والتوظيف، وبهذه الخطوة نستطيع تقليل أعداد املستفيدين من الضمان وتحويلهم إلى منتجني يفيدون أنفسهم ومجتمعهم، وأيضا رفع مكافأة الضمان للفئات

غير القادرة على العمل.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia