qOJAðË nMF « WOŽUL²łô« …dEM «
أســس املـتـطـرفـون قـيـم الــديــن بـنـاء عـلـى فكرة العنف ثـم جعلوه مطلبا دينيا، وقــد أصبح القياس النعكاساته املؤذية على املجتمعات بحاجة إلى الكثير من الجهود الفكرية التي ترسم مالمحه وتوضح أبعاده، إذ إن البحﺚ في قضية اإلرهــاب وكشف األعماق لخلفيات الــتــطــرف الــفــكــري تـقـتـضـي تــفــســيــرا للسؤال الـدائـم عـن عالقة الـديـن بالعنف، وعــن النهج الذي ينضوي تحته من كل األساليب املمكنة في التعبئة. ذلـــك يـفـسـر مـــدى تــكــاثــر الــجــمــاعــات الدينية املــتــشــابــهــة فـــي الــتــكــويــن وتــجــانــس الهوية، واملختلفة فـي تنوع اتجاهاتها واملتناقضة فـــي أهـــدافـــهـــا الــســيــاســيــة، الـــتـــي تــعــمــل على تـكـريـس الـعـنـف والــتــطــرف الـجـمـاعـي املشكل لـــصـــراع الـــقـــوة الـــعـــاكـــس ألبـــشـــع صــــــورة من صــور الـتـطـاحـن الـسـيـاسـي املــعــاصــر، إضافة إلى تدعيم الحرب ضد النزعة اإلنسانية بكل مــا تحمله مــن الــقــيــم، حــيــنــذاك؛ يـهـمـل اإلرث التاريخي لﻺسالم عمدا ويستبدل بالطموح للهدف السياسي وصراع النفوذ. تــقــمــﺺ الــبــعــض لــلــتــديــن واخـــتـــطـــاف قيمه الروحية أوقعهم في مأزق حقيقي ال يمكنهم من إيجاد التفسير املنطقي لحجم الورطة التي ربطوا فيها بني الدين والعنف، وإذا وضعنا مقارنة، سنالحﻆ أن رأي الجماعات الدينية في الفكر العربي يتمثل في اتجاهات ذات قوة أكـثـر منها فـي املجتمعات الـغـربـيـة؛ ألن رأي الفرد في اتجاه الظاهرة الدينية ال يمثل إال موقفا شخصيا هناك، وهــذا ال يلزمه برابط عالقة مع املؤسسات الدينية، إذ إنها تراجعت ولم تعد تستطيع فرض هيمنتها على الفكر االجتماعي، بذلك يؤخذ الدين كطبيعة فردية، وتبقى نسبة الــوالء واالنتماء الديني مبنية على الفكر الذاتي وغير املوجه. الـتـوجـه الـفـكـري لتصحيح الـنـظـرة الدينية يـتـمـثـل فـــي تــحــديــد الـــــدور لــلــخــطــاب البعيد عن التسامح، ونحن بحاجة لبذل الكثير من الجهد واملواقف التي تصل إلى حد التشكيل لــلــنــظــرة االجــتــمــاعــيــة الــحــديــثــة، األمــــر الذي يمكن من التأثير إلحـداث التغيير الفكري ملا تشربته األجـيـال طيلة هـذه العقود املاضية، حــتــى أصــبــحــت قـــنـــاعـــات راســــخــــة فــــي عمق الفكر الديني بعد ان ظهر لنا أنه من الصعب تغيرها.