Okaz

‪°AEAEådH{ WI¦ «ò WKŠd‬

- د. ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺘﺒﻲ @

ينتظر البعض أن تتكشف أبعاد األزمة املحتدمة مع القيادة القطرية، وأن تفيق الدوحة من سكرات الوهم التي تعيش فيها، ويزينها لها املــرتــز­قــة واملـــأجـ­ــورون الــذيــن تحتضنهم الــقــيــ­ادة الـقـطـريـ­ة عـلـى أمل يقربونها من حلم الزعامة!! ولكن الحقيقة املـؤكـدة أنـه ال أمـل في قطر وال مجال للتوقع بـأنـهـا قـــادرة عـلـى مـصـارحـة الـــذات أوال والـشـعـب الـقـطـري املـغـلـوب على أمره ثانيًا بحقيقة ما فعلته، وال تزال، ورغبتها في تصحيح املسار والعودة إلى الصواب. باألمس القريب برز من قيادة قطر برهان جديد على أنها قد استسلمت تمامًا لعقلها املريض، حيث واصلت قناة «الجزيرة» بث فضائح التلفيق والتزوير، وزعمت أن هناك وقفة احتجاجية أمـام سفارة دولـة اإلمــارات في العاصمة البريطانية لندن للتنديد بمقاطعة قطر، والحقيقة أن ما بثته قناة الزور القطرية على موقع «تويتر» من لقطات، لم يكن إال مشاهد من االحتجاجات التي تشهدها العاصمة البريطانية على الحريق الذي التهم برج «جرينفلتاور» في لندن. الدليل على الكذب والتزوير ليس كالمي، وال نفي رسمي إمـاراتـي، ولكنه سلوك فاضح من القناة املشبوهة ذاتـهـا، حيث سارعت إلـى سحب اللقطات التي بثتها فور انكشاف أمرها وافتضاح سلوكها املشن، وبثت لقطات أخرى لقلة كانت تنفذ مشهدًا تمثيليًا مدفوعًا بمعرفة موظفي جزيرة الزور في لندن!! املحصلة لكل ما تفعله قطر منذ بداية املقاطعة في الخامس من يونيو الجاري، أنه ال محاولة قطرية ملراجعة النفس أو إعادة الحسابات، لعل فيها ما يمكن الرجوع عنه، بـل مواصلة الـكـذب والـتـزويـ­ر والتحريض وتـوزيـع االتـهـامـ­ات على األشقاء وادعاء الدفاع عن حقوق اإلنسان والحريات!! أي دفـاع عن الحريات يمكن أن يمارسه الكاذبون واملــزورو­ن واملرتشون والخونة والعمالء؟! الحرية قيمة إنسانية نبيلة ال يدركها من ولد وعاش في بئر العمالة، والفضيلة قيمة أخالقية عظيمة ال يعرف قدرها من أدمن الغش والخداع. املحصلة أيضًا أن الثقة في القيادة القطرية من جانب دول مجلس التعاون، وصلت إلــى مـسـتـوى «صــفــر» كـمـا قــال د. أنـــور قــرقــاش وزيـــر الــدولــة لـلـشـؤون الخارجية بدولة اإلمارات، حن سلط الضوء على أحد أهم أبعاد األزمة الراهنة، وهو بعدها األخــالقـ­ـي، فهي ليست أزمــة سياسية تقليدية تتعلق بتحالفات وشــراكــا­ت حتى لو كانت مع دول معادية، بل أزمة أخالقية بامتياز، فالسقوط األخالقي الفاضح للقيادة القطرية أظهرته التسجيالت الصوتية، التي ال يمكن إنكارها كما أنكروا في بدايات األزمة التصريحات الرسمية لﻸمير، بادعاء حدوث اختراق إلكتروني!! ال أدري كيف يمكن أن ترد قطر على أدلة تورطها في التآمر ضد دول شقيقة؟ وماذا يمكن أن تقول في تبرير ذلك؟ وهل هناك قادة مستعدون لهدر الوقت في االستماع إلى مناورات تافهة وأكاذيب قطرية جديدة؟ إن عصر السقوط األخالقي القطري، واملخرج الوحيد منه أن تستشعر القيادة القطرية نفسها حجم الجرم الذي ارتكبته بحق شعبها قبل أن يكون بحث األشقاء، وأن تتصرف كالرجال، وليس بما يمليه عليها الضمير، فهناك شك عميق في وجـود ضمير لـدى من يرتكب هـذه األفعال الخسيسة من األساس! الواقع أن استعادة أجواء الثقة املعتادة بن قطر وأشقائها في اإلمارات والسعودية ومصر والبحرين باتت مسألة مشكوك فيها تمامًا، فمنسوب الثقة بات «صفرًا»، والـحـل بــات بـن أمـريـن: إمــا أن تنقذ الـقـيـادة القطرية شعبها وتـقـدم على خطوة صحيحة واحدة، واالبتعاد عن املشهد السياسي، أو أن يتخذ املجتمع الدولي من اإلجراءات ما يعالج أزمة الثقة املفقودة في ظل القيادة القطرية الحالية. املـرحـلـة «صـفـر ثـقـة» يصعب الــخــروج منها وفــق اإلجـــــر­اءات واآللــيــ­ات والقنوات املعتادة في األزمـات، فالوضع كما بات مؤكدًا ال يتعلق بأزمة سياسية تمتلك من النوافذ التفاوضية ما يتيح الخروج منها وفق تسويات محددة، بل هي أزمة ثقة أخالقية، أسقطت فرص تعايش دول مجلس التعاون وشعوبه مع القيادة القطرية الحالية، وقضت على كل أمل لذلك. فرغم ما عرف عن أهل منطقتنا من روابـط وأواصــر قوية ومتينة يمكن أن تكون دعامة لتجاوز أي أزمات، فإن هذه الروابط األخوية هي ذاتها أيضًا التي يمكن أن تحد من فرص استعادة العالقات الطبيعية في حال سقوط أحد الطرفن أخالقيًا، وهذا ما فعلته القيادة القطرية بنفسها وبشعبها! على أي حال، ال مجال للبكاء على اللﱭ املسكوب؛ فاألزمة القطرية قد خرجت بالفعل من حاضنتها الخليجية منذ أن بــادرت قطر لالحتماء بـإيـران وتركيا، ثم القفز بن العواصم الكبرى لعلها تجد سندًا ملواقفها، وبالتالي على العالم أن يتحمل مسؤوليته إزاء خرق دولة عضو في األمم املتحدة لكل األعراف والقوانن واملواثيق الدولية والتآمر ضد دول الجوار.

 ??  ?? أسرة ﻫﻨدية تﻨﻈر من نافﺬة مﻨزلهم في قرية ﻏمرتها الفيﻀانات في ضواحي أﻏارتاﻻ في الهﻨد. (رويترز)
أسرة ﻫﻨدية تﻨﻈر من نافﺬة مﻨزلهم في قرية ﻏمرتها الفيﻀانات في ضواحي أﻏارتاﻻ في الهﻨد. (رويترز)
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia