Okaz

‪°° WŽUÝË WŽUÝ‬

- nyamanie@hotmail.com

(لتغير قواعد اللعبة.. ليلة الهروب من االصطفاف مع قطر إلى شتم )MBC عنوان في «عكاظ» يشرح حال البعض ممن أعمى الله بصيرته عن حبه لوطنه والدفاع عنه لدوافع حزبية ومصالح دنيوية ضد السقطة القطرية في حق نفسها وجيرانها في مغامرة صبيانية انكشفت مع األيام أبعادها، تراجع من تراجع وانسحب من انسحب يجر أذيال الخيبة والندم. وأمـا الفئة الثالثة وهي التي ابتالنا الله بها ال هم لها إال الترصد لحراك الوطن وانتقاد خطواته والتعرض لـه. هـذه الفئة املتلونة اخـتـارت الـهـروب دون حـذف أو تراجع كعادتهم، فالتفوا على أنفسهم محولني البوصلة إلـى الدخول في جـدل سريع حول مسلسلي (سيلفي) و(غرابيب سود) ومحطة MBC اتكأوا على عكاز الحزبية املصلحية وما يدفع لهم ورفعوا راية الدين كعادتهم عندما تعوزهم الحجة وينقصهم الدليل، فكالوا الشتائم للقناة والقائمني عليها فــي خــطــوة اعــتــدنـ­ـا عليها مـنـذ ســـنـــوا­ت. بـقـايـا مــن سخام جهيمان واملـرشـد وزمــرتــه، فاملحطة ومــا تقدمه يهدف إلــى فضح سوءات املتﺂمرين والسابحني ضد تيار الوسطية واالعتدال. ما زلنا نتذكر حملتهم ضد (طاش ما طاش) الذي حارب العادات والتقاليد التي ألبست لباس الدين في زمن الغفوة، وقف لها باملرصاد وفضح ممارساتها الخاطئة. واﻵن يـعـودون ملهاجمة املحطة وبرامجها والتحذير منها وخطرها على املجتمع، وهم يكذبون. يريدون فرض قناعاتهم على اﻵخرين بأن الحياة يجب أن تكون جدا ال هزل فيها وأن من عالمات الرجولة والتدين العبوس وتقطيب الجبني والحدة في الحديث والترفع عن الضحك واالبتسام مخالفني بعملهم هذا الفطرة اإلنسانية التي خلق الله عباده عليها. فاإلنسان بطبعه كائن اجتماعي في حاجة إلى من يخفف عنه شدائد الحياة وقسوة األيام وعناءها وصعوبة أحداثها ويرطب أجــواءه ببسمة أو ضحكة أو كلمة تعيد إليه صفاء روحه ونقاء فطرته بعيدﴽ عن اتهام النيات والشعور باإلثم والخطيئة ودوامــة املعصية، فلم يكن الدين يومًا قيدﴽ من حديد على فطرة اإلنسان ولن يستطيع أحد أن يحرم املباح بناء على وجهة نظره أو مجرد إحساسه بذلك. فالحكم بالحالل والحرام من خصوصية املشرع وليس ألحد الحق في أن يفعله من تلقاء نفسه وبدون دليل واضح وصريح وثابت. يقول اإلمام مالك: لم يكن في أمـر الناس وال من مضى من سلفنا الذين يقتدى بهم أن يقولوا هذا حالل وهذا حرام، ولكن يقول أنا أكره كذا وأرى كذا. ويقول الشافعي أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون في الفتيا أن يقولوا هذا حالل وهذا حرام إال ما كان بينًا في كتاب الله. (طـــاش مــا طـــاش) بـعـد أن أشـبـعـوه تحريما وتـكـفـيـر­ا، عــــادوا اﻵن ليصبوا غضبهم على (سيلفي) الذي ناقش في إحدى حلقاته أزمة اإلسكان الطاحنة التي يعاني منها املواطن مجسدﴽ الواقع اإلسكاني بكل تفاصيله في شكل درامي مضحك، وقد انتقد هذا املسلسل أحد املغردين بقوله «كلنا نعرف أن قضية اإلسكان خطيرة ونعرف أن MBC وبرنامجها سيلفي أكثر خطورة من قضية اإلسكان بمراحل فالبيت يمكن تعويضه أما الدين فال»، هذا املغرد وأمثاله الذين ال يحبون الحياة ويكرهون املرح والفكاهة وجدوا أن بوابة الدين هي الطريق األسـهـل للدخول إلــى بـوابـة تحريم وتجريم هــذا املسلسل واملحطة وأنــه نذير شــؤم، ولـو فهموا اإلســالم الصحيح بعيدا عن التشدد والغلو لعرفوا أن الضحك من خصائص اإلنسان، فالضحك يأتي بناء على الفهم واإلدراك واملعرفة كـردة فعل ملا سمعه، وهو عكس الحيوان الذي ال يضحك ألنه محروم من العقل. فـرسـولـنـ­ا الـكـريـم كـــان يضحك ويــمــزح وال يــقــول إال حــقــًا. سألته امــرأة أن يدعو الله لها بـدخـول الجنة، فقال يـا أم فــالن إن الجنة ال تدخلها عجوز، فبكت املــرأة ألنها ﻇنت أن الكالم على ﻇاهره. فـنـاداهـا الــرســول على رسـلـك إنــك حـني تدخلني الجنة تدخلينها شابة وتال عليها قول الله تعالى: «إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبــكــارا، عــربــا أتـــرابــ­ـا»، ويـالطـف رســول الله أحــد صحابته عندما طلب منه أن يحمله على بعير فقال له النبي: «ال أحملك إال على ولد الناقة»، فقال وماذا أصنع بولد الناقة؟ فقال له الحبيب عليه الـصـالة والــســال­م: «وهــل تلد اإلبــل إال الــنــوق»، وقــال عليه الصالة والـسـالم فـي سـويـداء صديقة عائشة: «اللهم إنها كانت حريصة على أن تضحكني فأضحكها فرحًا»، وقـال اإلمــام علي: من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر، وكان الرسول يجلس مع صحابته يقولون الشعر وأحاديث الجاهلية وكان يبتسم عندما يكون الكالم يثير االبتسام. ويقول لحنظلة عندما شكا له ما يجده من تغير حاله وسوء مزاجه عندما يرجع إلى بيته وأهله من عند رسول الله «روحـوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت»، فال بد من ساعة وساعة وهذا ما نحتاج إليه في حياتنا من مرح ولعب وضحك ومسرح وتلفزيون وموسيقى وسينما مع االحتفاظ بكل ثوابتنا وما تربينا عليه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia