Okaz

«إنكار» الدوحة يدفع بـ«القطيعة» إلى االستمرار أعواما

سفراء الدول الـ 4 في كوريا اجلنوبية: اإلجراءات جاءت بعد نفاد الصبر قطر قدمت دعمًا ماليًا وإعالميًا سخيًا ملجموعات إرهابية وراديكالية

- «عكاظ» (باريس، جدة، سيول) @okaz_online

يبدو أن قطر اختارت الطريق الذي توقعه مراقبون في املنطقة، وأبـت االنحياز إلى التاريخ الخليجي املشترك واملـصـيـر الـعـربـي، وهـــذا مــا بــدا عـلـى تـصـريـحـا­ت وزير الــدولــة لـلـشـؤون الـخـارجـي­ـة فــي دولــة اإلمــــار­ات العربية املتحدة أنور قرقاش في لقاء مع صحفيني في باريس، إذ أكد أن مقاطعة قطر «قد تستمر ألعوام»، داعيًا الدوحة إلــى تــجــاوز مـرحـلـة «اإلنـــكــ­ـار». وقـــال الــوزيــر اإلماراتي -بـحـسـب فــرانــس بـــرس- «نــراهــن عـلـى الــوقــت، وال نريد التصعيد، نـريـد عـزلـهـا»، مـشـددًا على وجــوب أن تعدل قطر عن دعم اإلرهابيني واملتطرفني. واتهم قرقاش قطر بأنها «بنت منصة متطورة من الدعم املالي والسياسي واإلعـامـي» للمتشددين الحركيني، وبإيواء العديد من قــيــادات­ــهــم، مـشـيـرا إلـــى أن الــســعــ­وديــة وقــطــر واإلمــــا­رات والبحرين ومصر ستقدم «خـال األيــام القادمة» الئحة بمطالبها إلى قطر تتضمن إبعاد شخصيات متطرفة، دون إعطاء تفاصيل إضافية. ورأى قــرقــاش أن األزمـــــ­ة لــن تــحــل قــبــل أن «تــغــيــر قطر سياستها»، وتتعهد بـ «وقف دعمها للمتطرفني». وطـالـب الـغـرب بـوضـع «آلـيـة مـراقـبـة» مـن أجــل التحقق مـن أن الــدوحــة ستلتزم بتعهداتها، مضيفًا «الواليات املتحدة وفرنسا وبريطانيا وأملـانـيـ­ا لها ثقل سياسي وخبرة تقنية تخولها وضع مثل هذه اآللية». وتابع قرقاش القول إن الوساطة الكويتية ستكون مفيدة جدا وستكون هناك مطالب، الفتًا إلى أن قطر ستدرك أن «هذا وضع جديد، وأن العزلة قد تستمر لسنوات». وحــث قـرقـاش تركيا كـذلـك الـتـي أبدت دعـمـهـا لقطر عـلـى الحفاظ عــلــى الــــتـــ­ـوازن في هـــــذه األزمـــــ­ـة، وعــــــــ­ـــــــلــ­ــــــــــ­ـــى ضــرورة أن تفهم أن مصلحتها تكمن في دعـم الجهود الــعــربـ­ـيــة. وأضـــــاف «نــأمــل أن تـتـحـلـى تــركــيــ­ا بالحكمة وتـدرك أن مصلحتها تكمن في اإلجــراءا­ت العربية ضد قطر، تركيا تحاول حاليا الحفاظ على التوازن في أزمة قطر بني الحماس اإليديولوج­ي واملصالح الوطنية». مــن نـاحـيـة ثــانــيــ­ة، الـتـقـى الــقــائـ­ـم بــأعــمــ­ال ســفــارة خادم الحرمني الشريفني وسفراء اإلمــارات والبحرين ومصر لــدى كـوريـا الجنوبية أمــس مـع نـائـب وزيــر الخارجية للشؤون السياسية في كوريا الجنوبية كيو لي جونج، وقـدم ممثلو الــدول األربــع خـال اللقاء شرحًا تفصيليًا عن الدوافع التي دعت مجموعة من الدول ومنها دولهم إلــى قـطـع الــعــاقـ­ـات الـدبـلـوم­ـاسـيـة والقنصلية وإغاق مجاالتها البرية والبحرية والجوية مع دولة قطر. وأكــد سفراء الــدول األربــع أن اإلجـــراء­ات جــاءت ردًا على مــا تـمـنـحـه حـكـومــة قــطــر مــن دعـــم مــالــي سـخــي وغطاء سياسي وإعامي تحريضي مكثف لعدد من املجموعات اإلرهابية وامليليشيا­ت الراديكالي­ة لدفعها للتدخل في الشؤون الداخلية لدولهم واإلضرار بأسس األمن ودعائم االستقرار، وحث الشعوب على الخروج على حكوماتهم الشرعية. وأوضحوا -بحسب وكالة األنباء السعوديةأن­ــــه «مــــا كــــان لــهــذا الـــقـــر­ار أن تـتـخـذه دولــهــم إال بعد توفر األدلة الدافعة والبراهني واإلثباتات املؤكدة على سلوك حـكـومـة قـطـر الــشــائـ­ـن بــدعــم اإلرهــــا­ب فــي دولــهــم ودول أخرى وبعد التدرج البطيء في محاوالت ثني قطر عن دعــم الـجـمـاعـ­ات اإلرهــابـ­ـيــة ونــفــاد الـصـبـر فــي التغيير، حماية ألمنها القومي واستقرارها السياسي». وأكـــدوا حــرص دولـهـم الشديد على عــدم تضرر الشعب القطري الشقيق جراء املمارسات الخاطئة لحكومته. ويبدو أن الدوحة مستمرة في غيها، ولم تتجاوز «حالة اإلنكار»، إذ قال وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمـس إن بــاده لن تتفاوض مع الــدول العربية التي قطعت العاقات االقتصادية وروابــط النقل معها ما لم ترفع إجراء اتها ضد الدوحة. وعــاود الوزير القطري تكرير مزاعم «الحصار»، رغم استحالته واقعيًا، كون لباده منافذ بحرية وجوية أخرى.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia