سندان «الفائدة» ومطرقة «االئتمان» يسربان ودائع قطر للخارج
كشف اقتصاديان لـ «عكاظ» أن معدل الفائدة في االقتراض بــن الــبــنــوك الـقـطـريـة يعتبر هــو األعــلــى خـــال السنوات الــســبــع املــاضــيــة؛ نــظــرا لــشــح الــســيــولــة، وانخفاض وتسرب الودائع بشكل كبير منذ قطع العاقات الدبلوماسية مع الدوحة. ولـفـتـا إلـــى أن الــقــطــاع املــصــرفــي القطري أصبح بن سندان فائدة الودائع املرتفعة ومــطــرقــة مــخــاطــر مـحـفـظـة االئــتــمــان؛ ما يعني تقلص األرباح بشكل كبير؛ وارتفاع استقطاعات القروض املتعثرة. ونوها إلى أن املقاطعة تؤثر على قطر وعلى الـــــودائـــــع، وبــطــبــيــعــة الـــحـــال ستنخفض الودائع األجنبية بشكل كبير. وقــال االقـتـصـادي فضل البوعينن لــ«عـكـاظ»: «بالعودة إلــى مـعـدل االقــتــراض بــن الـبـنـوك الـقـطـريـة نـجـد أنــه قفز بواقع 230 نقطة أساس، مسجا أعلى مستوى له في سبع سنوات، وفي الغالب يرتبط ذلك االرتفاع الكبير واملفاجئ بشح السيولة فـي القطاع املصرفي؛ مـا يجعل مـن تكلفة االقتراض مرتفعة». وأضـــــاف: «يــبــدو أنـــه يــوجــد تــســرب لــلــودائــع مــن القطاع املـصـرفـي الـقـطـري، خصوصا أن نحو %25 منها ودائع أجــنــبــيــة آثـــــرت الــــخــــروج تــجــنــبــا لــلــمــخــاطــر بعد املـقـاطـعـة الـتـي تـعـرضـت لـهـا الدوحة، واملتوقع أن تؤثر بشكل حاد في القطاعات املالية، ويؤكد ذلك ارتــفــاع نسبة الــقــروض إلى الودائع في القطاع املصرفي القطري إلى أكثر من ،%100 وهــي نسبة مرتفعة تتعارض مع معايير بـازل 3، وإذا ما أضفنا إلــــــى ذلــــــك كـــــفـــــاء ة الــــقــــروض فمن الطبيعي أن ترتفع تلك النسبة بشكل حــاد بسبب ارتــفــاع مخاطر التمويل، وقد تتسرب مزيد من الودائع ما يتسبب في انخفاض نسبتها، وبالتالي ارتفاع نسبة القروض للودائع بشكل أكبر دفع املــصــارف القطرية إلــى رفــع أسـعـار الـفـائـدة على الودائع الدوالرية الستقطابها». ونـوه البوعينن إلى أن القطاع املصرفي القطري أصبح بـــن ســـنـــدان فـــائـــدة الــــودائــــع املــرتــفــعــة ومــطــرقــة مخاطر محفظة االئـتـمـان؛ مـا يعني تقلص األربـــاح بشكل كبير؛ وارتــفــاع استقطاعات الـقـروض املتعثرة، وتجاوز معايير بازل 3 والدخول في نفق شح السيولة وخروج الودائع؛ بما فيها الودائع القطرية إلى الخارج بحثا عن األمان. مــن جـهـتـه، ذكـــر الــدكــتــور أســامــة فالي لـــ«عــكــاظ» أن انــخــفــاض نـسـبـة الودائع فـي البنوك يعني أن البنك سيدخل في مرحلة تـراجـع فـي األربـــاح، وإذا تواصل ســـحـــب الـــــودائـــــع وانـــخـــفـــاضـــهـــا فـــفـــي هذه املرحلة قـد يصل البنك أو املـصـرف إلى شح السيولة. وذكر أن الودائع األجنبية تشكل نسبة كبيرة في قطر، وأن املقاطعة ستؤثر بالتأكيد على قطر وعلى الودائع، وبطبيعة الــحــال ستنخفض الــودائــع األجنبية بشكل كبير.