…dOš_« UOM _«
بروني وير ممرضة أسترالية أمضت سنوات طويلة تعمل في مركز للمسنني في جنوب ويلز في أستراليا، وخاصة املرضى في آخر 2١ أسبوعا من حياتهم. ولهذا طبيعة عملها جعلتها تتعامل مع املحتضرين في أيامهم األخيرة. وقد دأبت بروني على طرح هذا السؤال على جميع مرضاها: «ما أكثر ما ندمت عليه في حياتك» ؟ والحظت أن اإلجابات من جميع املرضى كانت متقاربة. ولهذا قامت بروني بتسجيل ماحظاتها في كتاب بعنوان «أهم خمسة أشياء يندم عليها الفرد عند املوت» ،)The Top Five Regrets of the Dying: by Bronnie Ware( ولــم تكن تعلم أن كتابها ســوف تتم ترجمته إلــى ٧2 لغة «مــن حسن الحظ هناك ترجمة عربية للكتاب». وهــو كما يتضح مـن عـنـوان الكتاب يذكر األمنيات الخمس التي يتمناها الذين يحتضرون ويكابدون مرض املوت؛ لو عاد بهم الزمن ليفعلوها. وهنا الخمسة األشياء التي ندم عليها املرضى ولم يفعلوها قبل موتهم، ونبدأ من املهم إلى األهم: الندم الخامس: يندم اإلنسان كثيرا على عدم السماح لنفسه بأن يكون سعيدا، ألنه ال يدرك حتى النهاية أن «السعادة اختيار». الندم الرابع: عدم التشبث باألصدقاء القدامى والسماح بمشاغل الحياة بأن تجرفه بعيدا عنهم. الـنـدم الـثـالـث: يتمنى اإلنــســان على فــراش املــوت لـو كــان يمتلك الشجاعة الكافية للتعبير عن مشاعره تجاه اآلخرين. ربما نلجأ إلى كتمان مشاعرنا وعدم البوح بها خوفًا منا على خسارة صديق ما، أو رغبة منا في التعايﺶ السلمي مع اآلخرين دون حدوث مشكات. الندم الثاني: أتمنى لو لم أعمل طوال الوقت. من أهم ما ندم عليه املشرفون على املوت، هو اتجاههم للعمل املفرط، رغبة منهم فى ضمان مستقبلهم ومستقبل عائلتهم، دون أن يشعروا بقيمة الحياة واالستمتاع باألوقات واملناسبات العائلية. الندم األول: تمنيت لو أنني اخترت أن أكون سعيدًا. لم يدرك هؤالء املرضى حتى نهاية املطاف أن السعادة هي خيار. أدركوا أن خوفهم مما قد يقوله اآلخـرون ومن إحـداث تغيير حقيقي في حياتهم منعهم من الشعور بالسعادة طوال هذا الوقت. لهذا املحصلة النهائية التي توصلت لها الكاتبة بعد عملها مع هذه الفئة من البشر حيث عبر الكثيرون عن خسارتهم في عدم تحقيق أحامهم أو حتى نصفها، كل ذلك بسبب أن حياتهم كانت تتمركز بشكل أو بآخر إلرضاء الغير متناسني أنفسهم ! وأخــيــرا تخيل هــذه انـطـبـاعـات أشــخــاص غـربـيـني، فـيـا تــرى مـــاذا عــن انطباعاتنا كشرقيني !
كثيرون يدركون في الكبر أن السعادة ليست حظًا بل هي اختيار، ومـع األسف يكون هذا االكتشاف متأخرا جدا جدا.