النيابة بني السينما والواقع
من خالل األفالم املصرية تعودت أسماعنا على جملة النيابة الـعـامـة، وفــي كـل يــوم (مـشـاهـدة) نتعرف على االختصاصات املوكلة لهذا الجهاز القضائي الذي يعد ضمير األمة، بوصفها نائبة عن املجتمع وممثلة له أيضا، وكانت املشاهد السينمائية تصور لنا أن النائب العام هو امللجأ للمظلومني والناصر لهم حينما تتكالب الظروف لغطش حق أو التغطية عليه. وفهمنا أن النيابة تحرك أي دعوى جنائية على أي فرد أو جهة وإجـــراء التحقيق بنفسها ونــدب قــاض للتحقيق والحضور ممثلة للمجتمع ومـتـابـعـة سـيـر الـقـضـيـة إلـــى صـــدور الحكم النهائي. وكـونـهـا سلطة تحقيق فــإن الـخـصـومـة ال تعقد إال مــن خالل تحقيق تجريه النيابة وإعــطــاء أمــر القبض أو التفتيش، ما يعني ضـــرورة أن يحمل املـفـتـش أمــر الـقـبـض عـلـى أي متهم، وأن النيابة هي مختصة دون غيرها برفع الدعوى الجنائية ومـبـاشـرتـهـا وتـفـاصـيـل قـانـونـيـة عــديــدة تـوجـب أو تنفي أية قضية. املهم أن األفالم واملسلسالت وطنت في أنفسنا أن النيابة العامة هي الجهة الوحيدة التي تناصر قضايا الفرد والـوطـن معا، ولكون النيابة سلطة تحقيق على الجميع كان من الضرورة أن تكون جهة مستقلة مرجعها الوحيد امللك، وبهذه املرجعية يتم قطع أية وسيلة اجتذاب أو تساهل أو تراخ. ووجـــــود الــنــيــابــة الــعــامــة ســـوف يــدخــل املـجـتـمـع إلـــى ردهات القانون تنشيطا واستيعابا للحقوق والـواجـبـات القانونية لـلـفـرد واملــجــامــيــع وســـوف يــدخــل الـطـمـأنـيـنـة إلـــى كــل مواطن مـخـلـص يــرفــض (الــحــال املــايــل) كـــون الـنـيـابـة تـمـثـل الضمير االجتماعي الحي. هذا القول عن صرامة النيابة وإنصاف الوطن واملواطن تمت كتابته اسـتـنـادا على مــا كنا نـشـاهـده على شــاشــات السينما والـتـلـفـاز، أمــا عـن واقــع النيابة لدينا فما زال فـي علم الغيب وسـتـكـشـف لـنـا األيــــام الــقــادمــة اإلجــابــة الحقيقية عـمـا سوف تحدثه النيابة السعودية مـن تغييرات إيجابية فـي الجانب القضائي وآليات الضبط وتنفيذها وفق القانون وليس وفق (حب الخشوم)... ووجودها يعني تضييق الخناق على الفساد اإلداري واملالي.