ملاذا ينزعج األهالي من «احلي الراقي»؟

ترى نادية وزين وهوازن (من خارج الحي) أن شهار معروف بأنه مكان «املجانن» حتى لـو تحول ملقر لـأثـريـاء، بـل إن بعض املقيمن مـن الـعـرب يطلقون عليه كما يشاع في بلدانهم عن املصحات النفسية، فمنهم من يقول مكان «العصفورية» أو «املرستان»، ومن هنا ندرك أن الحي مهما اختلفت الطبقات واملستويات االجتماعية أو تعددت املسميات مخملية أو برجوازية أو أملاسية لن تغير مفهوم املجتمع الذي ال يبصر إال املصحة التي تمثل معلما بارزا للحي والطائف على حد سواء، وأمامها تتهاوى منازل األثـريـاء! فيما تقول صباح إن بعض السكان انتقلوا للحي بهدف الوجاهة فاصطدموا بشهرة الجنون التي تزعجهم، وفـي اعتقادي ليست مشكلة ارتباطه باملصحة ويفترض التأقلم مع الـوضـع، كـون التسمية مستدامة، فمنازل األثرياء واملستوى االجتماعي ليسا ممحاة لتاريخ شهار. وتضيف أن قيمة املكان في تاريخه الــذي يتحدث عنه، مسترجعة من خـال كتب التاريخ سيرة املكان عندما كان بساتن وروابــي وواديــا، وكيف تحول إلى ما هو عليه اآلن من نهضة عمرانية. كما أنه ليس عيبا ارتباطه باملصحة التي قد نضطر يوما لدخولها إما لاستشارة أو للعاج أو لزيارة مريض. في جانب آخر، يقول عتيق: في الواقع ال يذكر أي شخص مسمى «مستشفى الصحة النفسية» إال عندما يقرأ الافتة على بوابة املصحة، حتى سائق التاكسي عندما يطلب أحد منه إيصاله إلى شهار يبادر بالسؤال أين املوقع من مستشفى املجانن، وأعتقد من الصعب أن تقنع الناس بتغيير مفاهيمهم تجاه الحي.