ملاذا 24 حارسا للحجر األسود في اليوم الواحد؟
ســاعــة كــامــلــة، تــمــر دقــائــقــهــا بــبــطء، تــكــاد عــقــارب الــســاعــة ال تتحرك، بينما يستحضر كل تركيزه، دون أن يـرف له جفن، فهو يعرف مــاذا يعني أن يكون مكلفا بحراسة حجر الجنة على األرض. ويـتـطـلـب عـمـل حــــارس الـحـجـر األســــود فــي الـكـعـبـة املشرفة، تركيزا كبيرا، طوال فترة مناوبته التي ال تتعدى الـ06 دقيقة، ليتمكن مـن أداء مجموعة املهمات املوكلة إلـيـه، مـن ضمنها إبالغ زمالئه املنتشرين في ساحات الحرم، فور حدوث حاالت إغماء أو سقوط أو إعياء ألي من ضيوف الرحمن. ما يستوجب تغييره كل ساعة، يعني ذلك أن 24 حارسا يتناوبون على هذه املهمة خالل الليل والنهار. يــأتــي ذلـــك ضـمـن اهــتــمــام حـكـومـة املـمـلـكـة بـكـل مــا مــن شأنه تــوفــيــر الـــراحـــة والـطـمـأنـيـنـة واألمـــــان لــضــيــوف الــرحــمــن من حجاج ومعتمرين وزوار. فيما أوضــح املتحدث باسم قوات أمـن املسجد الـحـرام الـرائـد سامح السلمي، أن حــارس الحجر األســــود يــــؤدي مـهـمـات عـــدة إلـــى جــانــب املـحـافـظـة عـلـى أمن وسالمة الطائفني، إذ يرشدهم إلى الطريقة الصحيحة لتقبيل الـحـجـر، وينظم اسـتـالم الطائفني لــه، مـا يتيح املـجـال لكبار السن والنساء، وتمكينهم من الوصول إليه. ويأخذ حارس الحجر األسود مكانا أعلى قليال من الطائفني، ليتمكن مــن رؤيـــة مـشـهـد الــطــواف كــامــال، وبــالــتــالــي مراقبة الطائفني حــول الكعبة، كما أن وقـوفـه بـجـوار الحجر أصبح عالمة يتخذها الطائفون لبداية ونهاية أشواط الطواف.