سياميان ال ينفصالن.. استقالل وحوكمة اجلامعات
طاملا نادى العديد من األكاديميني واملهتمني بالتعليم العالي إلى استقال الجامعات ومنحها مساحة أكـبـر مـن الـحـريـة، أوشــك هــذا الحلم أن يحلق في فضاء التعليم العالي ليكون واقعا ملموسا، وذلـك بعد أن كشف وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى عن الهيكلة الجديدة لــوزارة التعليم التي تمنح استقالية للجامعات كمؤسسات تعليمية قادرة على إدارة شؤونها ومــواردهــا وذلــك ضمن جهود وزارة التعليم لتطوير التعليم العالي بما يواكب الحراك اإلقليمي والعاملي في هـذا املجال، وباعتبار أيضا التعليم العالي شريكا في تحقيق رؤية اململكة .م2030 واســتــقــال الــجــامــعــات تــوجــه عــاملــي اتــفــقــت عـلـيـه مـعـظـم الــــدول ومـــن هذه التوجهات إعــان ليما املشهور الـصـادر عـام م1988 وأيضا على الصعيد الــعــربــي إعـــان عــمــان ،م2004 إذ دعـــت جميعها إلـــى الــحــريــة األكاديمية واستقال مؤسسات التعليم العالي. ولــذا كـان حريا بجامعاتنا أن تلحق بركب الجامعات العاملية الرائدة، وال سيما في ظل التنامي املستمر في أعداد الجامعات في السعودية الــذي نتج عنه تكرار في التخصصات والبرامج وأيـضـا الـروتـني والبيروقراطية فـي العمل اإلداري للجامعات، ال يختلف اثنان على أهمية استقال الجامعات في مثل ذلك، إال أن استقال الجامعات لوحده ال يضمن املمارسة األكاديمية واإلدارية الحسنة. فابد أن يصحبها حوكمة رشــيــدة. فنحن نعي جميعا أن تطوير مـؤسـسـات التعليم العالي (الجامعات) ال يكتمل في غياب الحوكمة الرشيدة وال سيما في ظل االفتقار للمسألة والشفافية واملشاركة، لذا فإن إرساء قواعد الحوكمة في إدارة شؤون الـجـامـعـات يـعـد مطلبا مــع مـنـح الـحـريـة لـكـل جـامـعـة كــي تصنع مكانتها من خـال برامجها وأدائـهـا ومعاييرها التي ترتقي بالنظامني التعليمي واإلداري إلى مستوى عال يحقق التطلعات واآلمال.