Okaz

جاور السعيد تسعد !

- حمود أبوطالب habutalib@hotmail.com

فـي اعتقادي أن هــذا املثل مـن أفضل وأيـضـا مـن أردأ األمثلة. هـو من ناحية يصور الواقع املعاش والحقيقة املاثلة بوجهها السيئ، أي أنه من أفضل األمثلة في التعبير عن نقلها بأمانة، وفي ذات الوقت يبدو أنه قد أرسى نوعًا من االستسالم والتعايش معها في الذهنية الجمعية ليصبح األمر طبيعيا من حيث إنك لن تأخذ بعض حقوقك األصيلة وتـسـعـد بـهـا إال إذا جـــاورت شخصا تـأتـيـه أكـثـر مــن حـقـوقـه صاغرة راغمة، يزفها له الناس بوجوه هاشة باشة، ناضرة مستبشرة. سوف نوظف هذا املثال في جانب يعيشه الغالب األعم منا هو السكن. ولشرح ذلـك نقول إن أصحاب الدخل «املـشـروع» الذين ال تجارة لهم وال ثــراء مـتـوارثـا، ومهما كـان مرتب الـواحـد منهم فـي أي مهنة دون دخــل إضـافـي غير مـشـروع، إذا أراد أن يمتلك منزال - بجهده الذاتي بعد نسيان وزارة اإلسكان - فإن ذلك لن يتحقق له إال في أحد األحياء الجديدة البعيدة نوعا ما. هذه األحياء رغم بنائها الحديث الجميل املكلف، واتساعها الكبير وكثرة سكانها منذ سنوات ليست قليلة، إال أنها ال تتوفر لها أبسط وأهم الخدمات. ال مدارس كافية، ال مراكز أمن أو إسعاف، ال إشارات مرور، ال أرصفة أو سفلتة جيدة، ال مراكز صحية، وغير ذلـك مما ال يتصوره العقل رغـم أنـه تم تخطيطها منذ سنوات بعيدة وكــل الــدوائــ­ر الحكومية املعنية تـعـرف ذلــك لكنها لـم تحضر عمليا في هذه األحياء بعد إنشائها. املنطق يقول إن هذه األحياء الجديدة يجب أن تكون أفضل من القديمة في كل شيء، والواقع يقول غير ذلك، منطق معكوس ورديء، ومطالبات السكان املتكررة ال أحد يلتفت لها، لكن إذا ما جاور أحد هذه األحياء أو سكن فيها أحــد «الـسـعـداء» فسنرى العجب العجاب لناحية كيف تتحقق املعجزات في وقت قياسي ونرى كل الخدمات تتوالى واحدة بعد األخــرى. لكن املشكلة إذا لم يـأت هـذا السعيد، وحـن ال يستطيع مجاورته البسطاء، عندها ال بد من تعليق لوحة على كل شارع: موت يا مواطن حتى تجيك الخدمات.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia