°pOA «Ë aOA
ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻒ
عـلـى الــرغــم مــن تــعــدد وتــواتــر تعاميم وزارة الـــثـــقـــافـــة واإلعــــــــــــالم املوجهة للصحف خاصة ولبقية وسائل اإلعالم عامة بعدم استخدام لقب «شيخ» إال ملن يحمل علمﴼ يجعله جــديــرﴽ باللقب أو عني شيخ شمل لقبيلة ذات عـدة فروع ألن املعني على فرع منها يسمى رسميﴼ «معرفﴼ» ال شيخﴼ، إال أن كلمة «شيخ» لم تزل تطلق على فئة من الناس ال ينطبق عليهم مـا جــاء فـي تعليمات وتعاميم الـــــوزارة، وربــمــا يـكـون الــواحــد مـنـا في حــفــل أو مــنــاســبــة فــيــســمــع مـــن يهتف قـائـال لقد وصــل الشيخ فــالن بـن عالن بن زعطان فيرنو ببصره نحو مدخل املــــكــــان فــيــفــاجــأ بـــشـــاب فــــي العشرين يمشي متبخترﴽ وجمع من املستقبلني يــحــفــون مـــن حـــولـــه وهــــم يــرحــبــون به قائلني: شرفتنا يا شيخ تفضل يا شيخ فيعجب الـواحـد منا مما يـرى ويسمع ويــتـســاءل فــي نفسه عــن سـبـب تحويل شاب صغير السن إلى شيخ إال أن يكون الشيخ هنا يعني «الشيك» فيما لو لفﻆ الــلــقــب نــفــســه أعــجــمــي ال يــحــســن نطق حرف الخاء! ولو أن املرحب به كان شيخﴼ من حيﺚ تقدمه في السن لكان اللقب موافقﴼ لواقع الحال؛ ألن الشيخوخة مرحلة متأخرة مـن مـراحـل عمر اإلنـسـان، وقــد جــاء في الــقــرآن الــكــريــم عـلـى لــســان ابـنـتـي نبي الـلـه شعيب عليه الــســالم فــي حديثهم للنبي املـرسـل مـوسـى عليه الـسـالم عن واقــع حالتهما واضـطـرارهـمـا ملزاحمة السقاة فإن سبب ذلك أن والدهما مسن «وأبــونــا شيخ كبير» وجــاء فـي بعض كتب التفسير أن كلمة كبير تعني أنه كبير الــقــدر فــي قـومـه وإال لكفت كلمة «شيخ». لـوصـف واقــع والــد الفتاتني، مـن حيﺚ الـــضـــعـــف وعــــــدم الــــقــــدرة عـــلـــى القيام بــالــســقــايــة، ولـــو أطــلــق الــلــقــب عــلــى من يـــجـــمـــع بـــــني الـــشـــيـــخـــوخـــة فـــــي العمر والسعة فـي الـــرزق لـكـان لـذلـك الوصف مــا يــبــرره لــكــون املـــوصـــوف شـيـخـﴼ من حيﺚ تقدمه في السن وألصبح إطالق الــلــقــب مــبــاحــﴼ عــلــى كـــل مـــن يــصــل إلى مــرحــلــة الـشـيـخـوخـة بــغــض الــنــظــر عن تـوفـر املـــالءة املـالـيـة مــن عـدمـهـا، ولكن االعــتــراض إنـمـا جــاء على الـتـوسـع في إطالق لقب «شيخ» على كل من هب ودب وعلى «اللكزس» ركب، حتى لو كان فتى «صغير السن طيشاني!» ولـذلـك يعذر من ربط بني الشيخ والشيك ألن الثاني هو سبب حصول األول على اللقب.