اجلدد؟
كـل بـلـدان العالم املتطورة تحرص على العمل اإلحصائي املـتـمـكـن، بـمـا فيها دول الخليج الــعــربــي، إذ حـرصـت دول الـعـالـم على تنفيذ الـتـعـداد الـعـام للسكان واملـسـاكـن ضمن اإلطـــار الـزمـنـي املعتمد دولــيــا، والـــذي يقتضي أن ال تزيد املــــدة الــزمــنــيــة بــني أي تــعــداديــن لــلــســكــان عــلــى 10 أعــــوام، ويشكل هذا التعداد ألي دولة أحد أهم مصادر اإلحصاءات الــســكــانــيــة، الـــتـــي يــمــكــن مـــن خــالــهــا مــعــرفــة الخصائص الديموغرافية واالجتماعية واالقتصادية للسكان من خال قــيــاس تــطــورات اقـتـصـاديـة واجـتـمـاعـيـة ورصـــد البيانات والـتـقـديـرات واملــؤشــرات واملـعـلـومـات اإلحصائية الرسمية وانتظامها، باستثناء دول فقيرة في القارة األفريقية التي وبعض اإليرانيني الذين فتح لهم معاهد للغة العربية بشكل سري وخوفا من أهالي وشعب قطر األصليني الذين يرفضون التعامل مع املجنسني الجدد. وكــانــت أولـــى نـتـائـج هــذا االنــقــاب نــزع الجنسية مــن قبيلة قطرية أصلية وهي قبيلة «فخذة الغفران» من «آل مرة» التي تستوطن قطر تاريخيا قبل االعتراف بقطر كدولة ذات سيادة، إذ تم نزع جنسيات أكثر من 5298 فردا وفصلهم من أعمالهم ومطالبتهم بتسليم املساكن التي يقيمون فيها كمواطنني وحـرمـانـهـم مــن جميع امــتــيــازات املـواطـنـة مــن عــاج وتعليم وكهرباء وماء وأعمال تجارية، ومطالبتهم عن طريق الجهات األمنية املختلفة بتصحيح أوضاعهم كمواطنني غير قطريني وتهجير البعض اآلخر. ففي شهر يناير من عام 2017 كشفت وزارة التخطيط التنموي واإلحـــصـــاء فــي دولــــة قــطــر أن الــتــعــداد 2.576.181 نسمة، ورفضت نفس الــوزارة الكشف عن سكان قطر األصليني، في إشارة لتجاوز املجنسني على القبائل واألسر العربية العريقة الــتــي تـعـيـش فــي قــطــر، فـــاألرقـــام تـفـضـح ســيــاســة التجنيس القطرية التي تدعي صعوبة التجنيس، فمن غير املعقول أن تتجاوز أعداد املجنسني السكان األصليني. كان أول تقرير صدر عن عدد سكان قطر كتبه جون غوردون لوريمر من وزارة الخارجية البريطانية في العام ،1904 بأن مجموع السكان في اإلمارة الخليجية الصغيرة بلغ نحو 27 ألـف نسمة فقط، وبعد الحرب العاملية الثانية انخفض عدد السكان في قطر إلـى نحو 16 ألـف نسمة بعد هجرة القبائل نحو الـسـعـوديـة، ومــع بـدايـة تصدير النفط فـي الـعـام 1949 وصل عدد السكان إلى 30 ألف نسمة.