عميد املوسيقى تغنى بها.. واالختيار لم يكن صدفة!
مــــن بــــن ثــنــايــا صــفــحــات التاريخ تــــبــــرز ســــيــــرة مــنــطــقــة شــــهــــار التي كــانــت مـوضـعـًا مـعـروفـًا مـنـذ القدم، خـــصـــوصـــا أن طـــرفـــهـــا الشمالي، كــــــان جـــــــزءًا مــــن الـــطـــائـــف القديمة داخـــل الــســور فــي العصر الجاهلي. وتــــواصــــلــــت «عــــــكــــــاظ» مـــــع املــــــؤرخ والــبــاحــث واألديــــــب حــمــاد الساملي الـذي أثـرى املكتبة العربية بالعديد مــن املــؤلــفــات عــن مـحـافـظـة الطائف تــاريــخــيــا وجــغــرافــيــا واجتماعيا وأدبيا، فأوضح أن شهار من ضواحي الطائف املشهورة منذ الـقـدم، وتقع جــــنــــوب املـــحـــافـــظـــة عـــلـــى الطريق املؤدي إلى غدير البنات، ولها سيرة تـعـكـس الــعــمــق الــتــاريــخــي، ويشير إلى أنها كانت واديا زاخرا ببساتن غنية بأنواع الفواكه والورد، وكانت مــتــنــزهــا ألهــــل الطائف واملــــصــــطــــافــــن لقضاء أوقــــــــــــــــات مــــمــــتــــعــــة بن الحقول والروابي حيث الطبيعة الساحرة. وعــن املصحة الشهيرة، وما إذا كانت دخيلة على حـــي الــطــبــقــة املخملية كما يــروج البعض، أكد املـــــؤرخ الــســاملــي أن املــصــحــة ليست دخيلة على املكان أو حديثة عهد به، وإنما شيدت قبل أن يجتاح العمران شهار، وظـل املبنى سنوات عـدة في مــكــان قــصــي «كــنــا فــي الــصــغــر نمر قرب بوابته من الطائف إلى ديرتنا بـــنـــي ســـــالـــــم، ولـــــــم يكن أي أثـــر لــلــســكــان». وعن شـــهـــار وطــبــيــعــة املكان في السابق، قال الساملي «كــــــانــــــت ذات طبيعة خــابــة ملهمة للشعراء واملـطـربـن، وتغنى بها عميد املوسيقى العربية طارق عبدالحكيم، وذكر شـهـار فــي الـشـعـر املـغـنـى والنبطي، والــشــعــر الـفـصـيـح، فـهـنـاك أكــثــر من شاعر فتنتهم شهار». ويــضــيــف الـــســـاملـــي صـــاحـــب كتاب «املـــــعـــــجـــــم الـــــجـــــغـــــرافـــــي ملحافظة الــــطــــائــــف» أن املـــصـــحـــة بـــــــدأت في العام )ــه1382( في املوقع الذي هو عـلـيـه الــيــوم، وكــانــت تـسـمـى وقتها (مــســتــشــفــى املــــجــــانــــن)، وهـــــي أول مصحة نفسية باململكة، مشيرا إلى أن اخــتــيــار املـــوقـــع لـــم يــكــن صدفة، وإنـــمـــا تـــم بــعــد دراســـــة مستفيضة ملواقع عدة كما قيل لي من أكثر من مصدر، فكانت شهار أميزها نقاء، وأجــواؤهــا مناسبة. ولـفـت الساملي في السياق ذاتــه، إلى أنه تم تشييد مصحة أخرى للصحة الصدرية في طرف السداد.