gŠu « l¹u&

قــد تــكــون عــبــارة (تـجـويـع الــوحــﺶ) الــتــي أطلقها الـرئـيـس األمريكي ترمب ويقصد بها تجفيف منابع تمويل اإلرهــاب، أدق عبارة تصف اإلســتــراتــيــجــيــة الــجــديــدة ملـكـافـحـة اإلرهـــــاب الــتــي تــبــلــورت بــعــد قمم الرياض، ألنه ال يتصور النجاح في معركة محاربة اإلرهـاب عسكريا دون الوقوف بصرامة ضد تمويل ذلك الوحﺶ، وستكون املعركة نوعا من العبث ال نهاية لها إذا ما أدركنا أن معظم املشاركني في املجموعات اإلرهابية القتالية هم جيﺶ من املرتزقة تم تجنيدهم من خال األموال الـتـي تتدفق عليهم مــن ممولي تلك الـجـمـاعـات، وهـــذا يفسر املوقف الحاسم من قبل الدول العربية والواليات املتحدة األمريكية ضد النظام القطري، وهو األمر الذي ال تريد الدوحة أن تدركه أو تفهمه، إذ ال زالت تتجاهل كــل الــدعــوات الــدولــيــة للتوقف عــن دعــم وتـمـويـل املنظمات والشخصيات اإلرهابية التي تعبث بأمن واستقرار الـدول في العالم، وال يمكن تفسير املوقف القطري املعاند لــإلرادة الدولية إال من خال فهم الهدف األساسي لدعم وتمويل الجماعات اإلرهابية من قبل دولة قطر، وهـو استخدام الجماعات اإلرهابية لتحقيق مكاسب سياسية تتمثل في تواجدها كاعب أساسي في العالم وتأثيرها على صناعة القرار في الدول التي تشهد اضطرابات أمنية جراء العمليات اإلرهابية، وتخليها عن ذلك الدور سيؤدي إلى إبعادها وتهميشها بالكامل ألنه سيسحب منها املخالب التي تنهﺶ بها األنظمة السياسية وسيعيدها إلى حجمها الطبيعي، وهو ما ال تريده الدوحة، لذا نراها تقاتل وبقوة ضد قرار املقاطعة ألنها تعلم جيدا أن الرضوخ للمطالب العربية هو بمثابة نهاية الحلم الذي أسست عليه عقيدتها السياسية منذ االنقاب عام 95 وسينقلها من امللعب إلى املدرج. تجفيف منابع تمويل اإلرهاب يفوق من حيث األهمية مواجهته أمنيا وعسكريا ألنه من غير املعقول تظل تحاربه وصنابير التمويل مفتوحة، لذا فإن أولى الخطوات في محاربة اإلرهاب هي (تجويع الوحﺶ)، ألن املرتزقة متى ما أحسوا بالجوع وانقطاع املدد املالي واملادي واملعنوي سـيـلـقـون أسلحتهم ويــتــركــون أرض املــعــركــة، ومـــن هـنـا تــأتــي أهمية خطوة مقاطعة قطر والضغط عليها لتغيير سياساتها العدائية نحو جيرانها، وأتمنى أن تدرك الدوحة ذلك قبل فوات األوان.