Okaz

‪° WO dðË WOÝ—U‬ ‰U ‪— s‬ —uB AEAEÊU²ÝdD

-

غريب أن ال يكون لهذه العاصمة الخليجية نصيب من اسمها، فكل املقومات توفرت لها لتكون أيقونة الخليج بل قبلة الحياة والفن لو أرادت، إال أنها اختارت االنحياز للموت والتطرف واإلرهـاب، تبنت املراوغة والخيانة، ولعبت بأسوأ ما في السياسة، احتضنت الشقيق ثم استلت السكني على رقبته، ظنت أنها األذكـى واألدهــى، فإذا بها حمالة الحطب، لفت حول رقبتها حبا جدلته لغيرها. إنه الغرور السياسي وفداحة األخطاء املتراكمة، واالستسام لفكرة «سريالية» لن تتحقق: إن الدوحة يمكن أن تكون درعية هذا الزمان وحاكمة الجزيرة العربية، بديا عن حكم آل سعود، ليتهم فهموا أن ما تحقق في انقاب الدوحة العام ٦٩ لن يتحقق في تآمر آخر مهما بـذلـوا واحتموا وحـشـدوا مـن حـرس إيــران الـثـوري إلـى مشاة الجندرمة التركي. كان من املمكن أن تكون «الـدوحـة» هي إرم ذات العماد هذا الزمان، لـو تفرغت سلطتها الحاكمة لبناء بلدها ومستقبل شعبها، بدال مـن حياكة املــؤامــ­رات، والـتـدخـل فـي شــؤون اآلخــريــ­ن، وبــذل الغالي والنفيس على مقاولي االرتزاق وخونة األوطان من تورا بورا شرقا، إلــى مـراكـز أبـحـاث وحـقـوق غربية بـاالسـم فقط، قطرية املــال والسم والخبث. كـيـف ال، وتــعــداد شـعـب قـطـر الحقيقي ال يـزيـد عــن 5٧ ألــف قطري نصفهم من العائلة الحاكمة، والنصف اآلخر عائات وقبائل كريمة، إضافة إلى عشرات اآلالف من العمالة واملوظفني األجانب، ولذلك هي ال تحتاج مليزانية ضخمة، فقط جزء يسير من أموالها الهائلة يمكن أن تصرفه على هذا العدد املحدود، والباقي سيحول «دوحتهم» إلى واحة باذخة ال مثيل لها. تحظى هـذه اإلمــارة الصغيرة بترليونات الـــدوالر­ات تتدفق عليها وهي نائمة على شواطﺊ الخليج العربي، الذي خاصمته وخانته، واستبدلته بالرق «لـدول التخوم األعجمية»، فاستهواها الفارسي وارتــمــت فــي أحــضــان الــتــركـ­ـي، أمــــوال طـائـلـة ال تــبــذل أي جـهـد في تحصيلها، ومــع ذلــك تحولت إلــى عاصمة مـنـبـوذة، متطرفون في شــوارعــه­ــا، إرهــابــي­ــون ســابــقــ­ون وإرهــابــ­يــون الحــقــون يـعـمـلـون مع تنظيمات مجرمة على األرض فـي سـوريـة واليمن وليبيا، شيوخ تكفير يتجولون في ميادينها ومطاعمها ومقاهيها، وفي مزارعها وقواعدها يقيم املطاردون من كل بقاع األرض. ما الذي يمنع من أن تكون «الدوحة» هونج كونج أو سنغافورة، أو لنقل عاصمة عربية للفنون واملكتبات واملتاحف والعلوم، وأجمل شواطﺊ العالم وأزهى مدنها وأكثرها صخبا وحياة، ملاذا اختارت أن يصعد على أكتافها إرهابيو النصرة، وهمج الـقـاعـدة، وفجار داعﺶ، وأن يرتزق من ورائها املشردون الحاقدون من بقايا القومجية املــعــزو­لــني عــن الــواقــع، وإعــامــي­ــو عــرب الـشـمـال املمتلئون ضغينة وحسدا، بني تلفزيوني الجزيرة والعربي الجديد، وصحيفتي القدس العربي والخليج الجديد، وبينهم مئات من املواقع اإلخبارية. يا لهذا الغرور السياسي الــذي أوقــع بلدا من أغنى بـاد الدنيا في براثن املتطرفني، وحول قادته ملجرد إمعات يجولون الدنيا للدفاع عن أجندات وخايا اإلرهاب، بعدما ورطهم شيخ الفتنة القرضاوي وعضو الكنيست اإلسرائيلي عزمي بشارة. كيف يعقل أن تساهم قطر في قتل وتشريد أكثر من 50 مليون عربي، با سبب، وبا اكتراث، وبا ضمير، غير طموح سياسي مبني على إستراتيجيا­ت «متصهينة» بناها عزمي بشارة، أوهاما من رمال ال تقيم مجدا وال تصد ريحا. كــان مــن املمكن أن تـكـون قطر مـونـاكـو الــشــرق ونسختها العربية، إمارة صغيرة على شواطﺊ الخليج، لو عرفت حجمها كما موناكو وقررت أن تكون فقط أرضا للحياة والفرح، فبنت مدينتها الوحيدة كأجمل ما تكون، وقررت بخيارها أن ال تنخرط في السياسة وال في الصراعات، ملاذا لم يكن هذا خيار قطر، سؤال يردده كل العقاء، ملاذا لم تستطع هذه اإلمارة الصغيرة أن تكون مدينة لإلنسان.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia